*أستأذن حكيم الصين كونفوشيوس كي أستخدم بكل تواضع حكمة من أقواله بعد سودنتها لأغراض الموضوع وهي أنني لاأعرف كثيراً عن أسرار السياسة لكنني أعرف الكثير عن معاناة الإنسان السوداني. * أعرف أنه لايمكن الفصل بين السياسة وبين حياة الناس اليومية ومعاناتهم المزدادة جراء الإختلالات السياسية والإقتصادية والأمنية التي مازالت تلقي بظلالها السالبة على حياة الإنسان السوداني ومعاناته المزدادة. *لذلك لن أدخل بكم في دهاليز السياسة و"غلوتية" حوار قاعة الصداقة‘ لكن لامفر من الحديث عن سياسة الإقتصاد الحر التي قدسهاسدنة الحكم لصالح مكاسبهم المادية على حساب سائر أهل السودان الذين يدفعون ثمنها من دم مؤسساتهم الإنتاجية والخدمية التي دمرت لصالح الرأسمالية الجديدة التي قفزت بزانة سوق الإقتصاد الحر دون اعتبار لمقتضيات العدل والإحسان. *أقول هذا بمناسبة التحقيق الصحفي الذي نشرته" السوداني" على الصفحة الرابعة من عدد أمس الثلاثاء بعنوان "مشروع الجزيرة .. حالة عطش عام .. والمزارعون"راجين الري". *أعد التحقيق الصحفي عمران الجميعابي عبر جولة ميدانية في أقسام ود النو بجنوب المشروع والمسلمية والقسم الشمالي كشفت اخر ما ال إليه مشروع الجزيرة الذي كان في مقدمة المشروعات الزراعية في السودان‘ وكان يمد العالم بالقطن السوداني طويل التيلة ويرفد الخزينة العامة بالعملة الصعبة. *كشف التحقيق الصحفي الحال المتردي الذي وصل إليه مشروع الجزيرة وكيف جفت الترع من مياه الري وحتى"البوابير" المتراصة جوار ترع الدسيس وطيبة شرق والإنقاذ أصبحت تضخ"كدراً وطينا" على حد تعبير الجميعابي. *جسد التحقيق الصحفي صيحة المزارعين في المشروع التي إستعيرها كما هي عنواناً لكلام الناس اليوم : ألحقونا المحاصيل بتموت من العطش‘ ورصد حالة الجفاف الذي قضى على محاصيل العروة الصيفية وبات يهدد محاصيل العروة الشتوية وتلف الاف الأفدنة من المحاصيل المختلفة. *المزارع محمد دفع الله قال ل" السوداني :حرام على المسؤولين عدم التدخل لمواجهة الكارثة الكبرى التي تهدد المشروع‘ وقال المزارع الطيب الشويلي أمين أمانة الري بمكتب طيبة : ترعة طيبة شرق كوز موية ما فيها. *حتى وزير الموارد المائية معتز موسى الذي شهد بنفسه حال هذه المساحات من المشروع تحسر على الدمار والخراب الذي طال بنيات الري في أقسام المشروع وقال إن ٢٣ قسماً للري تعرضت لانهيار كبير بكل أسف !!. *هذه بعض ثمار السياسة الإقتصادية التي دمرت الكثير من المؤسسات الإنتاجية والخدمية وتركت المواطنين يجأرون بالشكوى وسدنة الحكم سعداء بمخرجات حوار قاعة الصداقة المختلف عليها والتي لاتسمن ولا تغني من جوع.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة