من يملك الجرأة على الإجابة عليه أن يتقدم قبل فوات الأوان أو فليلوذ و يصمت و الصمت خير و أجدى و أنفع و أنجع من كثرة كلام لا يجدي و لا يغني عن ملبس أو مسكن أو دواء أو طعام !! والله وحده المستعان !!
أيها السائل في حيرة لما الحيرة والأجوبة لديك كالشمس في كبد السماء ؟؟ .. فالشهداء الأبطال الذين استشهدوا في سبيل هذا الوطن الغالي في الانتفاضات السابقة كانوا يظنون أن الأكتاف السودانية سند بذلك القدر الذي يرفع الهامات ،، وأنهم كانوا يظنون أن من ورائهم رجال أشاوس بذلك القدر من الوطنية الصادقة والنخوة الرجولية .. وهو نفس الاعتقاد الذي كان سائداَ لدى الشعب السوداني البطل الذي كان يهب ويثور في انتفاضات ضد النظم الاستبدادية والديكتاتورية ،، تلك الانتفاضات التي سبقت الربيع العربي بسنوات وسنوات .. ولكن مع الأسف الشديد كانت تأتي في أعقاب تلك الانتفاضات البطولية الرائعة جماعات هزيلة ضعيفة لتقبض مقاليد الحكم في البلاد ،، ثم لا تكون تلك الجماعات بنفس طموحات الانتفاضات والثورات ،، ولا تكون بنفس طموحات الشعب السوداني الذي يتعشم في سودان جديد يغاير الماضي جملة وتفصيلاَ ،، يريد سوداناَ جديدا منطلقاَ نحو الآفاق والرخاء والبناء ،، ولكن مع الأسف الشديد فإن تلك الجماعات فجأة تعود بالسودان إلى الخانة الأولى حيث الانتكاسة الكبرى ،، والتردي في كل مسارات الحياة ،، والعودة بالبلاد إلى الحضيض في ظلال التناحرات والمصالح الحزبية الضيقة ،، والأعجب من كل ذلك فإن تلك الأحزاب تظن أنها تمتلك هذا السودان بالإرث العائلي والطائفي ،، وأن الشعب السودان ما عليه إلا أن يقدم التضحيات عند اللزوم حتى تعود تلك الأحزاب إلى ساحات الحكم ،، وعندها يدخل الشعب السوداني في دوامة جديدة من الحياة في ظلال الجحيم والعيشة الضنكة ،، وتكون الأحزاب مشغولة في منافساتها وفي كيدياتها ،، والبلاد تتراجع وتتراجع وتغرق في حالة من الفوضى العارمة ،، ولا يقف الأمر عند ذلك الحد بل تتعاظم التحديات الحزبية فيما بينها ،، فالتجربة المدنية بعد الانتفاضة الأولى أفشلها الحزب الشيوعي السوداني بالتحدي عندما تآمر مع جعفر النميري فكان إنقلاب مايو ،، والتجربة المدنية الثانية بعد الانتفاضة الثانية أفشلها حزب الإخوان المسلمين بقيادة حسن الترابي عندما تآمر مع عمر حسن البشير بانقلاب ( الإنقاذ ) ،، والآن كل الأحزاب السودانية تترصد للانتفاضة الثالثة من الشعب السوداني ،، وهي كالعادة تريد أن تأتي من جديد ثم تلعب نفس الأدوار المعهودة وتدخل البلاد في نفس التجارب السابقة ،، وعندما تفشل تلك الأحزاب في تحقيق مصالحها ومآربها الخاصة سوف تدخل في التحديات البينية ،، وعندها سوف يتآمر حزب من الأحزاب السودانية مع الجيش السوداني لتدخل البلاد في إنقلاب جديد ،، وهي نفس الحلقة المفرغة المعهودة .. حيث الانقلاب العسكري وحيث الويلات من جديد ،، ويقال التكرار يعلم الحمار ،، والشعب السوداني ليس بحمار ولكنه اجبر على التكرار مرات ومرات ،، وبعد تلك الإيضاحات المستوفية أقول لك بالصراحة التامة أنا لو كنت في مكان الشهيد القرشي أو في مكان أي شهيد آخر ما ضحيت بروحي من أجل الأحزاب السودانية ،، أما التضحية من أجل السودان الوطن الكبير فتلك غاية يتمناها الكثيرون ،، ولكنها غاية تسرقها الاحزاب السودانية ،، ولا تكون للسودان فيها نصيب .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة