القواميس متربة بشرتها بتن ليلتهن مشردات علي أرفف خشبية متهالكة تلفح وجوههن شمس إفريقيا المدارية وهن يتسكعن سهول البلاد صحراءها... صخورها ووحلها من مأساة إلي مأساة عبارات واهية تلهي أنظار أوراقهن الصفراء عن مواجهة الرياح العاتيات... المقبلات الكلمات اللاتي إتكأن علي جذور اللغة تنحت بشفرة الجمر رموزها المعذبات علي صدور ناتئة عظامها ترسم بريشة الصبر أجسادا متعبات علي هوامش الحياة تذرف أحرفهن عبارات التأمل جملا حزينة لا يسعهن ظلال المعاني ولا أطياف المعاناة تتداخل الأصوات تنعي شعراء المنافي أبيات القصائد... شهداء القوافي... وموتي الأوزان الناقصات تحكي مآثرهن لأوتار الحناجر الحالمات بأغنيات الخريف بقلوبها تغير المجلدات الثقات منكر المدعين ومنتحلي التراث أمام أعينها وفي مهدها توأد الفضيلة ويغدر بدواوين المجد وهم ماضون في حقول الغي والبغي دمي للخونة...عملاء الطغاة يلغمون متون القصة زورا وبهتانا وما الحصاد إلا بلقعا واسعا يحرق النص بين أضابير المدن الحياري رواية تئن تحت وطء الأبوات بين أصابع تلعب بالرصاص تغتال الأقلام رواة الأباطيل يجيرون الفضاء يحبرون الآفاق لأجل لقيمات من جزرة الحاشية تهشهم عصا السلطان ويدفعون إلي مطابع الخزي دفعا الواهمون هكذا يظنون أن غث القراءة تقفز بهم أعلي عتبات التأريخ يجيدون تأويل الحقائق بفجوات من الجهالات قبيل النهاية... حتما... ينقلب السحر/الحسد علي الساحر نقدا فيلدغ بذات المداد العقلاء قانعون بالصمت جرحا وبالثرثرة تعديلا يتسامون علي إختلافات النحاة