|
Re: الفاتح سعد: يا حليف الود بقلم عبد الله علي (Re: عبدالله علي إبراهيم)
|
الفاتح سعد !! ""أهكذا تمضي السنون ويمزق القلب العذاب ونحن من منفى إلى منفى ومن باب لباب نذوي كما تذوي الزنابق في التراب!!!!؟؟؟"" (البياتي) في نهاية العرض الثالث والأخير، لمسرحية مأساة الحلاج في المسرح القومي بأم درمان ، صعد إلى الخشبة شاب أنيق وسيم ؛ أخذنا بالأحضان مردداً ..."عمل عظيم ... عمل عظيم.." لم يزد . وغادرنا . عندما ذهبنا إلى جوبا .... للتحضير للذكرى الأولى لبيان 9 يونيو ، وجدتهم يعدون مسرحيتين للعرض أثناء الاحتفال ، علمت أن الفاتح سعد كان قد بدأ في إخراجهما ثم غادرهم وهم في البداية فساعدت في إخراج العمل دون تدخل يذكر من جانبي في كثير من التفاصيل. عدت إلى التدريس في مدارس بيت الأمانة بأم درمان ، والتقينا ، الفاتح وأنا ، كان معلماً للفنون ، وبحكم عضويتنا في أبادامك ، فكرنا في القيام بنشاط فني وأدبي يجمع بين المسرح والموسيقي والفنون الجميلة والآداب ، ونشطنا في استقطاب الطلاب لذلك النشاط ، ولكن وكيل المدرسة ، الأستاذ ، والشيخ حالياً ، أخذ يبتز الطلاب بأن ذلك نشاط "شيوعيين" وأن ""الأمن "" يراقب ذلك النشاط !!! الفاتح سعد كان مربياً فاضلاً ، ومعلما ًعظيماً ، موجهاً ومرشداً لطلابه ، و فوق ذلك ، أخاً أكبر لهم. كان فناناً ومثقفاً بمعنى الكلمة ، ما سألت عن كتاب نادر ، إلا وكان إما أن يأتيني به أو يدلني على مكانه. كان يدرُس اللغة "اليونانية" ، مساءً في أحدى مدارس الخرطوم ، وكان يبذل جهداً كبيراً في المذاكرة ، ويرجع إلى كتابه ودفتره في الاستوديو ، أثناء خلوه من الطلاب. لاحظ أن سؤالاً ما يجول في خاطري بشأن تلك الدراسة...... فأخبرني ، ذات مساء جميل ، أنه يحلم ..... بل ويفكر جدياً ، في الذهاب إلى اليونان لدراسة فنون العمارة اليونانية القديمة ؛ وكان مساءً "مثقفاً" بحق ... أمتعني بمعارفه الفنية العميقة بالتراث الأثري اليوناني . كم هو مؤسف ومؤلم أن نتفرق ، في بواكير شبابنا عن بلادنا ، كل إلى غاية وكل في اتجاه !! شكراً د. عبد الله علي إبراهيم .شكراً على هذه الإضاءة عن حياة عزيزنا الراحل ، فأمثال الفاتح سعد هم من يحق أن تراق من أسف عليهم المحابر . شكراً . والعزاء الحار لزوجه ولأبنائه ؛ ولشقيقه ، الصديق وزميل الدراسة الثانوية ، عبد المنعم . فوداعاً الفاتح سعد ، وداعاً ، وسلاماً عليك ، سلاماً عليك في الخالدين ، في الخالدين عليك السلام ، عليك السلام.
درديري
|
|
|
|
|
|