لقد وجدت الدعوة التي أطلقها رئيس حزب الوسط الإسلامي يوسف الكودة للتطبيع مع إسرائيل استهجان الكثير من الناس. ومن بعض الكيانات الدينية مثل هيئة علماء المسلمين في السودان التى استنكرت الدعوة بحجة أن تلك الدعوة لا تتوافق مع مبداء الشرع با عتبار أن إسرائيل دولة محاربة ولم تجنح للسلم. ما أثار دهشة البعض ان تأتي الدعوة للتطبيع مع إسرائيل من داعية إسلامي من حزب الوسط الإسلامي وجدت الفكرة رفض شعبي لأنه يظن بأن التطبيع مع الظالم هو الاعتراف بظلمه والاستناد فى ذلك على قوله تعالي أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ ۙ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي ۚ تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ ۚ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (1) وقال النبي ( ص) من مشي مع ظالم ليعينه على ظلمه وهو يعلم أنه ظالم فقد خرج من الإسلام. ولكن من وجهة النظر الأخرى يري الداعية الإسلامي يوسف الكودة بضرورة تطبيع حكومة السودان مع دولة إسرائيل دون أى شروط وبرر ذلك بأننا تضررنا من تلك المقاطعة وبأن السودان قد خسر كثيرا جراء قطع علاقتة بإسرائيل منذ مجئ حكومة الإنقاذ للحكم وربط استقرار السودان بتحسن العلاقات معها. ويري بأن السلطة الفلسطينية لديها علاقات مع إسرائيل واننا قطعنا العلاقات معها منذ زمن طويل ولم تخضع تلك المقاطعة للدراسة وكأنها واجب ديني وموقف السودان منها مجرد موقف ليس مبداء ويخضع للمراجعة والتعديل وبأن الدول التى لها علاقات جيدة مع إسرائيل مثل قطر وتركيا و الاردن لها مواقف قوية تجاه القضية الفلسطينية. من وجهة النظر العامة لم تكن دعوة حزب الوسط الإسلامي هي الاولي من نوعها لقد برزت أصوات عديدة تنادي بالتطبيع مع إسرائيل ومن أناس محسوبين على الحركة الإسلامية وجهرت بذلك فى الأجهزة الرسمية للإعلام ولكن الفرق بين هذه الدعوة وتلك الأصوات التي تنادي من وقت لآخر بالتطبيع هو أنها أتت من داعية إسلامي ويظن البعض بأن الدعوة ربما تكتسب شرعية أو صبغة دينية من خلالها با عتبار الذي أطلقها داعية إسلامي وربما أتت بإيحاء من الحكومة لاستغلالها والتمهيد لذلك. يري البعض بأن الحكومة تسعي لمصالحها عبر التطبيع ، ولا يهم أن كان ذلك على حساب التخلي عن شعاراتها العدائية تجاه إسرائيل وأمريكا وأصبح الان هناك مرونة في التعاطي مع الإدارة الأمريكية وبما أن إسرائيل حليف أساسي لأمريكا. والتطبيع هو بناء علاقات رسمية سياسية واقتصادية وثقافية وعلمية وما يرفضة الآخر هو بناء تلك العلاقات التي تعد اعتراف بحق إسرائيل في الأرض الفلسطينية. مع العلم ان العديد من الدول العربية تتمتع بعلاقات جيدة مع دولة الكيان الصهيوني بما فيها السلطة الفلسطينية وخاصة بعد مشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في تشيع جنازة الرئيس السابق شيمون بيريز وجدت استنكار من الكثيرين للمشاركة وقد بثت وسائل الإعلام ذلك المشهد لمحمود عباس وهو يعزي أسرة شيمون وهو يبكي فيما وصف البعض ذلك المشهد بالعار. على الرغم من وجود علاقات سياسية واقتصادية تربط الدول العربية التي منعها الحياء السياسي أن جاز التعبير من المشاركة بالحضور في العزاء. واذا كان الامر كذلك لماذا الاستمرار في المقاطعة المبطنة بالرضا والموافقة؟
وان هناك العديد من الدول العربية لها علاقات رسمية وغير ورسمية مع إسرائيل لماذا الاستمرار في المقاطعة التى لم تحدث تغيير وإنما أدت الي تأزيم الموقف أكثر وأكثر وربما التطبيع والعلاقات قد تؤدي إلى حل للأزمة طالما هذا الباب المقفول لم يحدث التغيير الذى ينشده المقاطعين دعوة الكودة تفتح بابا للنقاش وعلى سبيل المثال وليس الحصر دعاة التطبيع يرد عليهم البعض بأن هناك سفارة اسرائيلية في القاهرة وبرغم ذلك لم يؤت أكله . وبالمقابل الرافضين للتطبيع ماذا استفادوا من رفضهم عدا الغارات الإسرائيلية الجوية من وقت لآخر. هل سنري فى الوقت القريب ان تجد دعوة الداعية الإسلامي يوسف الكودة استجابة من الحكومة السودانية لفتح سفارة لإسرائيل في الخرطوم بالقرب من( شقيقتها ) فى القاهرة ؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة