يقولون أنَّ:"الْجُوعُ كَافِرٌ Hunger is an infidel" أي لا يُؤمِن بأي ديَّن من الأدِيان السماوية ولا يرحم إطلاقًا، كما في قولهِ تعالى:"حَتَّى ذُكِرَ لَنَا أَنَّ الرَّجُلَ كَانَ يَعْصِبُ الْحَجَرَ عَلَى بَطْنِهِ لِيُقِيمَ بِهِ صُلْبَهُ مِنَ الْجُوعِ" وجاء أيَّضًا في حديث الشريف:"الْجُوعُ كَافِرٌ ، وَقَاتِلُهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ" . ومِنْ لمّْ يُجرب الجُوع أكيّد لا تعنِيّه هذه العِبارة:"الجُوع كافِر" لأنه لا يُدرك مَدَى الشُعور والحاجة التى يشعر بها الإنسان الذي مَرّ بهذه الحالة .. فالمضطر إلى الطعام لسدّ رمقة في حالة إنعدامه يواجة خطورة الموت وعندها تُباح له كل الإعذار ! فالذي يخاف التَلَف على نفسه يتناول كل ما يحفظ به نفسه!، لهذا يُبِيح لنفسه أكل الميتة والجِيِّفة والسرقة والنهب واِحتِيال والكذب ٠٠٠الخ، حتى لا يموت من الجوع مثل حال الشعب السُّودانِى الآن الذي أصبح يأكّل لحوم"الكلاب، الحمِيَّر، القِطط" بطريقة غير مباشِرة عبّر الجِزارات وغيرها من الأماكِن التى وتُباع وتُشترى فيها اللُحوم .وكلمة الـ"جوعان" لها مَعانِي عديَّدة ومُتنوعة منها:"الإحباط، التشاؤم، الطَفَرْ" .. والجوع"Hunger" يُؤدي في معظم الأحيان إلى:"الحسد، المرض، الزعل، الهرج، المرج، آفات إجتماعية، العنف، التمرد" .. ما يُهِمَنِى حضرتِي هنا مصطلح:"التمرد!" وما يُهِمْ حضرتكم:"الوصول لحياة كريمة بغض النظر عن الوسيلة" .. إذن لماذا لا تتمردوا على هذه الحكومة أيَّها الشعبي العظيم؟!لماذا لا تقوموا بالعصيان المدني بدل من الموت في بيتكم من الجُوع؟! وماذا تريدون من الحاكِم الذي يقتل شعبه بالجوع والمرض؟! وما الذي يحدث في أبْقِيَّة بلادي؟! قبل شهور الشرطة تلّقِى القبض شاب في الفاشِر يعمل بذبح الكلاب ويعبيعها للمُواطنيين وبعدها إكّتشاف مصنع لللُحوم الحمِيّر في وسط الخرطوم وبالأمس القريب السلطات الأمنية ألقى القبض على كِميَّة من القطط"الكدايس" المذبوحة في سوق القضارف ! وماذا بعد يا وطني؟! وأسئِلة كثيرة تدور في بالِي ! فعليكم بالثورة لتصلوا الحال بشكل واضح وسَلِس عما يحدث في أروقة وشوارع وأزقة بلادنا على أعتباركم جزء أصيل"genuine" ولا يتجزأ من هذا البلد المغلُوب والمنكُوب على أمره .ناهيك من الثورة التى فُرضت نفسها بقوة لكل سودانى حقيقي ومُبتكر غير زائف، لماذا لا نِفكّر بعد الأطاحة بهم؟! مثل"المحاكمات" وغيرها؟ .. هؤلاء طبقوا كل أنواع العنف والمحن والذل والهوان والبؤس وبطش والتنكيل لشعبنا الغلبان، هؤلاء قسمُوا جزء أصيل بلادنا"جنوبنا الحبيب"، هؤلاء قتلوا شعبنا البرئي الأعزّل في"دارفور، جنوب كردفان، النيل الأزرق، جبال النوبة، الأنقسنا" .. هؤلاء تخلوا عن أرضنا في"شلاتين وحلايب" .حتى المشاكل الإجتماعية المتمثلة بالأخوة والآباء "والسَلَفْات" والجيران.. مشاكلهم ومصادماتهم مصدرها "الجوع"، وأزمة الثقة بين الحكومة الفاشية والمواطن المسكين مصدرها "جوّعناكم"، والمستقبل القريب يقول: "لن نسكت"، والسياسة الإقليمية والدولية تُبشركم يا سُّودانيين :"حضروا حالكم" القادم "مجاعة" .هذه نصيحة من مواطن " أغبش غلبان" لجماهير شعبنا الأبِي .. شدوا الأحزمة على بطونكم ووسعوها على ثورتكم فالأطفال الجوعانيين يريدون الحياة ويُدركون تماماً أنَّ القيد يجب أنَّ ينكسر، والسيناريو السياسي بأن الأمن والأمان هو الأهم أصبح خرافة .. من منطلق "طعميني" حتى لا "آوكلك" .مشكلة رغيف "خبز" في غرب دارفور "الجنينة" هي قضية هامة وعويصة في آن واحد فهي هامة لأنها مُتعلقة بالمُكَّوِن الأساسي لوجبة الطعام لما لا يقل عن ثلثي أفراد الشعب بما فيهم الـ 90 % من الشعب السوداني الذين هم تحت خط الفقر، وهى عويصة لأن دعم الموازنة العامة للدولة لرغيف الـ"خبز" قد زاد بصورة رهيبة في آخر سنتين حتى وصل قيمة الرغيفة الواحدة بـ"جنيه" بدل كان بـ"قرش" في الماضي القريب . وبالرغم من ذلك الشعب صَاَمِتْ صمت القبور ! إلى متى وأين هكذا؟! .. إذاً موتوا فإنى أعلم إنكم تظنون بأنَّ الموت في حضرة الجوع شهادة ولكن هيهات يا شعبي .يوجد ثلاثة أسباب رئيسية للأزمة الأول هو أنَّ فارق سِعر توريد الدولة للدقيق المدعم للمخابز عن سعر مثيله في السوق الحر هو فارق ضخم ويحقق لمعدومي الضمير من أصحاب المخابز مبالغ هائلة من الربح الحرام من خلال بيع الدقيق المدعم في السوق السوداء(سعر جوال الدقيق المدعم 116جنيه وسعره في السوق الحر أقل بكثير) .. وذلك لأن الدولة تدعم رغيف الخبز بحوالي 80 % من تكلفته حتى تتمكن المخابز من بيعه للجمهور بسعر 1جنيه .السبب الثاني هو أن الريف السُّودانِى وحتى منتصف تسعينيات القرن العشرين كان يعتمد على نفسه ذاتياً في توفير القمح وكذلك في صناعة رغيف الخبز منزلياً .. وكان موضوع شراء الخبز من المخابز حتى وقت قريب هو أمر يُلحق العار بصاحبه لأنه يعنى أنه لا يملك غلال في منزله … ولكن تغير الأمر خلال العشرين الماضية عند مجيء الإنقاذ فأصبحت الغالبية العظمى من سكان الريف يشترون الخبز من المخابز مما نتج عنه طوابير"صفوف" الخبز الرهيبة التي شاهدناها خلال السنوات العشر الأخيرة في كل المدن السُّودانِيَّة .السبب الثالث هو قيام العديد من الأفراد المُؤتمر الوطنى في مزارع الباقير بإستخدام الخبز المدعم كغذاء للطيور والحيوانات وذلك لرخص ثمنه حيث أنَّ كيلو العلف أو الدشيش يوازى 5 أضعاف تكلفة كيلو الخبز .وقد تمت محاولات كثيرة للسيطرة على الأزمة من خلال تشديد عمل الجهات الرقابية أو فصل الإنتاج عن التوزيع .. ولكن كل تلك المحاولات – بدءاً من الشارع السُّودانِى ومروراً بمنابر الطلابِيَّة في الجامعات ووصولاً إلى أصحاب الأفران – لم يصبها نجاح كبير .ومن هنا فإنني أقترح على شعب السودانى أنَّ تتخذ قراراً جريئاً لحل تلك المشكلة يتمثل في أنَّ تقوم الشعب بالعصيان المدنى لا محال .أيها الشعب السُّودانِى المنكّوب قوموا إلى ثورتِكم يرحمكم اللّٰه .. وكل عام وأنتم بخير .أحدث المقالات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة