التخدير وسوق الأطباء بقلم عميد معاش طبيب سيد عبد القادر قنات

التخدير وسوق الأطباء بقلم عميد معاش طبيب سيد عبد القادر قنات


01-25-2016, 10:16 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1453756604&rn=1


Post: #1
Title: التخدير وسوق الأطباء بقلم عميد معاش طبيب سيد عبد القادر قنات
Author: سيد عبد القادر قنات
Date: 01-25-2016, 10:16 PM
Parent: #0

09:16 PM Jan, 25 2016

سودانيز اون لاين
سيد عبد القادر قنات-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

بسم الله الرحمن الرحيم
وجهة نظر



مقدمة :الطب والتطبيب رسالة إنسانية تسمو فيها القيم والمبادئ ويبذل فيها الطبيب كل ما يملك من علم ومعرفة وخبرة ويضحى بماله وراحته و علاقاته الإجتماعية والأسرية من أجل تطبيب ذلك المريض أياً كان ، فالمرضى كلهم سواسية أمامه غنيهم وفقيرهم وزيرهم وخفيرهم بما في ذلك العدو لحظة مرضه لا يفكر الطبيب إلا في إعطاء الوصفة المناسبة .
السودان الفضل يذخر بكفاءات من الأطباء يشار لها بالبنان ولهم شهرة عالمية وثقة المرضى خارج الوطن وداخله ، واليوم قبيلة الأطباء في السودان ومن بقى منهم داخله لظروف يعلمها الجميع ، يعملون ليل نهار في ظروف اقل ما يمكن ان توصف به أنها غير مواكبة للتطور ، وما تقدمه الدولة للطب والتطبيب اليوم مقارنة مع الأعوام السابقة نجده مناخ طارد إضافة إلي ان بيئة العمل تدهورت إلي مستويات تنذر بالكارثة ، لأن من يتقلدون المناصب في إدارة العمل الطبي نظرتهم قصيرة وتخطيطهم تشوبه العشوائية وهدفهم الارضاءات السياسية وليس ضميرهم والمواطن السوداني الذي اقعده الجهل والفقر والفاقة والعوز ومن قبلهم المرض .
تضم قاعات السلام روتانا هذه الأيام جلسات المؤتمر السابع لجمعية إختصاصي التخدير السودانية بحضور الجمعية الأفريقية للتخدير الجزئي وكذلك حضور أعضاء اللجنة العالمية للتدريب في مجلس الإنعاش الأوروبي ويعتبر السودان أول دولة خارج أوروبا تدشن هذه الإجراءات وتبدأ التدريب بالنهج الجديد-ولكن للأسف فإن إختصاصيي التخدير وهم يكتسبون هذه الخبرات سيطبقونها خارج الوطن والأسباب لاتحتاج لشرح وتوضيح-.
جمعية إختصاصيي التخدير السودانية ولدت بأسنانها منذ ستينات القرن الماضي ومع ندرتهم وقتها إلا أن علاقتهم إمتدت مع الجامعات البريطانية فشكلت دفعة قوية لهذا التخصص وكانوا ساعدا قويا ضمن وعبر مجلس تخصص التخدير والجمعية الطبية السودانية بالتدريب والعمل الجاد للإرتقاء بالتخدير في مجال العمل الجراحي كتيم ويرك في جميع مناحيها من إشراف علي عمليات زراعة الكلي والقلب المفتوح والعمليات الدقيقة وغرف الإنعاش والعناية المكثفة وبدونهم لم يكن في مقدور التيم الجراحي أن يفعل ذلك.
إن مأساة الوطن تتمثل في هجرة الأطباء عامة وإختصاصيي التخدير بصفة خاصة لأرتباط ذلك بندرتهم وندرة تخصصهم وهم لا يتعدون ال333 إختصاصي تخدير وماتبقي بالوطن في حدود أقل من مائة فقط موزعين بين المستشفيات وكليات الطب والنصيب الأكبر في الخرطوم مدللا علي عشوائية التخطيط وعدم المسئولية للقائمين علي أمر الصحة، أما مساعدي التخدير وهم العمود الفقري لخدماته في الأقاليم وحتي مستشفيات العاصمة التعليمية فعددهم في حدود 431 منهم 125 بالعاصمة و49 بالجزيرة والباقي لما تبقي من السودان، و كثير من مستشفيات العاصمة التعليمية تفتقد لخدمات إختصاصيي التخدير وإن وجدت فهي باليومية المقطوعية فهل يعقل ذلك قادة الصحة؟؟
كما قال اخونا بروف أحمد الصافي رئيس جمعية إختصاصيي التخدير: إن الجمعية تمثل المهنة وتقودها وطموحاتها كبيرة ورؤيتها واضحة وأولوياتها أكثر وضوحا ولديها المقدرة علي أن ترتقي بالمهنة إلي أعلي ذراريها ، إذا توفرت الظروف والامكانيات في بيئة ومناخ عمل من اجل الارتقاء والابداع والتطور، وقد طالب أهل القرار بأن يستمعوا لهم فقط لأن في جعبتهم وخبرتهم ومع علاقتهم العالمية الكثير من أجل النهوض بهذا التخصص.
التخدير المأمون هو هدف الجمعية ولن يتنزل إلي أرض الواقع مالم تتضافر جهود المسئولين علي أمر الصحة مع تطلعات جمعية إختصاصيي التخدير لإنفاذ ما جاء في دليل التخدير المأمون والذي بذل فيه الإختصاصييون قصاري جهدهم العلمي والعمل علي توفير إختصاصي تخدير في كل مستشفي تمارس فيه الجراحة مع وجود كوادرالتخدير المساعدة وقبل ذلك توفير بيئة ومناخ العمل والإمكانيات من معدات وأجهزة وعقاقير وأن يؤمِن مُتخذ القرار بأن الصحة أولوية وفوق ذلك العمل علي إبقاء هذا التخصص مهما كلف، فبدونه لن تتطور الجراحة إطلاقا وستستنزف المواطن بالأسفار لخارج الوطن.
نضيف ونقول إن قصور نظرة القائمين علي أمر الصحة قد اوردها موارد الهلاك لعدم إدراكهم أنها العمود الفقري للتنمية وتطور ونمو الوطن ، بل ولعدم إدراكهم إنها جزء من أمنه الوطني الإستراتيجي، وبدون أن تكون الصحة من أولويات إهتمام الحكومة فسيظل نزيف هجرة العقول والكوادر مستمرا وربما بوتيرة أسرع طالما كانت بيئة ومناخ العمل في الوطن محبطة ومدمرة ومذلة وطاردة تقابلها بيئة جاذبة خارجه فيها كل مقومات العمل والإبداع وحفظ القيم الإنسانية وتكريم البني آدم.
نختم فنقول:
تختلف معرفة الناس بأختصاصي التخدير ، ومن ثم نظرتهم إليه اختلافاً كبيراً، فمنهم (إذا جاز أن نضعه في أعلى السلم) من يعرفه حق المعرفة على أنه طبيب يحمل اختصاصاً من اختصاصات الطب الرئيسية والمهمة ،و أن مسؤوليته لجد عظيمة ، وتشمل الكشف والتأكد من لياقة المريض للعملية ، ثم حياة المريض أثناء إجراء العملية، وفي غرف الأنعاش والعناية المركزة ، وفي وحدات الطواريء ،ومنهم من يجهل هذا الطبيب تماماً إلى درجة أنه قد يظنه ممرضاً(والممرض له دور كبير جدا في التطبيب والمعالجة) ، بل والبعض يطلق عليه ، بتاع التخدير !!!!
فمن هو الطبيب أختصاصي التخدير والأنعاش ؟
هو ذلك الطبيب (المجهول) الذي يعمل بصمت، أكمل دراسة الطب ونال درجة البكلاريوس ومن ثم تخصص في فرع التخدير بعد دراسة وجهد ومثابرة ، والبعض يركز معرفته في جزيئة من تخصص علم التخدير المرتبط ب :جراحة القلب ، زراعة الكلي ، جراحة الأطفال، جراحة المخ والأعصاب، جراحة العظام بأنواعها، جراحة العمود الفقري والتشوهات الخلقية، جراحة الفك والوجه والأسنان، جراحة الترميم والحروق والتجميل، إذاً إختصاصي التخدير يحذق مهنة التخدير بصفة عامة ولكن يكون له جهد كبير في نوع من أنواع التخدير لتدخل جراحي معين .
كسرة : التحية والتجلة لرواد التخدير في السودان بروف الطاهر فضل، بروف حسن محمد إبراهيم بروف أحمد علي سالم ،اللواء طبيب بروف. كمال مكي المنا، بروف أحمد الصافي، واللواء طبيب بروف عبد الغني فرح المرحوم د. عبد الرحمن عبد السلام ، المرحوم د. سيف الدولة يحي عمران المرحوم بروف علي سلامة بروف. كمال مبشر ، والتحية والتجلة والتقدير لكل قبيلة التخدير ولدورهم المتعاظم الذي يقومون به من أجل الوطن والمواطن، وهنا لابد من وقفة مع مساعدي التخدير ولولا دورهم المتعاظم وسد ثغراته في كل السودان لما تمت عملية جراحية واحدة ولابد من شكر المرحوم عبدون والعميد مساعد تخدير عبد الحليم محمود مثالا لا حصرا،التحية وتعظيم سلام لجمعية إختصاصيي التخدير ومؤتمرها السابع،التحية لقبيلة التخديرمن إختصاصيين ومساعدين وتقنيين وهي تسد الثغرات في كل مستشفيات ما تبقي من السودان في ظروف إستثنائية.
وأخيرا علي المسئول أن يدرك أهمية تخصص التخدير وندرة كوادره والعمل علي إستبقائهم، أللهم أستر فقرنا بما تبقي من عافيتنا.




أحدث المقالات


  • الميليشيات العراقية بين الجريمة والإرهابن بقلم الدكتور أنور سعيد ... أستاذ القانون الجنائي الدولية
  • لماذا يحرض اعلام بوتين اوربا ضد اللاجئين السوريين بقلم صافي الياسري
  • رفع العقوبات عن إيران لن ينهي حماسها الثوري بقلم ألون بن مئير
  • أحلام لن تتحقق بقلم حسن العاصي كاتب فلسطيني مقيم في الدانمرك
  • الديمقراطية / الأصولية... أي واقع؟ وأية آفاق؟.....3 بقلم محمد الحنفي
  • وليد الحسين والراكوبة وأمن البشير !! بقلم خضرعطا المنان
  • ( الخال الرئاسي)!! وهل لك مقال صدقٍ فيؤتمن!! بقلم بثينة تروس
  • الودّاعِيّة ..! بقلم عبد الله الشيخ
  • الأستاذ وبنوه : جئني بمثلهم اذا جمعتنا يا وقيع المجامع بقلم عبدالله عثمان
  • حوار مع قائد في كتائب القسام بقلم د. فايز أبو شمالة
  • 25يناير .. حدود الثورة والمؤامرة بقلم مصطفى السعيد - القاهرة
  • يا ابن الكلب ..! بقلم عبد الباقى الظافر
  • تنبؤات العام !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • ميلاد أمة... (2) بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • بين (شيخ) الأمين والنبي الكذّاب! (2-2) بقلم الطيب مصطفى
  • سخائم الطيب مصطفى وجهالاته!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • قداسة البابا --رجاءا حارا لا تلبس ابناءك بالحيط بقلم جاك عطالله
  • عن صناعة الحلم: استقلالنا بقلم عبدالله علي إبراهيم
  • الجمهوريون هم الوجه الآخر للدواعش! (1) بقلم محمد وقيع الله
  • عائلة محمد أحمد المهدي عربية أم نوبية !! ؟ بقلم محمد بحرالدين إدريس
  • الاقتصاد العالمي وإرهاصات الركود الاقتصادي بقلم د. حيدر حسين آل طعمة/مركز الفرات للتنمية والدراسات
  • العرس فشل في برلين.. و لا نخجل من أن نعتذر للحركة الشعبية! بقلم عثمان محمد حسن
  • الصحافة السودانية من سلطة رابعة إلى سلطة طماطم وبصل ! بقلم بدرالدين حسن علي
  • اين فلسطين...؟؟!! بقلم سميح خلف