|
Re: الحركة الشعبية وقبائل التماس في الاتجاه ا (Re: عبد الباقي شحتو علي ازرق)
|
الأخ الفاضل / عبد الباقي التحيات لكم وللقراء نحن سكان الشمالية بالسودان ،، ذلك النطاق الذي كان يعرف بالمديرية الشمالية في وقت من الأوقات ،، والآن يعرف ( بالولاية الشمالية وولاية النيل ) ،، اكتشفنا حقيقة الآلام والأوجاع بأسباب التهميش قبل الآخرين في جميع مناطق السودان بعد الاستقلال ،، ومنذ الخمسينات من القرن الماضي ونحن نشتكي من سوء الأحوال في مناطقنا ،، وبحت أصواتنا ونحن نشتكي للقاصي والداني ،، فلم نسمع صوتاَ من مناطق السودان الأخرى يقف بجانبنا ،، وعندها اكتشفنا أن الأمر ميئوس منه بالتمام ،، وأننا نمثل تلك الجهـة الأضعف في كل مناطق السودان ،، ونالنا اليأس والقنوط الشديد من دولة تناصرنا ،، أو من فئة تعاضد قضيتنا ،، وعندها فضلنا الهجرة والاغتراب في بلاد الآخرين ،، والسواد الأعظم من أبناء تلك المناطق يتواجد خارج السودان ،، في بلاد الغربة حيث أوروبا وأمريكا ودول الخليج العربي وفي استراليا وفي مناطق أخرى في العالم ،، هنالك يقضون معظم أعمارهم في سعادةَ بعيداَ عن مشاكل هذا الوطن القاسي الظالم ،، وإن كانت لهم هموم فهي هموم الغربة والحنان إلى أرض الوطن ،، والإحصائيات تؤكد أن تسعة وتسعون في المائة من المغتربين السودانيين في الخارج هم من أبناء المديرية الشمالية بالسودان ( سابقا ) ،، والآن تلك الولايات الشمالية شبه خالية ومهجورة من سكانها ،، إلا تلك القلة القليلة من كبار السن والمستضعفين الذين لم يتمكنوا من مغادرة البلاد ،، ومعظم الناس المتواجدين الآن في مناطق الشمال السوداني يتلقون الدعم والمساعدة الكبيرة من الأبناء المغتربين الذين يقدمون المقدور ولا يبخلون ،، أما السودان ذلك الوطن الأم فأصبح الآن بالنسبة لأبناء الشمال السوداني المتواجدين في الخارج مجرد أنباء ترد للأذهان خلال موجات الأثير ،، ومن هنالك يتابعون تلك المجريات المخزية القاسية التي تدور في أنحاء السودان ،، مناطق كثيرة تشتكي من ويلات التهميش والتفرقة والعنصرية ،، وبدأنا نحس بأن الآخرين لحقتهم أطراف السياط أخيراَ ،، وكل ذلك يدخل في مفهوم الأمر الواقع في ساحات السودان ،، ولكن من العجب العجيب أن بعض تلك الأقلام التي في الأيدي الجاهلة حين تتناول قضايا السودان بغباء شديد يظن أن أبناء الشمالية هم الذين يقودون سياسات السودان في المركز ،، وعندها تقع تلك المهزلة في المفاهيم ،، والحقيقة أن المركز الخرطوم يتواجد فيه كل أبناء السودان ،، والمثقفين البارزين الذين يثرون الساحات السياسية في السودان منذ استقلال البلاد هم من جميع مناطق السودان ،، الأغلبية من سكان الخرطوم نفسها ثم الآخرون من ولايات السودان ( من كردفان ودارفور والجزيرة والنيل الأبيض وكسلا والشمالية وخلافها ) ،، وعند ذلك نحس في أعماقنا بمرارة تلك الفرية القاسية على أبناء الشمالية ،، وهنا في هذه السانحة نقول لكم إذا كنت فعلاَ تشجع الاتجاه الجديد للحركة الشعبية باعتدال خطابها السياسي فلتكن العدالة والإنصاف في قول الحقائق ،، وأن تجعلوا كل المناطق المهمشة في السودان في الاعتبار دون تلك العنصرية في الخيارات ،، ودون تخصيص مناطق معينة لحاجة في نفس يعقوب ،، ودون تلك الفرية الظالمة على أبناء الشمالية في السودان ،، وهي مجموعات مظلومة تعاني الأمرين ،، تعيش حياتها في بلاد الغربة ،، وفي نفس الوقت هي متهمة بأنها تسيطر على سياسات السودان !! ،، فيجب اعتبار أن مناطق الشمالية في السودان هي من المناطق المهمشة والمظلومة بذلك القدر الكبير ،، ولا نريد من الآخرين أن يجعلونا كبش فداء بغير وجه حق حتى يتسوقوا لقضاياهم .
|
|
|
|
|
|