ضمن ما كتب البروفيسور في مقاله :{ فقد ظللنا نعد قطاعاً غالباً من أهلنا أميين (آخر إحصاء 9 ملايين) خارج نطاق التاريخ بينما هم أهل ثقافة موازية كما عرفنا من روبرت أونق منذ أكثر من ثلاثين عاماً. وصرنا ننسبهم للبدائية والتخلف ونجرعهم الحداثة ونتهم "عقلهم البدوي" ونبخس استحقاقهم للديمقراطية مثلاً وكل ذنبهم أنهم لم "لم يفكوا الحرف". لا أكثر ولا أقل.}
.
دائماً بروفيسور عبد الله يطرق موضوعات ، لم يطرقها غيره . لم يتحدث عن المقدمات للدواوين مثلما هو معتاد ، لمن قرأ الشعر " مكتوباً "أما عن بخسنا لاستحقاقهم للديمقراطية ، يُذكرني كتيب صغير أعده أحد أهراماتنا الثقافية ( جمال محمد أحمد ) في سبعينات القرن الماضي ، عندما ألحّ عليه بعض الدبلوماسيين أن يكُتب لهم عن الدبلوماسية الشعبية ، وعن إرثنا من نماذج ديمقراطية تشبه أهل السودان ، وأذكر أنه أفرد جلّ الكتيب عن ممارسة الديمقراطية في الأرياف . وهو مبحث لم يتناوله أحد غيره ، ولم تلحق به الدراسات .
إن العلاقة بين الشفهية والكتابة ، هي علاقة وثيقة ، فما من فكرة اختمرت عند صاحبها ، إلا كانت شفهية ، كحال أننا نُفكر باللغة .أما عن الفلكلور وانحياز كل آدابنا وثقافتنا الشفهية ، إليه . ربما هو موضوع جدل . وقد كتبت أنا عن أن المطرب ترباس ، قد نقل ( حقوا لي قولي ولداً زي عُمر أنا ما بهِز فوقي ، نسيبة البِجري )وقد حرفها إلى ( حقوا لي قولي ولداً غيرك إت أنا ما بهِز فوقي ، نسيبة البِجري )، وصار الجميع ينسبها إلى التراث والفلكلور ، مع أن مؤلفتها لم تزل ، ونسأل الله أن يديم عليها نعمة الصحة . وطنها ( قوز الخرطوم ) . وهي جريرة تعديل حق أدبي وحق إبداعي " قطعته " صاحبته في الخمسينات ، لأخيها عُمر ، وكان سُجن 5 سنوات في حادث دفاع عن النفس . وقد سارت بها أغنية " السباتة" في الفتيحاب والقوز ، في الخمسينات والستينات . وهي قطرة في بحر السرقات " عينك يا تاجر "!!هذا ما أراه من نسبة الفلكلور إلى عمل إبداعي له مؤلف معروف . وصدق الشاعر المُبدع " عتيق " حين قال في إحدى اللقاءات :( نحْنَا نَبيت القَوَى والناس تغني غُنَانا وغلط كمان )
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة