ما الذي يدفع العرب للاهتمام بتشييد مراكز لنشر الإرهاب والتخلف بدلا عن دعم التعليم والزراعة في إقليم دارفور الذي يفتقر للبنية التحتية ويعاني من الفقر والجهل؟؟
تتسع رقعة التغيير الديمغرافي لصالح مايسمى بالقبائل العربية والمواليين لها في السودان ولاسيما إقليم دارفور مع انتشار وسيادة الثقافة العربية الإسلامية فيما السكان الأصليين يجبرون على الفرار وسط قصف جوي عنيف وتواطوء الإدارة الأهلية مع النظام؟؟!!
مازالت حملة الابادة الثقافية مستمرة في السودان والجنينة داراندوكا جنبا إلى جنب مع عمليات التهجير القسري والتصفية العرقية ضد السكان الأصليين بدعم من الدول العربية والإسلامية على رأسها مملكة آل سعود ومشيخة قطر.
تشييد مسجد باي بقعة من بقاع السودان في وقت يتواجد أكثر من ثلث السودانيين الفارين من هجمات مليشيات الجمجويت، الناجين من حملة التصفية العرقية، بمخيمات اللجوء والنزوح فضلا عن آلاف القتلى والمفقودين ناهيك عن مئات النساء تعرضن لاغتصاب ممنهح في ظل صمت العرب والمسلمين يعتبر دعم للابادة الجماعية التي يتعرض لها السودانيون وجريمة ضد الإنسانية.
السودانيون اليوم يتضورون جوعا فيما اقتصاد البلاد يتدهور بشكل مخيف حيث كاد ان يتخطى الدولار حاجز ال٢٠ جنيه. ومع تضييق الحريات واصرار النظام على حسم القضية عسكريا فإن الناس في السودان أكثر حوجة إلى الأمن والتغيير منه إلى التكبير.
وتتمتع المملكة السعودية الغنية بالنفط بنفوذ روحي ووجداني يمكنها من الضغط على النظام الابادي في الخرطوم لوقف انتهاكاته المستمرة منذ عقود ضد السودانيين لاسيما وأن السواد الأعظم من أطراف الصراع بعد فصل الجنوب وطرد المسيحيين واللادينيين من السودان مسلمون.
ولكن سياسة حزب الجبهة العربية الإسلامية تتسق وأهداف الدول العربية في المنطقة برمتها والتي ترمي لنشر التطرف والإرهاب وتمكين المسلمين الموالون للعرب، تحول دون إتخاذ المملكة خطوات حاسمة باتجاه نزع فتيل الأزمة الأمر الذي يتعارض مع مصالحها السياسية والإقتصادية.
وبعد تدمير الصومال تسعى النازية العربية الإسلامية بقيادة السعودية وقطر للسيطرة على منطقة أفريقيا الوسطى وبسط نفوذها عبر تسليح الرعاة الذين يشكلون غالبية مليشيات السيليكا المسلمة في دولة افريقيا الوسطى التي تشهد صراعا طائفيا منذ الاطاحة بنظام الجنرال فرنسوا بوزيزي عام ٢٠١٣م.
وتكمن مصالح العرب الإقتصادية والسياسية بافريقيا في دعم الإرهابيين للسيطرة على السلطة في الدول الإفريقية كما في إفريقيا الوسطى ومالي ولكن الطلب الذي تقدمت به تشاد للإنضمام إلى جامعة الدول العربية وإعلان الديكتاتور يحي جامع الذي رفض تسليم السلطة بعد خسارته في الإنتخابات التي جرت مؤخرا غامبيا جمهورية إسلامية يفتح شهية العرب للتوغل أكثر في إفريقيا.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة