*صوت أنثوي طرق أذني محيياً (إزيك يا أستاذ).. *فنظرت إلى صاحبة الصوت فإذا الوجه (ما غريب علي).. *إنها- فيما يبدو- واحدة من مغنيات هذا الزمان.. *هكذا حادثت نفسي- دون رد للتحية- إلى أن أتاني من يقول (ليه ما بترد السلام؟).. *ثم تفضل بإضافة معلومة مهمة- في نظره- إلى قائمة معلوماتي.. *ودلالة أهميتها عنده صياحه الاستنكاري (يا خي حد ما يعرف فلانة؟ جد بالغت).. *ولاحظت- دون دهشة- أنه ما كان يعرف من الذي (بالغ) هذا.. *كل الذي يعرفه- الشاب- أن شخصاً (هلفوتاً) حظي بتحية من (نجمة) فأضاعها.. *أضاع التحية، ومتعة النظر، وفرصة الكلام، و(ليلة القدر).. *ولكن عدم دهشتي هذه ذاتها- إزاء الصائح- هي التي شككتني في (اتجاه التحية).. *فهي- قطعاً- ضلَّت طريقها تحت لافتة (يخلق من الشبه أربعين).. *فصاحبة التحية- والصائح المستنكر- كلاهما من شاكلة شباب تلكم المعاينة التلفزيونية.. *المعاينة التي حكى لي صديقي الجزلي وقائعها وهو يضحك.. *يضحك ضحكاً أشبه بالبكاء ، وشر البلية ما يضحك.. *قال لي إن الذين خضعوا لمعاينة وظيفة مذيعين كلهم خريجو جامعات هذه الأيام.. *منهم الطبيب والصيدلي والحقوقي والمحاسب والإعلامي.. *وكان من بين الأسئلة: هل تعرف (فلاناً)؟ والذي هو كاتب هذه السطور.. *فجاءت إجابة نفر منهم: نعم، هو مخرج تلفزيوني.. *فهذا جيل لا يعرف سوى نانسي وندى وطه وإنصاف و(محاسن كبي حرجل).. *فمن الطبيعي- إذاً- أن أتشكك في معرفة صاحبة (إزيك) لي.. *ولكن هل كان هذا مسوغاً لعدم رد التحية ولو في حدودها الدنيا؟ قطعاً لا.. *ولا تفسير (منطقي) عندي لهذه الجلافة غير المبررة.. *أو ربما كان بعض السبب يكمن بين ثنايا رأي سالب في هذه المغنية (بالذات).. *فهي شيدت (بيت) شهرتها بألواح (شواهد) مبدعين رحلوا.. *ولم تكتف بهذا، بل شوّهت عظيم أغنياتهم بما يجعلهم يتململون في قبورهم.. *وتطلق من تصريحات التباهي ما لم يفعله وردي.. *وتغالي في رسوم حفلاتها بما يساوي دخل واحدة منها كل ما ناله (الكحلاوي).. *عموماً لنفترض أن شخصي كان هو المعني بتلكم التحية.. *فهل هي مما يشرف إلى حد أن يعاتبني ذلكم الشاب على (إضاعة الفرصة)؟.. *علماً بأنه أضاع من بنطلونه ما يستر (أعلى وسطه).. *أو ما يستر به ما (يهزه) عند الرقص على إيقاع أغنيات صاحبة التحية.. *وليتنا نقدر على تسطير كلمات (ترقص) ألماً كما الطير.. *ويا بعض جيل هذا اليوم: (إزيكم !!!). assayha