منتدى الساحة الخضراء الإسبوعي الذي ينعقد كل جمعة مساءاً ، أصبح في الحقيقة إشارةً جلية لنجاح فكرة البث الجماهيري المباشر لكثير من المناشط الثقافية و الفكرية و التوعوية و الإبداعية ، صاحبا الفكرة ومَن كانا خلف كسرصعوباتها و مجاهداتها المتعددة الأستاذ / محمد آدم عربي مدير الساحة و الدكتور / نصر الدين شلقامي الدبلوماسي و الناشط الطوعي المعروف ، قطعا شوطاً كبيراً في إثبات أن جمهور الشعب السوداني ما زال و سيظل يعطي دروساً في أمر إختلافه و تفرده عن الآخرين ، كنا نظن أن جمهور الساحة الخضراء القادم إليها فقط من أجل الترفيه لا يمكن أن يلتفت إلى الإصطنات و الإلتفاف حول فعاليات جادة و رصينة تقدم العلم و الفكر و التوعية و الإبداع الهادف ، و لكن خاب ظن من نعى الفكرة قبل أن تولد ، لأننا في محراب الشعب السوداني المعلم ، الجمعة الأخيرة 2 ديسمبر 2016 إحتفل المنتدى باليوم العالمي لذوي الإحتياجات الخاصة ، بفخامة و جمال و فريد ، كيف لا و قد إزدانت الساحة بجموع غفيره من ذوي الإحتياجات الخاصة ، جاءوا يحملون الأمل و الطموح في أن يساندهم المجتمع و ترعاهم الدولة حتى يستطيعوا أن يسهموا في بناء هذا الوطن الذي ينتظر عطاء الجميع بكافة قطاعاتهم و تخصصاتهم و مقدراتهم و إمكانياتهم و مواهبهم ، و هذا سر الشعار الذي رفعته منصة المنتدى ( المعاقين شركاء في التنمية المستدامة ) ، فالجميع يعلم أن مخططات الإهتمام بأمر المعاق قد تجاوزت معاني التعاطف و المسانده الفردية ، و وصلت إلى مصاف التبويب القانوني كحقوق و واجبات ، فالمعاقين يعانون من أبسط الأشياء المتعلقة بمقدرتهم على التواصل و المشاركة في العطاء ، مثال على ذلك الإعدادات المتعلقة بالبنية التحتية للمنشآت العامة و الخاصة التي تيسر من تحرك و فعالية المعاق في مرافق كثيرة نذكر على سبيل المثال منها المدارس و المساجد و الأسواق و المسارح و غيرها ، إن مثل هذه الصعوبات لا يمكن أن تُحل إلا بسن القوانين الحامية لحقوق المُعاق ثم المثابرة و الإصرار على تفعيلها في الواقع الميداني ، فالحضارة و الرقي المدني عالمياً أصبحت تقاس بمدى إلتزام الدولة و المجتمع بكفالة الأسباب و السبل التي تكفل للمعاق حق ممارسة حياته الطبيعية بقدر ما يتوفر عليه من طاقات و إمكانيات ، من المعلومات المهمة التي ذُكرت في المنتدى أن نسبة المعاقين في السودان بلغت 17% من كافة المجتمع مما يدل على الأهمية الكمية لهذه الشريحة و كذلك يعطي مؤشراً واضحاً لكمية الفاقد الإنتاجي المُهدر في حال عدم الإلتفات إلى قضايا تفعيلهم و معالجة المشكلات التي تعيق عطائهم ، كما تجدر الإشارة إلى أن الأستاذ محمد آدم عربي قد إبتدر الحملة العملية و الفعلية للمساهمة في إسماع صوت المعاقين بإلتزامه بتأمين كافة إحتياجات المعاقين التأسيسية في كافة المرافق الخدمية التي تقدمها الساحة الخضراء كما أصدر قراراً بمجانية الدخول لكل المعاقين ، تضمنت ندوة المنتدى مشاركات لعدد من المتخصصين و المهتمين من منظمات المجتمع المدني السودانية ، كما شارك من المملكة العربية السعودية الدكتور / عبد اللطيف بن محمس الأكاديمي و المتخصص في إعاقة المكفوفين ، ثم أختتمت فعاليات المنتدى بفواصل غنائية متعددة أداها مجموعة من الفنانين الذين طالما ما أثروا وجدان الشعب السوداني بنفائس الفن الجميل والرصين في مقدمتهم فنان الطمبور العملاق صديق أحمد و الفنان ود المساعيد و مبارك الجابري .