الإنتماء القومي : العودة إلي المربع الأول 1 / 2 بقلم د . الصادق محمد سلمان

الإنتماء القومي : العودة إلي المربع الأول 1 / 2 بقلم د . الصادق محمد سلمان


08-14-2016, 03:01 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1471183316&rn=0


Post: #1
Title: الإنتماء القومي : العودة إلي المربع الأول 1 / 2 بقلم د . الصادق محمد سلمان
Author: د.الصادق محمد سلمان
Date: 08-14-2016, 03:01 PM

03:01 PM August, 14 2016

سودانيز اون لاين
د.الصادق محمد سلمان-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

بسم الله الرحمن الرحيم



هناك شواهد عديدة تشير إلي ضعف العلاقة بين الدولة والفرد في الأونة الأخيرة ، كنتيجة لتراجع إهتمام الدولة بالمواطن وتقصيرها الواضح في حقوقه كمواطن ، وقد إنعكس ذلك بصورة واضحة على الإنتماء القومي على مستوى الأفراد والجماعات ، إذ سادت حالة من اللامبالاة تجاه كل ما يخص الشأن العام ، هذه الحالة يمكن ملاحظتها في نمط من السلوك بدأ شائعا بين الناس بصفة عامة ، وهو مسلك يلجأ إليه الناس تحت وطأة ظروف معينة مثل فقدان الثقة في الدولة ، أو ظلم وقع له من قبل الدولة ، أو غيرها من الأسباب التي تتمحور في العلاقة بين المواطن والدولة ، إذ يعتبر هؤلاء الناس أن الدولة كانت هي السبب فيه ، والأمثلة كثيرة لهذا النمط من السلوك ، مثلا ، السلوك غير المسئول في التعامل مع الممتلكات العامة الإنصراف وعدم الإهتمام بالأمور التي تخص الشأن الوطني ، الحديت المتكرر حول الهجرة والتذمر المستمر من البقاء في البلد ، ويصل الأمر إلي مدى بعيد حين يصل إلي السعي لاكتساب هوية جديدة بدلا من هوية الوطن الأم ، عن طريق اللجوء أو التوطين في بلاد جديدة ، أو تفضيل بعض المجموعات الحدودية لهوية البلاد المجاورة التي لها تداخل سكاني مع البلاد ، هروبا من الواقع ، ويدخل في ذلك الإتجاه نحو الإنتماءات الفرعية كالقبيلة أو الإقليم الجغرافي ( الجهة ) وهذه الظاهرة ليست قاصرة على فئة محددة من المواطنين ، إذ نجدها بصفة عامة لدى مختلف الشرائح والأفراد .
أن معدلات هذا السلوك بصفة عاماة ترتفع بين الأجيال الجديدة التي لم تحظ بمؤسسات تربوية على المستويين الرسمي والمجتمعي تتولى غرس بذورالإنتماء وحب للوطن ، وغابت عنها دروس التربية الوطنية في الحياة العامة ، ومن سوء حظها أنها وجدت سلوكا وقيما لا تكترث لما هو عام ووطني وتختلف عما كان سائدا من قبل ، سواءً في الشارع العام ، أو في المؤسسات الاجتماعية والتربوية ، وحتى في البيت ، كما واجهت هذه الأجيال ظروفا دقيقة في فترة بدايات الإنقاذ حرب الجنوب ( الجهاد ) حيث كان التجنيد يتم قسرا لإلحاقهم بالمعارك وبعد ذلك الصعوبات التي واجهتهم في حياتهم اليومية كالمعاناة من البطالة ، والظروف الاقتصادية الضاغطة على أسرهم ، وبعض منهم شهدت مناطقهم ومجتمعاتهم فظائع الحروب من إقتتال وتشريد ونزوح وهجرة اإلي المدن وغيرها من الأسباب .
على مستوى المجموعات والشرائح الاجتماعية شهدت الفترة الأخيرة ظهور متغيرات جديدة على المسرح السياسي في العقود الماضية ، مثل تراجع تأثير الطبقة الوسطى في المدن والتي كانت تجسد هذا الإنتماء القومي فكريا وثقافيا واجتماعيا ، فالإختلاط الاجتماعي للسكان في المدن يمثل سمة من سمات المجتمع القومي ، كذلك فإن هذه الطبقة هي التي نشرت الوعي بالقومية من خلال وجودها في مؤسسات الدولة المنتشرة في أرجاء البلاد ، وهي الطبقة التي أسست لفكرة الهوية المبنية على القومية الواحدة في بواكير ظهور الحركة الوطنية ، وكانت تمثل كل المكونات الاجتماعية في كل مناطق الوطن .
أيضا ، من الظواهر التي عملت على إضعاف الإنتماء القومي في الفترة الأخيرة ، تفشي القبلية والجهوية في المجتمع ، حيث أصبحت القبيلة تلعب أدوارا سياسية لم تكن في السابق موكولة لها أو من شئونها ، فأصبحت لها مطالب مثلها مثل النقابات تتفاوض مع السلطات لتحقيق مكاسب سياسية للقبيلة خاصة في المناصب السياسية المحلية والقومية ، في مقابل تأييد القبيلة للحكومة ، وقد أستغل ذلك بعض المتعلمين من أبناء هذه القبائل المتطلعين لشغل مناصب في الدولة ، وأنشاءوا ما يعرف بمجالس الشورى في العاصمة بالرغم أن المكان الطبيعي لهذه المجالس هو حيث يعيش هؤلاء الناس وحيث توجد المشاكل التي تحتاج للعلاج .

الإنكفاء الذي حدث عند تطبيق أنظمة إدرارية لا مركزية دون مراعاة لحالة المجتمعات قلصت حركة آليات الإنتماء القومي بإلغاء ركائزها التي قامت عليها ، وجاء تطبيق هذه الأنظمة الإدارية لتحقيق غايات سياسية طغت على الأهداف الموضوعية لهذه الأنظمة الإدارية فالحكم الإقليمي الذي طبقه نظام مايو ، والحكم الفيدرالي في عهد الإنقاذ هياءا الفرصة لتمدد الإنتماء القبلي على حساب الإنتماء القومي ، وأسهما في إنحسار المد القومي ، ويبدو أن الأيديولوجيتين لهذين النظامين لتوجهاتهما الأممية لم يكترثا للإنتماء القومي القُطري .
أن غرس الإنتماء القومي للوطن مسئولة عنه الدولة حيث تعمل كل أجهزتها ومؤسساتها وإداراتها من اجل هذا الهدف ، وإذا لم تستشعر الدولة هذه المسئولية وتبنت اجندة تعمل علي تفتيت الإنتماء لأهداف خاصة بمجموعة من المجموعات ، فإنها بلا شك تصبح أول يحمل معول لهدم الدولة نفسها .



أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 14 أغسطس 2016


اخبار و بيانات

  • الشعبية تدفع بورقة مبادي تطالب فيها باعادة هيكلة الجيش السوداني وتسريح المليشيات وعلي راسها الجنجوي
  • حزب الأمة القومي: خارطة الطريق فرصة يجب اغتنامها
  • مقتل عمال سودانيين بقصف جوي في ليبيا
  • لصوص يقتلون سودانياً في أميركا رمياً بالرصاص
  • بيان حول هدم ومصادرة منازل السكن الشعبى بالشجرة - التكامل والبحر
  • الجمعيّه الخيريَّه الفرنسيَّة لمساعدة أهالي جبال النوبة:إعلان دعوة هامة لإجتماع الجمعيّة العموميّة

    اراء و مقالات

  • فلنختلف على أيِّ شئ.. إلاّ جيشنا بقلم عثمان ميرغني
  • فصل الدين عن الدولة..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • (كده ولاّ بلاش) !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • بين شركة كنار وبنك الخرطوم بقلم الطيب مصطفى
  • ياوزير التخطيط العمراني إعلانك مابفيدك!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • الإضراب سلاح الأسرى المؤلم وسبيلهم الموجع بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
  • الجيش وتأمين النسيج المجتمعي وقواعد الديمقراطية بقلم نورالدين مدني
  • لا انفلات من القصاص بخارطة الطريق او بغيرها يا قتلة. بقلم د محمد علي سيد الكوستاوي
  • بين غزة والقدس ذاكرة فلسطينية ومقاومة بقلم د. فايز أبو شمالة

    المنبر العام

  • .. بضع ذكريات فنية وأخرى متفرقة طريفة....
  • خروج مسيرات لأفراد من أصول تركية في النمسا
  • غايصين وعايسين
  • غواصات المنبر : مسرحية الكيزان لضرب المنبر : ودالباوقة + صديق الغالي(صور)
  • للعارفين المتمكنين هندسيا..شرح كيفية نفل الصور والفيديو يسودانيز اون لاين..زببساطه لو تكرمتم..
  • منتهى العنصرية ..
  • لماذا فشل سودانيو أمريكا و أوروبا في رفع مستوى الوعي سياسيا ؟
  • رياضة صيد السمك ( Fly fishing Trout,Salmon)
  • موظفون باليوناميد يضربون عن العمل بسبب صرف رواتبهم بالعملة المحلية
  • ***** ود الباوقة زاتو غلطان *****
  • دولة "جنوب السودان": اندلاع اشتباكات قوات دينكا سلفا ونوير رياك جنوب غربي جوبا
  • من يعمل إعلان لكريمات تبييض وتفتيح البشرة هل يُعتبر عُنصري ؟
  • إعلان عنصري يشترط أفضيلة ذات البشرة البيضاء لطبيبة أسنان سودانية للعمل بمجمع عيادات بالسعودية(صورة)
  • مقتل امام مسجد ومساعده بالرصاص في نيويورك
  • الماركسية ليست المكون الوحيد و ليست المصدر الوحيد و ليست المنهج الوحيد وليست نظرية متكاملة !!!!
  • وصفة بسيطة لاقتلاع الشر من السودان
  • الواثق صباح الخير بحث عن العدل بطريقته الخاصةو أعدمه وصلبه السفاح(صور)
  • تمام يا الفاضلابي انا قلت وما متاسف على كلام قلته
  • بوردابي يبدع في تكريم الموسوعة الفنية السر قدور
  • سؤال لناس ماليزيا: ماهي أفضل الجامعات للدراسات الهندسية؟؟
  • رؤية لمعالجة السلطات التنفيذية لجهاز الأمن الوطني السوداني
  • المغيرة سراج الدين ، يا راجل يا فنان .. (صور)
  • الرشيد نايل / شاعر كلية غردون
  • مقتل إمام مسجد و جاره مساء اليوم في نيويورك - Queens - Ozone park
  • القوات المسلحة السودانية في عيدها: في حب اكتر من كده...؟
  • ما بين مسك الكفاية وشوق الدراويش
  • وفاة والدة الزميل ..عادل الطيب الوسيلة ..انا لله وانا اليه راجعون.
  • العثور علي اقدم نسخة للقرءان في جنوب اليمن