يشهد العالم اليوم الجمعة الثاني والعشرون من شهر ابريل ٢٠١٦، واحدة من اهم الأحداث في التاريخ الحديث للبشرية في مجال حماية البيئة، وذلك للتداعي لاكثر من ١٦٥ دولة بمقر الأمم المتحدة، للتوقيع على اتفاقية باريس الدولية للحد من تغير المناخ ومن المتوقع أن توافق عليه معظم الدول في هذا اليوم الأول، وهو ما ينبئ بسرعة تنفيذه نظرا للعدد الكبير من مؤيدي الاتفاق. وتعتبر هذه الاتفاقية داعمة للجيل الثالث من حقوق الانسان الا وهو الحق في بيئة آمنة ونظيفة. وتقول الأمم المتحدة إنه حتى في حالة تنفيذ الاتفاق بالكامل فإن الخفض المأمول لانبعاثات الاحتباس الحراري سيكون غير كاف للحد من الاحترار عند الحد الأقصى المتفق عليه.
وتاتي أهمية هذا الاتفاقية بعد سجل المختصون خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي -التي تضمنت موجات من الجفاف والحر وارتفاع منسوب مياه البحار- مستويات قياسية من درجات الحرارة إذ كانت أعلى مستويات من نوعها منذ بدء تسجيل حرارة العالم في القرن التاسع عشر. وخلال الشهر الماضي أدى ارتفاع درجات حرارة المسطحات المائية إلى إحداث تلف بالغ في الحاجز المرجاني العظيم باستراليا مع ذوبان القمم الجليدية في القطب الشمالي.
لأجل ذلك فان الإحساس بالخطر بات يطرق باب كل دولة، وهو ما يفسر التدافع للتوقيع اليوم ، الا ان التوقيع لا يعني نهاية القصة، بل لابد من إجراءات التصديق وكما هو معلوم فإن كثير من الدول تحتاج إلى موافقة برلماناتها للتصديق الرسمي على الاتفاق ولن يوضع الاتفاق موضع التنفيذ إلا بعد موافقة خمسة وخمسون دولة على الأقل والتي تمثل ٥٥٪ من الدول المسؤولة عن انبعاثات الاحتباس الحراري الناشئة عن الأنشطة البشرية. وتشير التقارير الموثوقة الى انه من المرجح ان توقع على الاتفاق الصين والولايات المتحدة -وهما أكبر دولتين من حيث المسؤولية عن حجم الانبعاثات الغازية في العالم- وتمثلان مجتمعتين ٣٨ في المئة من الانبعاثات. ويشير محللون مستقلون إلى أن واحدة على الأقل من بين أكبر أربع دول في العالم من حيث حجم الانبعاثات ستوقع على الاتفاق، والدول الأربع تلك هي الصين والولايات المتحدة وروسيا والهند.
وفي هذا السياق ذكرت السيدة سيلوين هارت مديرة فريق التوقيع على الاتفاق إن بانكي مون الأمين العام للأمم المتحدة "يريد استغلال الحدث لحشد زخم بشأن التنفيذ ودخول اتفاق باريس موضع التنفيذ في أسرع وقت."
ويتوقع بعض الخبراء أن الوصول إلى موافقة خمسة وخمسون في المئة من الدول يمكن بلوغه خلال هذا العام، فيما قالت المنظمة الدولية إن ١٣ دولة -معظمها من الجزر الصغيرة من مجموعة الدول النامية- ستعلن مسوغات تصديقها يوم الجمعة. ويتوقع المسؤولون في الأمم المتحدة أن يحضر حفل التوقيع نحو ستون من رؤساء الدول والحكومات ومن المتوقع حضور الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند ونجم هوليود الناشط البيئي ليوناردو دي كابريو. وهذا ما يذكرنا بالعدد القياسي السابق للموافقة على اتفاق في اليوم الأول لحفل التوقيع عندما وقعت ١١٩ دولة في عام ١٩٨٢ على المعاهدة الدولية لقوانين البحار.
وانا اكتب عن هذا الموضوع قبل لحظات من هذا الحدث، وقبل سويعات من حفل التوقيع فاني أعد بالكتابة مرات ومرات حول هذا الهام والاتفاقية الأكثر أهمية وسوف اعود للكتابة تفصيلا عن هذه الاتفاقية وذلك للفائدة العامة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة