04:27 PM March, 10 2016 سودانيز اون لاين
فيصل الدابي المحامي-الدوحة-قطر
مكتبتى
رابط مختصر
قلت لعكلتة : ممكن اديك مقلب خرتومي قديم من طرف القفة اشطب بيهو راسك ايجازياً ..... عندما دخلنا جامعة الخرتوم في عام 1983 ، سكنت في الغرفة (9) الكائنة في الطابق الثالث بداخلية عطبرة (أ) مع زيكو وتوتو ... لقد وقعت آنذاك في حب الغرفة (9) التي كنت وما زلت اعتبرها أفضل من أي غرفة في أي فندق خمسة نجوم أو أي فيلا فاخرة ، كان سرير ودولاب كل من زيكو وتوتو منظمين ومرتبين إلى أقصى درجة أما دولابي أنا فقد كان مفتوحاً دائماً على مصراعيه وكنت احشر فيه ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر بقلب طالب ، أما سريري فقد كان مثالاً للفوضى العارمة فالملاية كانت معجونة في وسطه باستمرار ، بطريقة مهذبة ، حاول توتو وزيكو لفت نظري إلى ضرورة ترتيب سريري ودولابي فغضبت بشدة ورفعت درجة الفوضى والبشتنة إلى الحد الاقصى فهرب زيكو وتوتو من الغرفة (9) وسكنا في الغرفة (1) لو لم تخني الذاكرة وهي أبعد غرفة من الغرفة (9) ، وظللت ساكناً لوحدي في الغرفة (9) لفترة طويلة ، وكان زيكو وتوتو يقابلان أي شخص جديد ينوي السكن ويقولان له : (اعمل حسابك اوعى تحاول تسكن في الغرفة (9)، الغرفة (9) مسكونة يعني فيها شيطان عديل كده)!!!
فيما بعد سكن معي في الغرفة (9) الصديق المرحوم صلاح النو الذي اشتهر بالذكاء الحاد والتعليقات الساخرة والصديق أحمد النور الذي امتاز بالقوة وطيبة القلب والرفيق ايشو الذي كان يتميز بالمرح وخفة الدم ، في البداية نشب بيني وبيني أحمد النور صراع سياسي على رئاسة الغرفة (9) حسمناه بأن تكون الرئاسة مشتركة بيني وبينه ، وعلى ما أذكر فقد كان قرارنا الرئاسي الأول هو تحويل الغرفة (9) إلى نادي ثقافي اجتماعي رياضي ، وبعد ذلك أصدرنا قراراً رئاسياً قضى بتعيين المرحوم صلاح النو وزيراً لخارجية الغرفة (9) ، أما ايشو فقد أصدرنا قراراً رئاسياً قضى بتعيينه جمعية عمومية للغرفة (9) لكننا اصطدمنا بأكبر مشكلة وهي أن ايشو كان أشبه بالبدو الرحل في عدم الاستقرار إذ أنه كان لا يستقر في الغرفة (9) إلا لدقائق معدودات فكان يبيت يوماً في داخلية الهندسة ويوماً في داخلية الطب ويوماً في داخلية الزراعة وبالتالي فقد حُرمنا من ممارسة أي سلطة رئاسية فعلية على الجمعية العمومية فأصبح الرئيس المشترك للغرفة(9) مثل ملكة بريطانيا يملك ولا يحكم!!
في أحد الشهور كانت هناك إجازة قصيرة قدرها عشرة أيام لطلبة القانون ، في آخر يوم من الاجازة حضرت إلى كلية القانون قادماً من حي كرور الامدرماني الشهيرالذي كنت اقضي فيه كل عطلاتي الرسمية وغير الرسمية، وجدت أحمد النور جالساً في قهوة النشاط ووشو يلعن قفاهو ، وعندما سألته عن الحاصل قال لي وهو في قمة الدبرسة والضيق: ياخي في سنير من سناير الاداب وهو شخص ضخم الجثة طويل القامة رأسه كرأس العجل وقد قام هذا الشخص العملاق باحتلال الغرفة (9) بتاعتنا وعندما طلبت منه أن يرحل منها قال لي بالحرف الواحد : انا سنير آداب اسكن في أي حتة والغرفة (9) دي بالذات ما حاطلع منها رجالة كده !!! قلت لاحمد النور : أنا ذاهب الآن للبركس وعندما تحضر للغرفة (9) لن تجد فيها ريحة أي بشر آخر بخلاف ريحة العبد لله! صاح أحمد النور: يا زول انتا ماشي تضارب سنير الآداب واللا شنو؟! قلت له: ياخي انتا براك قتا لي سنير الآداب زول ضخم طول بي عرض وانا زي ما شايف عامل زي الفونطي، اضاربو كيف يعني؟! ذهبت إلى داخلية عطبرة (أ) واقتحمت الغرفة (9) بعد أن خبطت الباب خبطة قوية جفل على إثرها سنير الآداب ، لم اسلم على سنير الآداب ولم انظر في اتجاهه واعتبرته غير موجود أصلاً، انقطعت تووش في الغرفة ثم أخذت أرقص وأنا متجهم الوجه ثم رحت أكشف واضعاً يدي على رأسي دون أن يكون هناك أي إيقاع أو غناء واندمجت في رقصة انفرادية اسطورية لم يشهدها العالم من قبل، لمحت سنير الآداب بطرف عيني ... كان الخوف من المجنون الراقص قد تحول بسرعة شديدة إلى ذعر حقيقي واحتل كامل مساحة وجهه ، بدأ سنير الآداب في أخذ ملابسه من الدولاب ورميها بسرعة في حقيبته ثم القى الحقيبة على ظهره وهرب من الغرفة (9) بسرعة البرق ورجلاه تتخابطان على ظهره!! عندما عاد أحمد النور من الكلية إلى الداخلية قام بفتح باب الغرفة (9) بحذر شديد واندهش بشدة عندما وجدني لوحدي في الغرفة (9) عندها صاح أحمد النور قائلاً: سنير الآداب وينو؟! قلت له : (سنيرالآداب هرب من الغرفة (9) وهسه لو قريب يكون مرقا في مصر)!! سألني أحمد النور مجدداً: انتا عملتا لي سنير الآداب شنو؟! قلت له: (والله أنا ما عملتا ليهو أي حاجة، أنا رقصتا ليهو بس)!!!
علّق عكلتة قائلاً بسخرية شديدة: ياخي سيبك من المقالب الخرتومية القديمة بتاعتك دي، اديك مقلب خرتومي جديد لنج ..... والله الليلة لو سبتا غربتك دي وجيت راجع للسودان حتعرف انو داخليات الاولاد بقت داخليات بنات كما تم هدم بعض الداخليات مثل داخلية بحر الزراف ، والغرفة (9) العملتا لينا بيها فلقة دماغ دي الليلة سكنن فيها البنات وتاني كان جبتا أمر تفتيش من النائب العام ذاتو ما حاتقدر تدخل البركس بتاع زمان وما حاتقدر تشوف الغرفة (9) بي عينك دي، ياخي بركس بتاع فنيلتك!!! انتا عارف ليه حكومة الانقاذ حولت البركس اولاد إلى البركس بنات؟!!! ايوا ، السبب واضح عشان حكومة الانقاذ تفتيحة وعارفا انو كل الحكومات السابقة سقطت بسبب مظاهرات طلاب البركس ، وبتحويل البركس اولاد إلى البركس بنات تكون حكومة الانقاذ سدت دي بي طينة ودي بي عجينة وارتاحت من فلقة دماغ طلاب البركس ومظاهراتهم!!! بعدين ياخي رقصتك الشردتا بيها سنير الآداب زمان الليلة دي ما عندها أي معنى إذا قارنتها برقصة ود بشة ، هسه على الطلاق ود بشه عندو رقصة مشهورة عالمياً شرد بيها نص الشعب ونص المعارضة من السودان وبسبب رقصة ود بشه دي واحدين فرو ، واحدين انشرو ، واحدين طلعو الجبل، تقول لي زمان شردتا سنير الآداب بى رقصة عجيبة، ياخي رقصة عجيبة بتاعت فنيلتك؟!
فيصل الدابي/المحامي
أحدث المقالات
عند حلاق قصة قصيرة من كتاب امدرمانيات امدرمان زمان وقصص قصيرة آخرييهدمون بيت أحمد رامي في القاهرة! بقلم أحمد الخميسي. كاتب مصريأحقاً رحل علاء صبحي ! بقلم ياسر عرمانيوم المرأة العالمى - تبت يدا اله الاسلام وتب بقلم جاك عطاللهالكراهية وثقافة الأختلاف (مأزق) الأسلامويين في منهاجهم التربوي مكانيزمات بقلم المثني ابراهيم بحر الموت في اليوم العاشر بقلم أحمد الملكتمرد ورحله المليون تبدأ بخطوة واحدة ... فانتفضواوداعاً العم محمد خير البدوي بقلم ياسر عرمانتقسيم فلوس... أم تقريب نفوس...؟!! بقلم توفيق الحاجماذا يمكننا الشراء من مواقع الإعلانات المبوبةالترابى فى ذمة الله بقلم نصر الدين حسين دفع اللهامتحان الترابي..! بقلم عبد الباقى الظافرطلاق وحسرة بقلم صلاح الدين عووضةهاشم بدر الدين لا يبكي بقلم أسحاق احمد فضل اللهبين الترابي والشانئين بقلم الطيب مصطفىالترابي بين التفكير والتدمير بقلم مجاهد عبدالله - أسترالياوصية الترابي بقلم شاكر عبدالرسولهزى بجذع ألنخل , مريم ألبتول مناسبة يوم ألمرأة ألعالمى شعر نعيم حافظالثلاثاء الأبيض وثلاثية القدس ويافا وتل أبيب الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (99) بقلم د. مصطفىالسيادة المنقوصة : الطائرة الرئاسية – نموذجاً ! بقلم فيصل الباقر