Post: #1 Title: الضوء المظلم؛ العصيان المدني السوداني.. كيف يستقيم ظل التغيير وعود الوحدة أعوج؟؟ Author: ابراهيم اسماعيل ابراهيم شرف الدين Date: 12-16-2016, 03:41 PM Parent: #0
التغيير لا يتم فقط بذهاب الأنظمة؛ فمنذ خروج بريطانيا عام ١٩٥٦م وتسليمه السلطة للجلابي تغيرت في السودان ومرت على سدة الحكم أنظمة كثيرة غير ان الوضع مازال يراوح مكانه بل يزداد الأمر سوءا بعد ذهاب كل نظام إلى أن آل الحال بالسودانيين إلى ما هم عليه اليوم. فما الذي يضمن استقرار الأوضاع في السودان بعد ذهاب نظام حزب الجبهة العربية الإسلامية؟؟
ولم يذق السودانيون طعما للديمقراطية في تاريخهم حتى في عهد الصادق المهدي الذي فاز بآخر إنتخابات نظمت عام ١٩٨٦م غير ان المهدي نفسه ديكتاتور ولا يختلف عن غيره من قادة النظام الجلابي إلا بزيه المدني حيث سلم السلطة للبشير في طبق من ذهب بعد اقتراب الجيش الشعبي لتحرير السودان من الاطاحة بنظامه العنصري.
ولم يحقن استقلال الجنوب عن الشمال دماء الجنوبيين كما كان متوقعا قبل التاسع من يوليو ٢٠١١م بسبب عدم حسم بعض القضايا والخلافات الداخلية السيناريو الذي ينتظر سودانيي الشمال بعد ذهاب نظام البشير الذي عمل طوال فترة السبعة والعشرون عاما على اذكاء الفتنة القبلية والطائفية ما تمخض عنه بروز حركات مسلحة تحمل نفس أفكار النظام فكيف يمكن لها ان تحقق التغيير المنشود؟؟
وتمكن النظام بالمال والوظائف من اغراء واختراق قادة الحركات المسلحة التي انهكتها الصراعات القبلية والعشائرية على السلطة فصارت لكل قبيلة و خشم بيت حركة او حزب سياسي يتهافت للنظام من أجل السلطة والمال.
لم يتوحد السودانيين في ثورتهم على الجلابي في منتصف خمسينات القرن المنصرم والتي اخمدت بتوقيع إتفاق اديس ابابا مطلع السبعينات، ولم يتضامن المضطهدين عند قيام الحركة والجيش الشعبي لتحرير السودان بقيادة الرفيق العقيد جون غرنغ عام ١٩٨٣م حتى بروز حركات دارفور بداية القرن الحادي والعشرين. فما الذي يوحد السودانيين غير التحرير والتحرر من قبضة الإستعمار الإسلامي العربي؟؟
أعتقد انه الحل مازال بيد السودانيين. ولكن هل بإمكان حزب الجبهة العربية الإسلامية الإتفاق حول رؤية تتضمن نظام حكم علماني والاعتراف بالهوية الإفريقية؟؟