*فور تخرجهم اتفق ثلاثتهم على (تفاهمات) مشتركة.. *أن يتوظفوا ويتزوجوا ويبكر كلٌّ منهم بولد إن شاء المولى.. *والولد هذا اسمه صلاح ولا (نقض للعهود والمواثيق).. *وشاءت إرادة المولى- فعلاً- أن (يبكر بوليد) كل واحد منهم.. *وأوفى الوسيلة بوعده- إذ كان أول (المبكرين)- وجاء صلاح الأول.. *وتبعه محمود سيد احمد بصلاح الثاني وكان الاسم جاهزاً.. *ثم أتى صلاح الثالث- كاتب هذه السطور- ولكن عقب ولادة متعثرة.. *ليست ولادته هو نفسه- الطبيعية- وإنما ولادة الاسم.. *فقد أصر جداه- رأساهما وألف سيف- ألا يكون حق التسمية إلا لهما.. *ولكل منهما اسمه الخاص الذي لا يغادر متردم عائلته منذ زمان عنترة.. *وأصر والدي على الاسم الذي تواثق عليه مع صديقيه المذكورين.. *وتراضى الثلاثة- أخيراً- على الاحتكام إلى ضربات الجزاء الترجيحية.. *ونعني بها هنا القبول بما تفضي إليه (القرعة).. *ووُضعت قصاصات الأسماء داخل طاقية ونُودي على طفلة لجذب إحداها.. *وفي كل مرة تنتقي الأقدار اسماً بعينه هو صلاح.. *وفي كل مرة يرفض الجَّدان الاسم ويحيلانه إلى (الصالح العام).. *ولم يرضخا لمشيئة هذه الأقدار إلا عقب المرة الثالثة.. *ثم تشاء الأقدار نفسها أن يشهد صلاح زماناً يتمنى فيه لو يرجع لعهد (آح).. *وهو الاسم الذي كان يطلقه عليه أحد صغار الأسرة.. *وأعني زمان (التفاهمات) و(الصالح العام) و(نقض العهود والمواثيق).. *ويصبح صلاح الأول- ابن الوسيلة- أستاذاً مغترباً وهو شاب.. *ويصير صلاح الثاني- ابن محمود- طبيباً مغترباً وهو حديث التخرج.. *ويضحى صلاح الثالث مدير فرع مصرف وهو (يافع).. *أي أن الثلاثة كان لهم من اسمهم (المشترك) نصيب.. *ثم جاء نظام الإنقاذ (فرَّاق الحبائب) ليجبر أحدهم على تغيير مساره.. *وهو صاحب هذه الزاوية بحكم وجوده داخل البلاد.. *فقد وجد نفسه (يحترف) مجال (هوايته)- الصحافة- عقب تقديمه استقالته.. *وإن لم يكن فعل لطاله سيف (الصالح العام).. *وحدثان (طريفان) البارحة نلتقط من تزامنهما العجيب فكرة كلمتنا هذه.. *أحدهما طرفه (مسؤول رفيع)، والآخر (درويش مجذوب).. *أما الأول فيصر على أنني من مواليد العام (1968).. *وأما الثاني فيصر على أن اسمي (بشير).. *وهو - في مصادفة غريبة - الاسم الذي كان اختاره لي جدي لأمي.. *فقلت له ضاحكاً (لا مشكلة، بشرتنا بالخير).. *وللثاني غمغمت بلسان عادل إمام (هو أنا بعرف أكتر من الحكومة؟).. *وتمنيت لو أن أعود إلى زمان (آح) هذا الذي ذكره.. *وأبعد عن زمان (آخ !!!). assayha