07:00 PM March, 04 2016 سودانيز اون لاين
يوسف الطيب محمد توم-
مكتبتى
رابط مختصر
بسم الله الرحمن الرحيميقول د.على حسن السعدنى فى كتابه الموسوم:كفية إدارة الأزمات السياسية والإستراتيجية عن تعريف الأزمة:-
أورد جبر تعريفاً جيدا للأزمة بأنها :(تعني تهديداً خطرًا متوقعًا أو غير متوقع لأهداف وقيم ومعتقدات وممتلكات الأفراد والمنظمات والدول والتي تحد من عملية إتخاذ القرار). وتعريفًا آخر للأزمة أوردته منى شريف :(بأنها موقف ينتج عن تغيرات بيئية مولدة للأزمات ويتضمن قدرًا من الخطورة والتهديد وضيق الوقت والمفاجأة ويتطلب استخدام أساليب إدارية مبتكرة وسريعة). أيضًا عرّفها عليوه بأنها :(توقف الأحداث في المنظمة واضطراب العادات مما يستلزم التغيير السريع لإعادة التوازن). من خلال استعراض التعاريف السابقة لمفهوم الأزمة نجد أنها تعني اللحظة الحرجة ونقطة التحول التي تتعلق بالمصير الإداري للمنظمة ويهدد بقائها وغالبًا ما تتزامن الأزمة مع عنصر المفاجأة مما يتطلب مهارة عالية لإدارتها والتصدي لها.
و أورد جبر عدة سمات للأزمة منها:
1.الإدراك بأنها نقطة تحول.
2.تتطلب قرارات سريعة.
3.تهدد أهداف وقيم الأطراف المشاركة بها.
4.فقدان السيطرة أو ضعف السيطرة على الأحداث.
5.تتميز بضغط عامل الوقت والشعور بالضبابية والاضطراب مما يولد القلق.
و أضاف عليوه سمة عنصر المفاجأة بها ونقص المعلومات والتعقد والتشابك في الأمور أثناء حدوثها.(إنتهى).
وعندما نسقط هذه السمات على الأزمات الخانقة الكبيرة والكثيرة والتى يمر بها وطننا الحبيب والمنعطفٍ الدقيق الذى يصعب على الشخص الحصيف والمراقب للأحداث التى تجرى فى السودان،أقول يصعب على هذا الشخص أن يتنبأ بما سيكون عليه هذا الوطن الجريح فى الغد القريب ناهيك عن المستقبل البعيد،فالحزب الحاكم يقوم بوضع خطط وبرامج تجعله أكثر تمسكاً بالسلطة وتشبثاً بمقاعدها الوثيرة،وفى نفس الوقت يصف المعارضة بشقيها(السلمى والمسلح)بأنها خائنة لوطنها وبائعة لذممها لأنها تتلقى الدعم المادى والمعنوى من الأجنبى،أى بالأحرى بأنها تستنجد وتستعين بالأجنبى من أجل تغيير نظام الحكم فى السودان عن طريق القوة،وقد صرح بهذا أكثر من مسئول فى الحكومة،بيد أن المعارضة تصف نظام الحكم فى السودان بالفاشل والمتخبط فى أدائه وسياساته الداخلية والخارجية على حدٍ سواءوأنه إتخذ من الدين ذريعةً لخداع الشعب السودانى ،بأنه حريص على تطبيق الشريعة الإسلامية،وكذلك تصفه المعارضة بأنه وظف كل إمكانيات الدولة ليس لمصلحة الحزب فحسب بل لمصالح أعضاء الحزب الشخصية وأسرهم،مما أدخل البلد وإنسانه فى فقرٍ مدقع ومعاناة للمواطن لا أول لها ولا أخر وخاصةً فيما يتعلق بمعايشه من أكلٍ وشرب وتعليم وعلاج الخ...
على كلٍ نجد أن المتضرر الأكبر من هذين الموقفين المتباعدين لطرفى المعادلة هو الشعب السودانى المغلوب على أمره،فالأن نجد فى المناطق التى تدور فيها الحرب ،نجد أن هنالك أجيالاً عديدة قد فقدت فرصتها فى التعليم ،ناهيك عن حاجتهم الملحة للمأوى والمأكل والمشرب والصحة،والأهم نجد أن القوات المتحاربة كلها تحمل الجنسية السودانية أىأبناء الوطن الواحد يتقاتلون فالقاتل والمقتول سودانى بغض النظر عن معتقدات كل طرف،إذاً فى نهاية المطاف الخاسر الأكبر هو الوطن والشعب السودانى.
وبعد هذه الخسائر لكلا الطرفين(حكومة ومعارضة بشقيها السلمى والمسلح)فى الأنفس والأموال والوقت،مَنذَ الذى يستطيع أن يحل أزمات السودان المتعددة والكثيرة والمستفحلة ؟
وللإجابة على هذا السؤال الكبير والعريض،لا بد لنا وبكل وضوح لا لبس فيه وبكل صدق أن نستبعد الحكومة والمعارضة بشقيها السلمى والمسلح ،من إمكانية أن نجد منهما حلاً ناجعاً لمشاكل السودان أو أزماته الراهنة سواء كان السياسية أو الإقتصادية أو الأمنية،ودليلنا بالنسبة للحزب الحاكم نجده مسيطرعلى كل مفاصل الدولة وخاصةً الأجهزة الأمنية وليس لديه رغبة فى التخلى عن السلطة أو التنازل عنها مهما كلفه ذلك من تضحيات جسام ،وما وضع توصيات الحوار الوطنى تحت تصرف الرئيس البشير إلا تأكيداً لما ذهبنا إليه ،أما بخصوص المعارضة،فهى منقسمة على نفسها ،ولا يوجد الحد الأدنى من الإتفاق بينها ،مع وضعنا فى الإعتبار البرنامج المتفق عليه بالتكتل اوالتجمع الأخير لعدد (40)حزباً من أجل الضغط على الحكومة بالطرق السلمية من أجل قيام دولة المؤسسات ،وقطعاً هذا التجمع الجديد يخلو من أحزاب ذات وزن كبير كحزب الأمة القومى وكذلك الجبهة المعارضة التى يتزعمها الأستاذ/على محمود حسنين /المحامى ،أما الجبهة الثورية والتى تحمل السلاح أو المعارضة المسلحة فإنها لن تستطيع عن طريق السلاح أن تحل مشاكل السودان،قد يقول قائل إنها طريقة أو وسيلة من أجل الضغط على الحكومة والحصول على مكاسب سياسية وغيرها ،إلا أن هذا الأسلوب المتبع سيزيد أوار الحرب ومعاناة الناس بالمناطق التى يدور فيها القتال.
وتبقى لنا وسيط الإتحاد الأفريقى ثامبومبيكى ،والذى أشك فى قدرته ليس كفرد فحسب بل كإتحاد فى حل أزمات السودان الحاضرة ،فهو فى هذه المهمة لأكثر من سبع سنوات ولم ينجز شيئاً.إذاً إلى من يلجأ الشعب السودانى من بعد الله لحل مشاكله وأزماته الجاثمة على صدر الشعب السودانى ردحاً من الزمان؟
وهل يمكن أن تتوسط دول الخليج لحل أزمات السودان بعد أن تغير مسار سياسة السودان الخارجية وأصبحت تتفق وتنسجم مع سياسة تلك البلدان؟أ
والله أنا شخصياً وبكل صدق لا أرى حلاً فى الأفق القرب لهذه الأزمات المدلهمة فى عموم وطننا العزيز ،فقط نسأل الله حسن الخاتمة.
والله الموفق
د/يوسف الطيب محمدتوم/المحامى
[email protected]
أحدث المقالات
اضواء على مقالة النائب ماجد ابو شمالة بقلم سميح خلفالجفاف والتصحر وفرحة بعض الكيزان بقلم شوقي بدرىنزلاء بويا عمر ماضي مرير وحاضر امر بقلم سيمو وصيفمحمد خير البدوي السيرة الذاتية بقلم سليمان ضرارـ لندنفتيات التيار وفتيانه : سلمتم أجساداً ومواقف.. بقلم حيدر احمد خيراللهالعنب !! بقلم صلاح الدين عووضةالجمهوريون بين الوهم والحقيقة (4) بقلم الطيب مصطفىالقدوة والسيرة العطرة بقلم عميد معاش طبيب سيد عبد القادر قناتأكبر مقالب الخرطوم (بالقديم والجديد) (1) !! بقلم فيصل الدابي/المحاميالبشير والجنائية الدولية سبعة اعوام علي قرار الاعتقال بقلم محمد فضل علي..كنداأين أنتم يا أعضاء المجلس المركزي؟ بقلم د. فايز ابو شمالةالانتفاضة بين مطرقة موتي وبندقية آيزنكوت الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (97) تايه بين القوم/ الشيخ الحسين/ لبنان والسودان و .......مال المهاجر مهجسالشاي والناس! بقلم أحمد الخميسي. كاتب مصري