الشيوعية والاشتراكية هي من أكثر الأفكار الإنسانية التي فشلت في أرجاء العالم .. ذلك الفشل القاطع الذي لا يدخل في متاهات الأخذ والرد .. بل هو ذلك الفشل الذي يقر به أصحاب الفكرة نفسها .. ويقر به أصحاب التجربة ناهيك عن المعارضين لها من الأساس .. دول وشعوب عاشت أجواء الشيوعية والاشتراكية لسنوات وسنوات طويلة .. وهي كانت حرة تمارس الفكرة نصاَ وروحاَ في ظلال مساحات متاحة مرتاحة .. ولكنها تراجعت بطريقة أذهلت العالم .. وتخلت عن الشيوعية والاشتراكية من تلقاء نفسها دون أن تنهزم في مواجهات مع الرأسمالية العالمية .. وذلك التراجع السريع الذي لم يجد التفسير المنطقي من عقلاء الشيوعية في العالم جعل من فكرة الشيوعية والاشتراكية أن تسقط سقوطاَ رهيباَ بالضربة القاضية .. ومضت السنوات كذلك على دول اشتراكية بدأت تتراجع في خطواتها نحو وسطية ترفض التطرف الشيوعي والاشتراكي بأي حال من الأحوال .. وتلك صورة أخرى تؤكد زوال وانتهاء فكرة الشيوعية والاشتراكية في أرجاء العالم .. والسؤال بعد ذلك يطرح نفسه وهو : لما الحديث بإسهاب عن أفكار بالية في طريقها إلى الأفول ؟؟ .. وفي طريقها إلى الاختفاء الأبدي خلف جدران النسيان .. وسلة التاريخ مليئة بتلك الأفكار التي دخلت في تجارب الأمم والشعوب في سابق الأزمان ثم سقطت من فتحات المناخل .. تلك المناخل التي تحتفظ دائماَ بالأفضل من الأفكار .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة