الحلونا اتحللوا يا ناس: دروس حل الحزب الشيوعي بقلم عبد الله علي إبراهيم

الحلونا اتحللوا يا ناس: دروس حل الحزب الشيوعي بقلم عبد الله علي إبراهيم


11-27-2015, 00:02 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1448578950&rn=0


Post: #1
Title: الحلونا اتحللوا يا ناس: دروس حل الحزب الشيوعي بقلم عبد الله علي إبراهيم
Author: عبدالله علي إبراهيم
Date: 11-27-2015, 00:02 AM

11:02 PM Nov, 27 2015

سودانيز اون لاين
عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
مكتبتى
رابط مختصر


الأعزاء
مرفق عدد من الميدان والكابشن:



الميدان في أصيلها 9 ديسمبر 1965 تنشر آخر كلمة للنائب الشيوعي الخريج عمر مصطفى المكي




وقعت سخرية قدر عجيبة منذ حُل الحزب الشيوعي في ديسمبر 1965 تُذَكر بقولنا "أهل البكا غفرو الجيران كفرو". وهذه السخرية القدرية ماثلة في أن الإسلاميين قبلوا بالماركسية من غير تصريح بالطبع بينما قنع الماركسيون من نظريتهم ظاهراً وباطناً. فمنهم من رماها في قارعة الطريق، ومنهم من ينتظر، ومنهم من لا يعمل بها ويقاتل دونها. فمربط الفرس في حل الحزب الشيوعي كان أنه يدعو حسب خصومه إلى التحلل الأخلاقي وتعهير النساء. ورردنا عليهم أن من يدعو النساء إلى سوق العمل لا يمكن أن يدعو لغير كرامتهن واستعلائهن على الحاجة الملجئة للتبذل. قلنا أن شرائع الأخلاق حبابها عشرة وعاصمة من الترخص ولكن علينا أن نساعدها ب"جكة" مجتمع قائم على العدل. كان صراعاً حول الأخلاق والاقتصاد. كان من رأي الأخوان كفى بالدين عاصما. وقلنا لهم المعاد بالمعاش.
بعد خمسين عاماً وجد كثير من الإخوان المسلمين (الذين سارعوا مسارعة فطيرة للحكم) أنفسهم وقد انحطت الأخلاق بدولتهم حتى كانوا هم أول المحتجين. شكوا من لقطاء المايقوما ومن ارتفاع معدل مشاهدة الأفلام الماجنة وهلمجرا. وكانت الأعلى صوتاً في نعي أخلاق النساء والرجال هي سعاد الفاتح: نفس السعاد التي كانت بطلة ندوة معهد المعلمين العالي الشهيرة. وهي الندوة التي تأسست فيها الفرية بفساد خلق الشيوعيين بعد أن شتم طالب مستهتر "ملصق شيوعيين" بيت أفضل البشر. ولا زال غير معتذر ولا آبه بتعريضه لحزب الكادحين الأمثل للشرور والمحاق. لعنه الله. وهكذا نجد الإسلاميين تعثروا بالماركسية عن تجربة طويلة فظة بينما يتنصل أهلها التقدميون عنها بوصفها نظرية ضليلة. والسبب أنهم لم يستمعوا إلى قول الحزب بعد تلك النكسة. وكان قال لهم إن العزلة التي فرضها الرجعيون علينا بحل الحزب تستنفرنا أن نتعمق هذا الدين وندخل عليه بالماركسية نجدد معانيه الغراء ونستصحبها إلى قلوب المسلمين وعقلهم. وقال إن هذه معركة لا يجدي فيها الدفاع بل الهجوم الذكي النير. وكون لجنة للدين لموالاة ذلك الواجب. ولكن تراخت الهمم. وهكذا صار تحلل الماركسيين من الماركسية هي طريقهم الوحيد للاقتراب من تحدي استصحاب الدين اقتراباً هو الفرار نفسه. وهذا موقع دفاع لا هجوم حيال حقائق الدين وسياساته كما أراد له الحزب. وأعرض هنا لما طرأ على سعاد الفاتح التي أشقاها مؤخراً فساد الأخلاق في دولة الرساليين الكذبة:

تأست السيدة سعاد الفاتح، البرلمانية البارزة عن المؤتمر الوطني، على حال طالبات الأقاليم الجامعيات بولاية الخرطوم. وقالت إن اقتصادهن الشحيح اضطرهن لأشياء تَعْرِف عنها وتمسك الحديث عنها. ولكنها قالت بشجن ملحوظ واضح: "يا اخوانا حرام عليكم نفرش بناتنا وعرضنا".
ظللت اسمع عن "بنات الأقاليم" في الخرطوم. وبدا لي الحديث عن "فرش عرضهن" ربما كان مبالغاً فيه. وتنبهت لحديث بعضهن عن التجني عليهن بحديث الفرش كاستثناء وكأن الأزمة الاقتصادية أعفت الخرطوم فتععفت بناتها. فالحديث عن أخلاق طلاب الجامعات، سواء من حيث تفشي المخدرات بينهم أو الفاحشة، لا يخلو من مبالغة لأنني وجدت من عرضوا المسألة في الصحف عازتهم البينات.
ولكن لا خلاف حول أن هناك مسألة تضعضع أخلاقي عام في سياق الأزمة الاقتصادية التي تطاولت. ومن المريح أن أناقش هذا الأمر على ضوء هذه الصرخة الصادقة الأسيفة على مصائر قسم من بناتنا من سعاد الفاتح بالذات. فقد كانت وما تزال عضواً مفصحاً في حركة سياسية وتربوية هي الحركة الإسلامية. وكان لها بالنتيجة مفاهيم عن الاقتصاد والأخلاق. وكان نهجها أن الأخلاق نازع روحي وديني يتعالى على الاقتصاد ساء أم حسن. فيكفي أن يحسن دين المرء فتحسن أخلاقه. واشتهرت سعاد بالحاحها أن تتحجب الطالبات اللائي رعتهن في جامعة أمدرمان الإسلامية. وجعلت الحجاب (مجرداً) من علائم حسن الأخلاق.
من الجهة الأخرى اعتقدت سعاد (ضمن حركتها الإسلامية) أن من ساء دينه ساءت أخلاقه. وهنا استعيد خطابهم الأخلاقي خلال حملة الإسلاميين لحل الحزب الشيوعي في 1965 وطرد نوابه من البرلمان. وكانت نواة ذلك الخطاب أن الشيوعيين بلا دين فهم بلا أخلاق. ووقف يرد الذائعة عمر مصطفي المكي، النائب الشيوعي، في آخر خطاب له بالبرلمان في 8 ديسمبر 1965. وخرجت الميدان بخط عريض منه يقول: "ما هي المصادر الحقيقة للتفسخ الأخلاقي في البلاد". بدأ عمر كلمته بآية من سورة الأحزاب. وقال إنه يكرر "الأحزاب". وهي عن الأشحة على الخير، حداد ألألسنة، ليني الركب، من أحبط الله عملهم. وكانت الآية الكريمة الثالثة التي استدعاها عمر في كلمته. وقال اتهمتنا الأحزاب في أخلاقنا بينما الحكم على ذلك لشعبنا الذي عرفنا لعشرين عاماً نحتذي مكارمها ونضمنها لوائحنا التنظيمية. ثم التفت ليضع أصبعه على بؤر التفسخ الخلقي الجد. وعرض على النواب مجلات جنس أمريكية متداولة بين الناس. وعندما قرأ بعض ما جاء على لسان عاهرات فيها احتج بعض الأعضاء. فسكت عن ذلك ولكنه قال ليعلموا مصادر التفسخ الأخلاقي الحق.
وربما فاق محمد أحمد محجوب، رئيس الوزراء، الإسلاميين في منطق الأخلاق المتعالية بكلمة أذيعت على الأمة عن فساد خلق الشيوعيين. وغضب أستاذنا عبد الخالق محجوب على "البوص"، محجوب الزمن الجميل، كما لم يفعل من قبل وطلب وقتاً مساوياً للرد في الإذاعة. ولما لم يفعلوا أصدر بياناً تصدرته الآية القرآنية: "إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ [الحجرات: 6]}. ثم قال كيف لحزب يناضل لخروج المرأة للعمل وقيامها بأمر نفسها فيدعوها للرذيلة كما قيل عنهم إثر حادث معهد المعلمين المعروف.
لا أعود إلى حادثة 1965 لجاجاً أو لكسب النقاط. ولكن لابد من "ألم أقل لكم". فقد قال الشيوعيون يومها إن حديث الأخلاق المتعالية على الاقتصاد مضل. وشهدت سعاد الآن ببعضه. وغرضي مع ذلك ما ظللت أردده من أن الحركة الإسلامية (وهي ليست المؤتمر الوطني بالمناسبة) لن تسترد عافيتها إلا بنقد شجاع لدورها في حل الحزب الشيوعي. وسمعت مؤخراً من الترابي أو احمد عبد الرحمن أن الزعيم الأزهري هو من صمم على الحل وتبعوه بغير إحسان. أما ما ينبغي للشيوعيين أن يفعلوه ليستقيم الأمر فكثير.



أحدث المقالات

روابط لمواضيع من سودانيزاونلاين
  • العلاقات السودانية ـ الإثيوبية وثوابت الأخوة عدو اثيوبيا الاول الفقر وليس جيرانها !!
  • مدخل لدراسة قبيلة روفيك (دميك): الحياة الاجتماعيَّة والثقافيَّة والدينيَّة
  • الأصالة فى واقعنا اليوم بقلم محمدين محمود دوسه
  • طه حسين .. العاشق ابن البلد بقلم د. أحمد الخميسي
  • الاسلام والشرف فى مصر ام الدنيا بقلم جاك عطالله
  • أسامة عبد الله : لا أحد يُحاسِبنا سوى الله بقلم بابكر فيصل بابكر
  • كرباج الدين.. السياسي بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين
  • سؤال البديل..! بقلم عبد الله الشيخ
  • الكل يسأل وليس هناك من يجيب ! ؟ بقلم عمر الشريف
  • مغالطات واستعباط بقلم كمال الهِدي
  • عورة الغسق بقلم حسن العاصي كاتب فلسطيني مقيم في الدانمرك
  • المعاملات من منظور أجتماعى بقلم محمدين محمود دوسه
  • نحن والحرب العالمية الهامسة بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • زهير و(النفخ)!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • آخر الرجال المحترمين..!! بقلم عبدالباقي الظافر
  • البرلمان بين د.عبد الحي يوسف وأزمة الغاز بقلم الطيب مصطفى
  • الوطن وضرورة العودة الطوعية بقلم محمدين محمود دوسه
  • الطيب مصطفى والمزايدة بالحوار!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • ... شمال كردفان ... ولاية المأسى والمحِن !
  • حبيبنا الزميل ثروت قاسم إذا كان كل مصرى فرعون فكل سودانى موسى ولكل فرعون موسى ولكل شاهنشاه خمينى
  • الحكايه وما فيها بقلم محمد حسين حسب ربه
  • محن مصرية ... خداع النفس بقلم شوقي بدرى
  • الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (44) الهوس الأمني والبلاغات الكاذبة بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
  • مُفاوضات السودان ( الفضل ) : حتّى متى و إلى أين ؟!. بقلم فيصل الباقر

  • الحكومة السودانية ترفض إدخال المساعدات للمنطقتين عبر دولة جنوب السودان
  • انهيار مباحثات اديس ابابا: الاصرار على الحرب ومنع الغوث الانساني واحتكار الحل السياسي
  • وزير النفط: مؤتمراونكتاد يشيد بتجربة السودان في مجال الصناعات الاستخلاصية
  • سفير جنوب السودان في القاهرة يلتقي الأمين العام لجامعة الدول العربية
  • السودان يشارك في اجتماعات المنظمة الدولية للاصماغ بباريس
  • معتز موسى: سد النهضة يحفظ حصة السودان من مياه النيل
  • ياسر يوسف:هنالك حالات ضرورية لتدخل الدولة لتقييد الحريات
  • توقيف سودانيين وتشاديين بليبيا
  • السجن المؤبد لمغتصب طفل ببحري
  • مجلس تنسيق تحالفات المعارضة بالخارج يستنكر الهجمة العنصرية علي طلاب دارفور و يدعم حملة قوي الاجماع
  • بيان الجبهة السودانية للتغيير حول فشل المباحثات بأديس أبابا
  • حركة العدل والمساواة السودانية تصريح صحفي حول ما يجري لطلاب دارفور داخل الجامعات السودانية