لكل أمة موروث عريق تفتخر به و يحظى باهتمامها فهو احد أهم الروافد التي تعتمد عليها خلال مسيرة حياتها لما يتضمنه من امكانيات فائقة قادرة على بناء حياة ملئها الخير و السعادة في الدنيا و مثلها في الآخرة ونحن المسلمون كباقي الاديان الاخرى نعتبر سنة رسولنا محمد ( صلى الله عليه و آله و سلم ) الرافد الثاني بعد القران الكريم الذي ننهل من معينها و نرجع إليها عند كل ملمة او فتنة او بدعة تحاول النيل من وحدتنا و معتقداتنا المقدسة لأننا على يقين تام أن ذلك الرافد لم يوضع عبثاً ولم يكن من وحي الخيال إنما هي من ابداعات السماء وكل ما جاء فيها واجب العمل بموجبه و لا ينكر احد من المسلمين أن أُولى الخطوات التي اجراها النبي (صلى الله عليه و آله و سلم ) بعد مقدمه إلى مدينته المنورة أنْ آخا بين المهاجرين و الانصار وهذه الحادثة مما تسالمتْ عليها جميع الطوائف الاسلامية لكننا نجد العَجَبَ العُجاب عند ابن تيمية و ابن كثير وما يذهبان إليه و اعتقادهما أن الرسول عبثاً قام بالمؤاخاة رغم الاجماع الكبير لأئمة المسلمين و عقلائهم على أهمية تلك الخطوة المباركة ولعدة اعتبارات اهمها لتقوية اواصر المحبة و لسد العوز و الفقر عند المهاجرين و كذلك لسد باب امام المنافقين الذين يحاولون الاصطياد بالماء العكر من خلال زرع بذور الفرقة بين المسلمين فيا ترى هل يملك ابن تيمية و ربيبه ابن كثير الحجة الدامغة على اثبات عبثية المؤاخاة ؟ و أن الرسول قد أرتكب خطأً كبيراً بتشريعه تلك الواقعة رغم أن السماء قالت بحقه : ( وما ينطق عن الهوى إنْ هو إلا وحي يوحى ) ! فهذا إن دل انما يدل على عقم المنهج و ضحالة الفكر المتطرف عند ابن تيمية و يؤمن به ابن كثير لان الراد على الرسول راد على الله ( سبحانه و تعالى ) و هذا ما يعتبره المسلمون حد الاشراك و الحقيقة التي نراها حاضرة في آثار التيمية كلها تسعى لخلط الاوراق و تتعداها إلى انكار الحقائق الواضحة فقضية التقليل من شأن المؤاخاة لم تكن عبثاً بل لان الرسول اتخذ من الامام علي ( عليه السلام ) أخاً له وهذا ما أثار حفيظة ابن التيمية فسعى جاهداً لطمس الحقائق و تغييبها عن الرأي العام لإظهار صورة الامام علي مجردة من أي منقبة و خدمات جليلة قدمها للإسلام وهذا ما جاء على لسان المرجع الصرخي إذ يقول نقلاً عن ابن كثير صاحب البداية و النهاية : (( اما مؤاخاة النبي و علي فان من العلماء مَنْ ينكر ذلك و يمنع صحته فهل عندك سند توجد روايات على صحته و ابن اسحاق اتى بحديث و صدق بحديث المؤاخاة فهل عندك حديث فكم شنعوا على الامام ابي حنيفة بقضية القياس و كم كفروا العلماء بالقياس و الاستبدال )).مقتبس من المحاضرة 16 من بحث ( السيستاني ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد ) في 14/10/2016 .
فيا اتباع الفكر الظلامي و الضحالة العلمية لماذا هذا العداء و الهجمة الشعواء على خليفة المسلمين الرابع علي ابن ابي طالب ( عليه السلام ) فهل لجريرة ارتكبها أو جرم جاء به فأنتم لا فرق بينكم و بين مَنْ قال لشبله الحسين في طف كربلاء ( نقاتلك إنما بغضاً بأبيك علي ابن ابي طالب ) .