جامعة الخرطوم للبيع... أيها السودانيون! بقلم عثمان محمد حسن

جامعة الخرطوم للبيع... أيها السودانيون! بقلم عثمان محمد حسن


04-10-2016, 08:08 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1460315283&rn=1


Post: #1
Title: جامعة الخرطوم للبيع... أيها السودانيون! بقلم عثمان محمد حسن
Author: عثمان محمد حسن
Date: 04-10-2016, 08:08 PM
Parent: #0

07:08 PM April, 10 2016

سودانيز اون لاين
عثمان محمد حسن-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




جاء في صحفية (اليوم التالي) العدد 1133 بتاريخ 10/4/ 2016 أن د. محمد
أبو زيد، وزير السياحة أدلى بما يفيد بإخلاء جامعة الخرطوم و تحويلها إلى
مزار أثري.. و السؤال هو هل ستكون مزار سياحي ( قطاع عام) أم يتم خصخصتها
و تسليمها لمستثمر قادم من الخليج.. ف( أنحنا انحنينا شديد للخليجيين
بدون فائدة!" أو كما قال وزير الكهرباء قبل فترة..

ما يثار هذه الأيام عن تحويل جامعة الخرطوم إلى منطقة سوبا توطئة لبيع
أراضيها )المميزة) للمستثمرين.. جعلني أراجع الدفاتر القديمة.. و أتجول
في سراديب نظام الظَلمة المظلمة.. فأضحك مرة و مرات ينتابني الشعور
بالبكاء.. أضحك و أنا أستمع إلى البشير يقول في دارفور:- " أنا ما عايز
زول يجي يوم القيامة يقول ظلموني!" بينما الحواكير المغتصبة لصالح
الجنجويد تمد لسانها له، فالبشير يقتل من شاء و يبيع ما يشاء في
السودان.. و إذا شاء أن ينزعَ منك بيتك و بيت جارك و جار جارك و جيران
جيرانك و من على جوارهم فعلها، بجرة قلم فقط، استناداً على ( قانون
الاستثمار الجديد) و ارتكازاً على التعديلات الدستورية الاخيرة التى
نصبته مسؤولاً عن أراضى السودان كلها.. ينزع أراضيكم و يرميكم جميعكم في
الشارع ليبيع كل الأراضي ( المميزة) في السودان لمستثمر خليجي ( جاهز) و
بأبخس الأثمان.. يبيعها و ضميره مرتاح غير خائف من يوم القيامة.

إن رمال صحراء الخليج العربي القاحلة تبتلع أراضي السودان له.. و لا توجد
مصدات لها.. و سوف تخضر دول الخليج بأراضي السوداني الخصبة.. و سيعاني
السودان كثيراً من الجفاف و التصحر بينما " النيل و خيرات الأرض هنالك..
و مع ذلك.. و مع ذلك!" أو كما قال أديبنا صلاح أحمد ابراهيم كاشفاً
واقعنا المزري..

و ينتابني الشعور بالبكاء.. متى ما رأيت الادِّعاءات الخاوية و بشريات
الفجر الكاذب تتمخطر على شاطئ النيل عارية.. و آخرها ادعاء ادارة جامعة
الخرطوم أن حرصها على المحافظة على الطابع الأثري والتاريخي للجامعة
جعلها تهتم بإجراء عمليات الصيانة فيها.. و أنها لا تنوي ترحيل الجامعة
بكاملها إلى سوبا..

أ تصدقون ما يدعون بعد كل الكذب الذي أغرقوكم في لججه طوال 27 سنه.. و
ربما تصل الخمسين؟! إنهم يمارسون سياسة تغبيش الوعي العام بتهوين الأمور
في مواقف.. و سياسة التهويل في مواقف أخرى بمنآى عن الحقيقة المجردة في
غياب الشفافية..

أرجوكم، لا تصدقوا إدارة الجامعة و لا نائب الرئيس و لا الرئيس نفسه..
فما نتاج نظامهم سوى الخراب و الفساد و الكذب.. و سوف يتجملون قليلاً.. و
سوف تنسون أنتم.. و بعدها يفاجئونكم بالأمر الواقع.. و سوف تستهينون و لا
تبالون بما سوف يحدث لا مبالاةَ ( ديك المسلمية) بالبصلة التي سوف
يُحمَّر فيها.. إنهم يغيبون وعيكم..

و وا أسفاي من غفلة شعب يعلم أن الأمر يعنيه جداَ، و لا يهتم!

قبل أن أكمل المقال، عرجت على تصفح الصحف الاليكترونية حيث وجدت تعليقاً
للأستاذ/ نزار العباد في صحيفة الراكوبة يقول فيه:- " ما زال العشم فى
الشعب السودانى قوياً بعد ان ادمن الركود والتكيف مع الذل والتلذذ به!"

و يا له من ركود!

هل سمعتم بما كشفته قناة (CNN) عن ( الممتلكات) القطرية حول العالم؟ إن
من بينها حوالي (251) ألف فدان من الاراضى الزراعية بالسودان.. قد تكونون
سمعتم أو قرأتم.. لكن بالتأكيد لا تعلمون أي شيئ عن العقد الذي بمقتضاه
تم بيع تلك الأراضي.. و لن يبرز لكم القطريون و لا غيرهم شهادات بحث
الأراضي المعنية، اللهم إلا إذا انقلبتم على انقلاب النظام في انتفاضة
شعبية حاسمة تستعيد حقوق الأجيال الحالية و تصون حقوق الأجيال القادمة في
سودان تسوده الشفافية و الصدق بين السلطة و الشعب..

أما الآن فكل أنشطة بيع الأراضي تتم من وراء الأكمة في غياب تام
للشفافية.. فلا تعلمون شيئاً عن عقد البيع.. و لا عن هوية تسجيل تلك
الأراضي، أهي ملكٌ حر أم حكر...؟ و إذا كانت حكراً كم عام هي مدة
الحكر...؟ و ما هو العائد من الاستثمار في تلك الأراضي.. لا تعلمون أي
شيئ و الأراضي هي أراضيكم..

و نسجوا قانوناً جديداً للاستثمار يمنح مزيداً من الحوافز والضمانات
للمستثمرين الأجانب، ويعالج مشكلة (تمليك) الأراضى السودانية لغير
السودانيين. لأن القوانين السودانية السابقة لا تجيز تمليك الأراضى
للأجانب. إنتبهوا أيها السودانيون، فالأمر جد خطير.. لأن القانون
الجديد سوف يكون مدعوماً بمحكمة متخصصة بالاستثمار.. و لن تكون المحكمة
سوى محكمة تمييز لمصلحة المستثمرين الخليجيين ضد العمال الوطنين..! و هذا
لا يحدث إلا في سودان الانقاذ!

و أكرر لكم ما قاله وزير الكهرباء عن تذلل النظام لدول الخليج:-" انحنينا
شديد لدول الخليج بدون فائدة!" قالها حين لامست غيرته الوطنية الحد..
فأسقطت عنه كل الخوف في لحظة هي اللحظة الحاسمة بين أن تكون وطنياً
مخلصاً أو عميلاً بياعاً للأرض..

كل أرض السودان وما فوقها و ما تحتها صارت ملكاً خاصاً بالبشير يتصرف في
ملكه كيف شاء تحت حراسة القانون والدستور ، و قد باع كل المشاريع و
المؤسسات ذات العائد المجزي.. و لا يزال ينقب عن المواقع المميزة في
المدن لبيعها للخليجيين.. و يبدو أن الدور القادم سيلتهم جامعة الخرطوم..

يقول الفيتوري:- " ذهب المضطر نحاس!" و البشير يسلب الأرض ( الذهب) منا و
يبيعها بيع النحاس للخليجيين.. و الخليجيون يطمعون في المزيد من ذهبنا
النحاس.. بما في ذلك جامعة الخرطوم- حفظها الله!

----

خاطرة:- سوف أعود إلى مقالين كتبتهما قبل فترة عن الأراضي.. و ذلك للتأمل..

اللهم قد بلغنا، اللهم فاشهد!


أحدث المقالات

  • السودان: المراحل المبكرة لمعنى الاسم ودلالته 2 بقلم احمد الياس حسين
  • مرور عام علي الحرب في اليمن فشل التدخل المذهبي تصاعد الازمه الانسانيه بقلم دالحاج حمد محمد خيرا
  • في ذكري الشهيد ميرغني محمود النعمان شهيد جامعة سنار لسنة2000م والذي
  • مني السلام..............!!بقلم توفيق الحاج
  • ما زال كلب الحر فاقداً البوصلة! بقلم عثمان محمد حسن
  • ليس بعيد للحي .. بقلم عمر الشريف
  • شكراً الرشيد.. لكن! بقلم كمال الهِدي
  • ( ماعندها قشة مُرة) بقلم الطاهر ساتي
  • حكاية بلا بداية ولا نهاية قبل الكتابة بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • مدينة بارا الجزء الثالث من مذكرات سيد الحاج
  • التحدي الذي يواجه الصحافيون فى البرلمان!! بقلم نبيل أديب عبدالله
  • التحدي الذي يواجه الصحافيون فى البرلمان!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • وداد بابكر مضوي و تهاني عبد الله عطية وزيرة الاتصالات و تكنولوجيا المعلومات بقلم جبريل حسن احمد
  • أنصارد. النعيم د. ياسر نموذجاً الأستاذ محمود ودعوته الأخيرة (أ) بقلم خالد الحاج عبدالمحمود
  • طوبى لآل مهند الحلبي في الدنيا والآخرة الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (107) بقلم د. مصطفى يوسف
  • الاستغلال والاحتكار وانفلات الأسعار بقلم نورالدين مدني
  • تائه بين القوم/ الشيخ الحسين/ مدد يا مصر الكنانة
  • مع الدكتور الزهار بعد لقاء الدوحة بقلم د. فايز أبو شمالة
  • .. وبدأت المرحلة الأخيرة من تصفية الثورة السورية بقلم موفق السباعي
  • كفوا عن اتهام فخامة الرئيس بقلم سميح خلف