ايوب قدي رئيس تحرير صحيفة العلم الاثيوبيةلاتزال العلاقات بين إثيوبيا والسودان تتعزز يوما بعد يوم مندفعة إلى الأمام هادفة إلى إنشاء العلاقات اﻹستراتيجية والتكامل الإقتصادي نتيجة للجوار الجغرافي و الترابط الأسري وأواصر العلاقات القوية بين الشعبين الشقيقين و أن قيادات البلدين تبذلان جهود مكثفة ل لتعزيز روابطهما السياسية واﻹجتماعية واﻹقتصادية والأمنية والاستثمارية.يقول الدكتور احمد سعيد : شهد العلاقات الاثيوبية ـ السودانية تطورا ملحوظا وهو امر طبيعي تدعمه حقائق التاريخ البعيد، فقد نشأت حضارة اكسوم الاثيوبية وتزامنت مع الحضارة النوبية بل لعبت دورا مهما في اضعافها حيث غزا جيش عيزانا مملكة النوبة من الجنوب وما زالت بقاياها الى الآن. فقبيلة الجعليين المتحدرة من الاصول الاثيوبية ما زالت تقطن تلك المناطق ونقلت اسماء المدن التي نزحت منها مثل شندي والمتمة وأم الطيور. وكذلك طبائع الاكل والفنون واللبس تقريبا، وهي ابلغ شاهد على ان عمق التأثير ولو قليل الاختلاف يعود الى اعتناق قبائل الجعليين السودانية للاسلام. اما المكونات الثقافية الاخرى لنمط المعيشة والعلاقات الاجتماعية فهي متماثلة الى حد بعيد مثل مناسبات الافراح والاتراح ووسائل المعيشة وادواتها. ومن منطقة الجعليين هذه يبدأ حزام الكسرة (الذرة) وهي ذات طعام قبائل اثيوبيا التي تحدرت منها قبائل الجعليين. اما الغناء فلا فرق ابدا بل ان المستمع يستطيع ان يلاحظ التقارب الشديد حتى لتكنيك مخارج الاصوات وقد جلبت تلك القبائل نفس منسوجات الملابس. والمؤكد ان قبائل الجعليين لا تمتهن كغيرها من سكان الانهر مهنة الزراعة وذلك لانها تحدرت من الهضاب الاثيوبية التي ليس لها غير الرعي والترحال وبالتالي التجارة.وعلى الرغم من التقادم الزمني الا ان الشاهد لا يستطيع التفريق من حيث الشكل بين الفرد الجعلي واخوته من الاثيوبيين وحتى من حيث التفاصيل الدقيقة.. وذلك على خلاف تشبههم بسكان الجزيرة العربية والذين لا تكاد تجد لهم شبيها او مصوغا تاريخية او ثقافيا ما عدا الدين الاسلامي عقيدة غالبية اهل السكان. وفي الكثير مما اوردته دراسات سكان مناطق شرق افريقيا وجد ان مناطق شرق النيل تتبع الى سكان الهضبة الاثيوبية ليس من حيث السحنة وانما الوجدان المشترك وطقوس الرقص. بل ان الباحث اتش. جي. اندرسون دعم نتائج البحث بنماذج من مناطق شندي السودانية، وعلى الباحثين السودانيين التركيز على التنقيب في ما يظهر جليا توحد هذه القبائل.وأن التكامل الإقليمي الاقتصادي هو أحد الاستراتيجية التي يهدف كل من إثيوبيا والسودان إلى تحقيقها ويتعاون البلدان في العديد من المجالات لتحقيق هذا الهدف من بينها التجارة، والاستثمار والربط الكهربائي والميناء البحري "ميناء بور سودان"والنقل البري الذي يربط بين العاصمتين أديس أبابا والخرطوم الذي هو من أهم دعامات التكامل الاقتصادي الإقليمي إلى جانب التكامل الأمني.هذا ما عبر عنه كل من رئيس الوزراء هيل ماريام دسالين ونائب الرئيس السوداني حسبو محمد عبد الرحمن خلال لقائهما يوم الثلاثاء الماضي ورغبة البلدين في خلق التكامل الاقتصادي في أسرع وقت ممكنبجانب بحث سبل تعزيز الروابط والعلاقات الطويلة بين شعبي البلدين و خلق التكتل الاقتصادي في شرق أفريقيا تدريجيا من خلال تعزيز العلاقات الاستثمارية والتجارية,واستخدام ميناء بورتسودان بالنسبة للجزء الشمالي من اثيوبيا والكشف عن خطة لجمع الأموال من أجل ربط ميناء السودان مع إثيوبيا عبر السكك الحديدية.ونجد اليوم حسب ما اكدته وكالة الإذاعة والتلفزيون الإثيوبية، أن الشركات التجارية السودانية أصبحت ثاني أكبر المستثمرين الأجانب في إثيوبيا بعد الصين.وقال رئيس جمعية مستثمري السودان في أديس أبابا عوض الكريم ، إن حجم الاستثمارات الرأسمالية المحرزة فى إثيوبيا من قبل الشركات السودانية بلغ نحو «2.4» مليار دولار.وأشار إلى أن المزيد والمزيد من الشركات السودانية باتت تستثمر في إثيوبيا بسبب الفرص الاستثمارية المواتية التي أوجدتها الحكومة مقارنة بالصعوبات القائمة في الخرطوم للحصول على إجازات الاستثمار وغيرها. ووفقاً لوزارة الصناعة الإثيوبية هناك حالياً أكثر من «800» شركة سودانية تعمل في البلاد في مجالات الزراعة والتصنيع والبناء وغيرها من المجالات. وأوضح عوض الكريم أن الحكومة الإثيوبية تخطط لتعديل الحد الأدني لرأس المال الاستثماري للمستثمرين الأجانب من «200» مليون دولار إلى «3» ملايين دولار وبالتالي تشجيع تدفق مستثمرين جدد.وكان قد اكد الاسبوع الماضي الاستاذ حسبو محمد عبدالرحمن نائب رئيس الجمهورية اهمية دفع العلاقات السودانية الاثيوبية لمزيد من التطور في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لتحقيق التنمية والرفاهية لشعبي البلدين .ووجه في اجتماع اللجنة الوزارية العليا الاقتصادية السودانية الاثيوبية باديس ابابا بتسهيل الاجراءات والسياسات الاقتصادية لتعزيز التعاون المشترك بين البلدين وتطبيق مخرجات ونتائج اجتماعات اللجنة المشتركة مشيرا الي ضرورة جعل العلاقات الثنائية بين البلدين انموذجا للتعاون الاقليمي والقاري لتحقيق التكامل والاستقرار الامني، مبينا اهمية تحفيز المستثمرين في البلدين لزيادة الاستثمارات المشتركة والعمل علي تطوير الحدود بين البلدين وتشجيع التجارة.من جانبه اشاد دبرصيون نائب رئيس الوزراء الاثيوبي بالعلاقات المتطورة بين البلدين، داعيا الى دفعها لمزيد من التطور والنماء لمصلحة البلدين.و تم التوقيع على مذكرة التفاهم بين البلدين في مجالات التبادل التجاري والتعاون المصرفي والصناعي والجمركي وتسهيل حركة النقل بين البلدين كما تم التوقيع على خطة عمل للاستثمار بين البلدين.ويرى السفير الاثيوبي لدى الخرطوم آبادي زمو رؤية بلاده عن مستقبل العلاقات الاثيوبية السودانية، وشرح السفير مكامن القوة والتحديات التي تواجه البلدين في محاضرة « مستقبل العلاقات الاثيوبية السودانية » بالنادي الدبلوماسي في مايو 2013 والتي نظمها المركز العالمي للدراسات الافريقية، وابدى السفير الحالي و المحارب السابق الذي خسر احدى يديه في سبيل الحرية لشعوب اثيوبيا من نظام منغستو اعجابه بتطور العلاقات التاريخية بين البلدين، واعرب عن تفاؤله بتطور العلاقات بين البلدين وتحسنها في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، واعلن عن نجاح اللجان المشتركة بين البلدين في كل المجالات، وقال ان التكامل الاقتصادي بين البلدين لازال اقل من طموح الشعبين، ودعا الى تكامل الجهود في مجال النفط والكهرباء ، « الصحافة » رصدت دفق الدماء في الشريان التاجي للعلاقات الاثيوبية السودانية .وكشف السفير عن العوامل الخاصة باثيوبيا التي اسهمت في تطور العلاقات بين البلدين، وقال ان هناك نهجا اثيوبيا بدأ في التبلور كحجر زاوية في العلاقات الدولية يشدد على « اذا كان هناك دولة تعاني لابد عليها من اخذ مبادرة التنمية » ، وكشف السفير آبادي زمو ان اثيوبيا اعلنت الحرب على الفقر، ووصف زمو الفقر بانه «عدو اثيوبيا الاول » واكد ان ذلك الاعلان كان تحولا رئيسا عن السياسات السابقة التي كانت تعزو فقر اثيوبيا الى عوامل خارجية وتلوم الاخرين على ذلك ، وقال آبادي ان الجبهة الديمقراطية الثورية لشعوب اثيوبيا ادركت ان الفقر هو من وضع اثيوبيا على قارعة اقل البلدان فقرا على مستوى العالم ، وقال بعبارة واضحة « عدو اثيوبيا الاول الفقر وليس جيرانها » .واثيوبيا اليوم تعمل جاهدة لدعم وتعزز هذه العلاقات الاخوية الى مستوى التعاون الشامل في كافة المجالات وهذا ما اكدته إثيوبيا عندما دعت كلا من مصر والسودان لدعم بناء أكبر مشروع لتوليد الطاقة الكهرومائية في إفريقيا على طول نهر النيل، مؤكدة أن بناء سد النهضة سيعود بالنفع على الدول الثلاث. نعم هناك عوامل تكامل في العلاقات بين البلدين، التكامل لتعزيز المصالح المشتركة وأواصر التقارب . و لكن هناك من يريد تعكير صفو هذه العلاقات وجر البلدين الى طريق مسدود بعيدا عن التعاون والتنمية والاستثمار من اجل الشعبين الشقيقين السوداني والاثيوبي .فلا نامت أعين الجبناء !!.أحدث المقالاتروابط لمواضيع من سودانيزاونلاين
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة