بتاريخ30 ديسمبر2015م، وتحت عنوان (الخرطوم تسهر في «رأس السنة» وتنام في صباح «الاستقلال»،)، نشرت جريدة القدس العربي المقال التالي: الخرطوم ـ «القدس العربي» ـ من صلاح الدين مصطفى ـ فشلت كل المحاولات الرسمية والشعبية لفض الاشتباك بين «رأس السنة» و«عيد الاستقلال» في السودان، حيث ظلت الغلبة دائما لاحتفال رأس السنة الذي يصادف اليوم الأخير من كل عام. يحتفل السودانيون بعيد استقلالهم في الفاتح من كانون الثاني/يناير، وفي الساعات الأولى من صبيحة ذلك اليوم يعود الأفراد والأسر إلى بيوتهم بعد ليلة صاخبة، خاصة وأن اليوم الأول من العام الجديد هو عطلة رسمية.وفي حفلات «رأس السنة» هذا العام مفارقة عجيبة هي ارتفاع أسعار حفلات المطربين الشبان وغياب الكبار وانخفاض تذكرة البعض منهم بشكل كبير، فالفنان الكبير محمد الأمين يغني في حفلته، التي أعلن لها بأنها (قبل مغادرته للبلاد وذلك لترغيب الجمهور)، بـ(40) جنيها فقط، في حين أعلن أن ثمن تذكرة المطربة نانسي عجاج بـ(500) جنيه! والمطرب أمجد شاكر بـ(300) جنيه ومجموعة من المطربين الواعدين بـ(250) جنيها، والمطرب أحمد الصادق بـ(100) جنيه، ومحمد النصري الذي خرج من العاصمة لمدينة بورتسودان بـ(70) جنيها.وأعلنت مجموعة من الشبان على صفحات «فيسبوك»، مقاطعة الحفلات التي يزيد ثمن تذكرتها عن مئة جنيه، ووصفوا مطربي هذه الحفلات (بالبرجوازية). وتتنوع المشاركات بين المطربين الشبان والمطربات وتشارك الفرقة الإثيوبية الشعب السوداني بحفل مع (عاصم البنا وندى القلعة). وتشهد الخرطوم حفلات لمطربين يعبرون عن وجدان قوميات سودانية مختلفة مثل النوبيين. وظهرت لأول مرة هذا العام فرقة كورال كلية الموسيقى بكلية الموسيقى والدراما في جامعة السودان. ويلاحظ مشاركة المطرب الواحد في أكثر من حفل في (ليلة رأس السنة) مثل الفنانة إنصاف مدني التي اشتهرت بأداء الأغاني الحماسية.. (انتهى المقال)تعليق من عندنا :تعليق أول: يا ريت لو كنا في الخرطوم ، كان خبطناكم بالبيض والطماطم وكشحناكم بالدقيق !!تعليق ثاني: لا يمكن فض الاشتباك السنوي بين عيد راس السنة وعيد الاستقلال في السودان إلا إذا صدر قانون (عديل كده ده) بترحيل عيد الاستقلال والاحتفال به بعد اسبوع أو عشرة يوم من راس السنة فلا يمكن للشباب السوداني الصغير السن الباحث عن البهجة وسط ظروف اقتصادية وسياسية صعبة أن يترك فرصة عالمية للهجيج والطرب تحت شعار راس السنة ويتفرغ للاستماع إلى خطب الاستقلال الطويلة والمملة والتي لا تسمن ولا تغني من جوع ولا تطرد هماً ولا حزناً وتصدر من عواجيز السياسة السودانية الذين اكل عليهم الدهر وشرب ونام كمان ، وإذا لم يتم ترحيل عيد الاستقلال بقوة القانون وأصر عيد الاستقلال على أن يتزامن مع عيد راس السنة فسوف ينقرض عيد الاستقلال كالديناصورات ويصبح ذات يوم نسياً منسياً!!! تعليق ثالث وأخير: مافي حاجة اسمها مفارقة عجيبة في أسعار حفلات المطربين الجداد والمطربين القدام ، قانون العرض والطلب هو الذي يسود في سوق الغناء وبورصة العدادات ، والشباب السوداني الذي يشكل أغلبية جمهور الحفلات يريد أن يهجج ويهيص في راس السنة بالاستماع إلى أغاني سريعة وإيقاعات راقصة حتى لو كانت حبشية (عديل كده ده) ولا يريد الاستماع إلى محاضرات غنائية قديمة تتحدث عن حبيب لا يمكن رؤيته بالعين المجردة إلا في عيد الفطر وعيد الاضحى فحبيب اليوم الذي يعرفه الشباب أصبح متوفراً على مدار اللحظة بفضل الواتسابات والجوالات وهلم جرا!! فيصل الدابي /المحامي أحدث المقالات