*قصة رجلين تداولهما الناس كثيراً في البلدة.. *أما أحدهما فكان يتجنب زقاق جنينة فتحي لما رآه هناك ذات ليلة.. *وأما الثاني فكان يتجنب مناقشة زوجته في أي شيء.. *ورغم ما كان بين الرجلين من صداقة فقد كره كل منهما الآخر.. *والسبب معايرة الثاني للأول جراء خوفه من الزقاق.. *وانتقام الأول لنفسه بمعايرة مضادة على خلفية رعب الثاني من امرأته.. *وفشلت كل محاولات الصلح بين الرجلين.. *ثم زاد الطين بلة افتتاح ديمتري لأول مكتبة بالسوق في تاريخ البلدة.. *وفوجئ الأول بعدوه يهديه كتاباً عنوانه (أهزم الخوف).. *فما كان منه إلا أن أعاده إليه سريعاً مع عبارة (أنت أحوج إليه مني).. *والآن قارئ موالٍ اضطرني إلى الاستشهاد بهذه القصة.. *فقد كتب (يبشرني) بتوجه حكومي لدمج صحفنا- قريباً- في ثلاث فقط.. *وكتبت أنا متسائلاً : وما علاقة الحكومة بالصحف؟!.. *فالمستقلة منها ليست أجهزة إعلام (رسمي) تتبع لها مثل التلفزيون القومي.. *وليست هي وكالة السودان للأنباء(سونا) التي تديرها.. *وليست نسخاً من صحيفة (الأنباء) التي صرفت عليها (دم قلبها) وفشلت.. *وليست بعضاً من أمانات حزبها ، المؤتمر الوطني.. *طيب بأي وجه حق تتدخل الحكومة في شأن صحف هي (شركات خاصة)؟.. *اللهم إلا إن كان من حقها دمج بقالات لكثرتها مثلاً.. *أو دمج مصانع للبسكويت هي أكثر من الهم على قلب مواطن هذه الأيام.. *أو دمج مطاعم بين كل اثنين منها مطعم.. *أو دمج فرق الدوري الممتاز التي تكاد تضاهي وزراءنا كثرةً.. *ثم تضاهيهم في (الصرف والبذخ والفشل) أيضاً.. *وإن كان هنالك ما يحتاج إلى الدمج فهو الحكومة نفسها.. *فهي الأكثر وزراء وولاة ومسؤولين ومستشارين في تاريخ العالم كله.. *وكذلك وزاراتنا هي الأكثر عدداً بين كل الدول.. *وأجهزتنا التشريعية العديدة هي الأكثر نواباً منذ عهد برلمان روما.. *ووزراء الدولة فينا لا يستطيع (أجعص) صحفي منا حصر عددهم.. *والفارهات ذات (البيارق) تذكرك بقوم يأجوج ومأجوج.. *ومرتبات مسؤولي حكومتنا تعادل- من كثرتها- ميزانية بوركينا فاسو.. *فما تحتاجه صحافتنا من الحكومة - إذاً- (هدية) أخرى.. *هدية بـ(يدها) تتمثل في رفع تضييقٍ على الصحف يصل حد (الخنق).. *لا هدية - خارج اختصاصها - تقضي بـ(الدمج).. *فهي مردودة مع عبارة (أنتِ أحوج إليه منا!!).