*كان تعليق قارئ أمس (الناس في شنو؟!).. *تعليق في صيغة سؤال استنكاري مللت من كثرة سماعه.. *أو من كثرة قراءته على المواقع العنكبوتية.. *أو من كثرة مواجهة البعض لي به في مناسبات اجتماعية.. *وأصحاب هذا التعليق لا يحبون الخوض في الكليات.. *لا يحبون التعميم الذي يرونه مفارقاً للواقع المعيش.. *لا يحبون التصويب نحو (أصل) المشكلة بمنأى عن (فروعها).. *هم يحبون الكتابة في الجزئيات الملتصقة بهم.. *يُغرقون عقولهم في (أشبار مائها).. *وعلى ذكر الغرق هذا- مثلاً- سوف تغرق عاصمتنا قريباً جراء الخريف.. *سوف يحصل لها ما ظل يحدث منذ سنوات.. *سوف تتهدم منازل ، وتتصدع شوارع ، وتنهار أعمدة، وتنتشر أوبئة.. *وسوف يخوض الوالي- وحاشيته- في الوحل.. *وسوف يصيحون- مع تشمير وعصي مرفوعة- (الله أكبر).. *طيب ما أصلاً الله أكبر- ونعم بالله- ولكن (ثم ماذا بعد؟!).. *ولا شيء، فهم (عملوا العليهم) والباقي على الله.. *وكل إنسان- في هذه الدنيا- يعمل وفق (قدرته).. *و(قدرة) كثير من مسؤولي زماننا هذا هي (على قدرهم).. *أو كما يقول المصريون (على أدّهم).. *وتبقى المشكلة (الخريفية) هذه هي في الوالي نفسه.. *هو (أصل) المشكلة التي تتفرع منها مشكلات جانبية عدة.. *ثم من بعده أعوانه الذين يختارهم حسب (قدرته) هذه.. *فالإنقاذ تأتي بأهل الولاء على حساب أهل الكفاءة.. *تأتي بالمسؤول الذي يدين لها بالولاء.. *وهذا يأتي بحاشية تدين بالولاء له هو أولاً ، ثم الوطني.. *والدليل على ذلك أن (فضائح) الخريف لم تظهر إلا مع الإنقاذ.. *اللهم إلا إن كان الخريف استهدافاً أمريكياً (هو الآخر).. *وما ينطبق على والي الخرطوم هذا ينسحب على بقية المسؤولين.. *فالاقتصاد مشكلته - كمثال ثانٍ- في (طاقمه) ذي الولاء.. *ولذلك فهو دوماً في حالة تأزم.. *كل طاقم يأتي ما من حلول له سوى (رفع الدعم).. *وإذا (رفعنا) ثوب الحياء عن هذه العبارة فسنجد (عورة).. *عورة اسمها (زيادة الأسعار وخلاص).. *فمشكلة بلادنا في (الأصل)، في (الأساس)، في (الكليات).. *وإلى جماعة (الناس في شنو؟) أهدي هذا المثال الثالث.. *فقط ليتأكدوا أن المشكلة (أكبر) من الجزئيات.. *فوالي غرب كردفان يعقد (ورشة) هذه الأيام.. *ليست بغرض بناء مشافي، أو تشييد طرق، أو تطوير الولاية.. *هي بغرض (مناقشة خارطة بيت الوالي).. *فلا نرهق أنفسنا بالجزئيات- إذاً- وعلينا (مناقشة خارطة بيت السودان)؟.. *الآن؛ من الذي (في شنو)؟!! assayha