06:50 PM March, 17 2016 سودانيز اون لاين
كامل كاريزما-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر
في عصر هؤلاء"الإنقاذيون" أصحاب الإسلام العُرُّوبي"الفاشِل"، أنصار "العروبة" في الأراضى الأفريقية - لمَّ تُمر على السودان حِقبة أسُّوأ مِمَا هو فيه الآن من تدهور وتدنِى وضعف وهوان وعار وتسلِيّم وإستسلام وإنحِلال وإفلاس فى كل مناحِي الحياة .
ورُّبما فاقت ما كانت عليه الأمور أثناء الإحتلال الأجنبى للسُّودان - لقد كانت هناك على الأقل حركات ثورية ووطنية تحررية مُناهضة للإحتلال وتحظى بتأييد كل جُموع وطوائِف الشعب السُّودانِى ضد المُحتل الأجنبى .
ولكن في وقتنا الحالى ظهر لنا إحتلال آخر وهذه المرة يختلف نوعاً ما !.. إحتلال"العربي السعودي" لشعب السُّودانِى الغلبان .. وما قاله البشير هي إشارة واضحة بأنَّ السودان وشعبه مِلكان للملك السعودي"سلمان" وهما يتحركان يميناً وشمالاً حسب تعليماته .. وإستمد في حديثه قائلاً:"نتمنى إنضمام السودان لمجلس التعاون الخليجي - وواصل ثم قال(أمن المملكة خط أحمر)".
ذكرنِى هذا التصريح البايخ بـ."الإنحلال والتفسخ والتشرذم والتشظى والإنتحار" وإلى ماكان عليه العرب"الخليجيين" قبل مجئ الإسلام ! وورد في مُخيلتِى مباشرةً أننا سوف نرجع إلى ذلك العصر بعد إنضمامنا لهؤلاء العرب"مُلوك العُقالات!" .
لقد تفشى الخمر والميسر والربا ووأد البنات وسيطرة القبيلة على المجتمع - ولا أدل على سُوء الأوضاع الإجتماعية والخُلقية ما كان يُسمى" نِكاح الإستبضاع" حيثُ كان الرجل يقول لإمرأته إذا طهرت من طمثها: أرسلي إلى فلان فأستبضعي منه ويعتزلها زوجها، حتى يتبين حملها من ذلك الرجل الذي تستبضع منه، وكانوا يفعلون ذلك رغبة في نجابة الولد، فكان هذا النكاح هو نكاح "الإستبضاع" .
وتخيلوا أنَّ رُجلاً عربياً يُفقد مروءته وغيرته، فيُرسل زوجته إلى هذا الفعل الشنيع الفظيع - هذا فضلاً عن نكاح "الرايات الحُمر" حيثُ كانت البغايا يعلقنها على أعلي السطوح لتكون علماً للرجال مثل الملاهى الليلية اليوم فى عصر الحضارة والتقدم .
لتجتمع سوأة عصر الحجارة وعصر الحضارة فى الردة عن الأخلاق والقيم النبيلة الرفيعة فى كثير من مجتمعات العربِيِّة اليوم .. ولا أريد أنَّ إستشهد بإحدى الدّول العربية الخليجية منعاً للتجريح والتشهير ..! ولكن سعيكُّم خلف العروبة بهذه الشكلية المُخجلة وإنضمامكم لمجلس التعاون الخليجي يعنى لكم ذلك التاريخ الأسود أيها السُّودانيين ! .
ودعونا نتسأل بإعجوبة:"هل طلب الإنضمام من أجل السياسة؟!" العرب تاريخهم السياسي معروف قبل مجئ الإسلام حتى هذه اللحظة - كانت الحالة السياسية عند العرب قبل مجئ الإسلام فحدث ولا حرج, فقد كانت الحروب تشتعل لأتفه الأسباب، ويتساقط الضحايا بالمئات والآلاف .. فهذه حرب البسوس سببها أنَّ رئيس قبيلة بني بُكر ضرب ناقة إمرأة من تغلب تسمى البسوس بنت منقذ, حتى أإختلط لبنها بدمها - فقتل رجل من تغلب رجلاً من بني بكر، فدارت حرب بين القبيلتين إستمرت أربعين سنة حتى كادتا تفنيان .
ولاينسى التاريخ حرب داحس والغبراء وهما إسمان لفرسين دخل صاحباهما سباقًا، لطم أحدهما فرس الآخر على وجهه - ليمنعه من الفوز، فقامت حرب بين القبيلتين قتل فيها الألوف .. وكانت شبه جزيرة العرب"الخليج" مفككة سياسياً لا توحدها دولة - ولا تديرها حكومة .
وكانت الدول القديمة التي قامت في اليمن ونجد وأطراف العراق والشام قد إندثرت، وطغت البداوة على المدن الباقية في الحجاز , فكانت القبيلة هي الوحدة السياسية والإجتماعية, وكانت مكة تدار من قبل الملأ في دار الندوة .. والمدينة في حالة نزاع دائِم بين الأوس والخزرج .. أما الأحوال الإقتصادية في شبه جزيرة العرب , فقد كانت البادية تعتمد على الإقتصاد الرعوي , فالقبائل العربية تستقر في الأماكن التي يتوفر فيها الماء وتصلح لرعي الإبل والأغنام .
والباحث المدقق والمحقق فى حال العرب اليوم لايجد فرقا شاسعاً بين الحالتين - فيسود اليوم شرب الخمور ولعب الميسر والقمار وإنتشار الربا وبيوت الدعارة المرخصة وغير المرخصة فى بعض البلدان الخليجية فضلاً عن زنا المحارم .. أضف إلى ذلك نهب وسرقة الأموال وإنتفاخ بطون شريحة من اللصوص من المال العام, فى الوقت الذى تعيش فيه شرائح كثيرة من شعوبهم العربية فى القبور ويأكلون من أكوام القمامة التى تأكل منها القطط والكلاب الضالة .
هذا فضلاً عن إنتشار ظاهرة البلطجة والبطجية وقطع الطرق وتثبيت المسافرين ليلا ونهب أمتعتهم وقتل أطفالهم وإغتصاب نسائهم فى كل مكان .. أنظر عن يمينك ويسارك إلى ما يحدث فى سوريا واليمن والعراق وتونس والجزائر , حروب بين طوائف الشعب المختلفة , وإنقسام وتشرذم وتربص وإتهامات هنا وهناك .
وحالة تقسيم تلك الدول إلى دويلات صغيرة ليس ببعيد , والسودان ليست بعيدة عن تلك الحالة فهي فى القلب منها . إن الإستعمار الجديد لايريد الدولة السودانية إلا مجموعة من الأصفار على شمال ملك"سلمان" الذي يريدونه رقماً صحيحاً بين تلك الأصفار سياسياً وإقتصادياً وعسكرياً حتى ينفرد بنا كما ينفرد الذئب الجائع بفريسته فيلتهمها ويمزقها إربا إربا .
مخطئ من يظن أن"العروبيين" الإستعماريين قديماً وحديثاً يريدون الإستقرار والحرية والديمقراطية لشعبنا السُّودانِى. هى لا تريدها سوى جزر منفصلة عن بعضها , يقاتل بعضها بعضا ويقتل بعضها بعضا .. هم لا يريدون دولتاً وأمما وشعوباً سودانية قوية تملك غذاءها ودواءها وسِلاحها .
يريدون فقط لنا أن نظل قابعين فى مؤخرة الأمم والشعوب نعيش على صدقات المحسنين وتبرعات الصالحين من البنك الدولي .. هم يريدون فقط لنا أن نعيش تابعين لهم, أذلاء علاقتنا بهم كعلاقة الأسياد بالعبيد . وقد قالها مدرب فريق هلال السعودي أنذآك عندما إلتقى فريق السعودي مع إحدى فرق السودانية فى واحدة من دوريات العربية, لخص المشهد بقوله :" اليوم هو لقاء الأسياد مع العبيد..!؟" ، هُمْ لا ينسون التاريخ , لكن السودانيين ينسون فى المساء مافعل بهم فى الصباح .
لذا فهم حريصون كل الحرص أن يظل نفوذهم ممتد إلى باطن الأرض السابعة فى بلادنا يديرونها من وراء ستار بشعارات زائفة ومخادعة وديمقراطية كاذبة شكلية إستكمالاً للديكور كباقات الورود والزينة فى حجرة إستقبال الضيوف ..!.
معظم شعب السودانى منكفئ على ذاته يبحث عن الدواء ورغيف العيش والماء الكهرباء .. إننا اليوم نواجه معركة وجود وليست معركة العروبة ! .
وإنّ لم ينهض الشعب السُّودانِى من كبوته ويقفز خطوات سرعة للإمام فانه سيغرق فى قاع البحر , ولن تقوم له قائمة بعد اليوم .. لآبد من تحرير السودان أولاً من الديكتاتوريات وقمع الرأى الأخر وتسلط حكم الفرد حتى يستطيع التفرغ والنهوض ومقاومة الإستعمار العربي السعودي .
أحدث المقالات
الملكية الأردنية تمارس العنصرية والظلم ضد السودانيين( 1 من 10)نريد جمعيات ومنظمات مجتمع مدني فى مختلف أرجاء البلاد تشارك فى محاربة الفقر بقلم د. حسين نابريوهم التدخل البري في سوريا.. الاسباب والمعوقات والتداعيات بقلم حمد جاسم محمد/مركز الفرات للتنمية والالى عيدروس الزبيدي والحراك الجنوبي - عدن والجنوب بحاجه الى ثلاثة أشياء عاجلةاحتمالات التدخل العسكري التركي في سوريا: رؤية مستقبلية بقلم د. محمد ياس خضير/مركز المستقبل للدراساتالحملة الدبلوماسية لنظام البشير لم تحميه بقلم محمد عبدالله ابراهيمفرص عمل جديدة بالخليج للسودانيين! بقلم فيصل الدابي/المحاميالاسباب التي دعتي للمشاركة في الحوار و الذهاب الى السودان .. الواو الضكر ... !!الحركة الأسلاموية....طرائق التفكير ورغائب التدبير بقلم مجتبى سعيد عرمانتفكّك ديمقراطيّة تركيــا بقلم ألون بن مئيـــرمحمد عثمان كلشلش الى رحاب الله بقلم حسن البدرى حسنجيروزاليم بوست:- جميع الأنظمة العربية تتواصل مع إسرائيل! بقلم عثمان محمد حسنرسالة للقضاء والصحافة فى السودان فى التشبّه بالكرام ! بقلم فيصل الباقرإنّه "التّفنِيش" يا حبّة..!! بقلم عبد الله الشيخأمنحوا سلفا فرصة..!! بقلم عبد الباقى الظافرليتني أعرف ! بقلم صلاح الدين عووضة