|
السودان على حافة الانهيار
|
إدراكا للتطور المتعاظم للأوضاع السياسية والاجتماعية والثقافية والأمنية في السودان وبخاصة بعد استيلاء نظام الجبهة الإسلامية القومية على مقاليد السلطة اثر انقلاب 30 يونيو 1989م. وعلماً وعلما بما دمرته آلة الحرب والتهميش التي زادت وتوسعت رقعتها في غضون حقبة التسعينات ونتائج وأثار ما لحق بالنسل والحرث في مناطق العمليات والجبهات. فالانهيار المتوقع للدولة السودان (Failedafricanstate) مثلما حدث لجمهورية الصومال حيث انهارت الدولة وآلت الأمور لأمراء الحرب في هذا الجزء العزيز من القرن الأفريقي مع العجز التام للمجتمع الدولي لإعادة الأمور إلى نصابها ، هذا الواقع الأليم هو ذات المشهد الذي نتوقعه لدولة متهالكة ونظام متعجرف مستبد ظالم ومجموعة لا تربطها بالمجتمع السوداني أية صلة . فقط تسللوا وسطو على الحكم والناس نيام وبقوة السلاح وبمنطق الغاب آلت أمر البلاد إلى الجبهة الإسلامية وعلى مدى الخمسة عشر عاماً ، والشعب السوداني عامة والمناطق المهمشة خاصة قابعة تحت نير هذا النظام المتسلط الجبار والحياة تشهد تدهوراً في كافة المناحي ونتيجة لكل ما سبق حري بنا أن نوضح الدور الريادي والقيادي الرشيد الذي لعبه التجمع الوطني الديمقراطي بجمع قوى السودان الجديد تحت مظلتها واضعاً السياسات والأطر التي حافظت وستحافظ على وحدة السودان على المستوى الذي يؤهله ليكون دولة حرة ومتماسكة ومتوحدة وأمة تدرك مستقبلها ووسائل تقدمها ورفاهيتها.
وهنا نحسب أن لسيد/ مولانا محمد عثمان الميرغني ، رئيس الحزب الديمقراطي ورئيس التجمع الوطن الديمقراطي، دوره وحنكته في قيادة التجمع ، في الوقت الذي عمل فيه أعداء البلاد لتشتيت قوى التجمع بالتهديد والوعيد تارة وبالاستمالة والترغيب تارة أخرى ، ولكن التجمع اثبت للجميع ثبات مواقفه وصدق نواياه وعدالة قضيته لإنهاء الحرب وبناء السودان الجديد على أسس جديدة تستوعب كافة أهل السودان .
ودعماً للعملية السلمية التي بدأت باتفاقية جبال النوبة لوقف إطلاق النار في 19/1/2002م. وبروتكول مشاكوس في 20/7/2002م. بكينيا واتفاقية الترتيبات الأمنية في 25/9/2003م. واتفاقية قسمة الثروة في 7/1/2004م. إضافة إلى اتفاق جدة الإطاري بين الحكومة والتجمع الوطني الديمقراطي وما يجري على طاولة المفاوضات بين الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة الدكتور/ جون قرنق ، بنيفاشا -كينيا والمفاوضات المتعثرة بين الحكومة وثوار دارفور بدولة تشاد ، وعليه نناشد المجتمع الدولي والإقليمي وخاصة مجموعة دول الإيقاد برئاسة الرئيس اليوغندي يوري موسوفيني رئيس الدورة الحالية بمواصلة جهودهم المضنية لأنجاح مسيرة السلام السودانية والعمل على جعل خيار الوحدة جذاباً ، وذلك بالوصول إلى حل عادل وشامل ، أن أنصاف الحلول ما هي إلى قنابل موقوتة . الظلم والغبن وهضم حقوق المستضعفين وهيمنة المركز على مقاليد السلطة كانت ولا تزال من العناصر القوية لتأجيج الصراع ولم تخاطب حتى الآن بالطريقة التي تعيد الأمور إلى وضعها الطبيعي نتيجة لإصرار وتعند الحكومة في مواقفها البالية وضعف الدور الخارجي في إدارة النزاع . ومن هذا المنطلق نستطيع أن نقول بأن أي حل جزئي سيجابه بالرفض والمقاومة وحينها سيكون استعمال كافة الوسائل مشروعة لإسترداد الحقوق ورد المظالم . إذاً فالوصول إلى اتفاق يتساوى فيه أهل السودان عامة بغض النظر عن العرق واللون والدين والانتماء السياسي هي الضمانة الوحيدة لبقاء السودان موحداً وما دون ذلك يعني إنهيار الدولة السودانية .
فنحن في الحزب القومي السوداني المتحد ندرك ذلك تماماً وما يحاك ضد السودان لجد عظيم وخطير ، فتمسكنا بوحدة وتماسك السودان تأتي في إطار قومية الحزب في مبادئه وإطروحاته التي تدعو كافة أهل السودان دون تمييز للانخراط في صفوفه فكان أول تنظيم سياسي سوداني طرح نظام الحكم الفدرالي ولا مركزية الحكم وقومية الطرح مما جعله ينال موقعا مرموقا في الساحة السياسية السودانية ، ففي أول تجربة ديمقراطية للحزب في انتخابات 1986م. حصل على نسب مقدرة في الدوائر التي رشح فيها في جميع انحاء السودان . وعليه ندعو كافة القوى السودانية بالتماسك من اجل السودان الواحد المتحد فلا مجال للتشرزم والتقوقع ، وأي تفكير يسهم في إزكاء روح الفتن والنعرات . فنحن امام تجارب التكتلات الكبيرة وهذا واقع لا يمكن تجاوزه.
فدولة مثل السودان الغني بموارده وثقافاته وبقومياته المتعددة حري به أن يجعل من ذلك التعدد عنصر جذب ووحدة وقوة ، ونواة لدولة قوية متماسكة ، لبناء دولة عظيمة والتمتع بثرواتها فطالما ردد أهلنا في كردفان ، "كرفان العزة أم خيراً بره وجوه:نقول أنه سودان العزة والكرامة أم خيرا بره وجوه وسماء مدرارا …
فلتكن وحدتنا مفتاح الوصول لتلك الخيرات والثروات المتعددة كتنوع أهله من أجل مستقبل الأجيال ورفاهيته ،فنؤكد إننا دعاة سلام عادل وشامل والذين يروجون لتفتيت وحدة هذا البلد سنقاتلهم وسيدركون في خاتمة المطاف سوء أعمالهم ووقتها يكون الفصل للشعب السوداني وعبر صناديق الاقتراع ، وممارسة ديمقراطية حقيقية نزيهة ، وسنرى وسيشهد العالم مولد السودان الجديد ، سودان العزة والأصالة سودان الوحدة والديمقراطية والعدالة.
محمد سليم
الحزب القومي السوداني المتحد
عضو هيئة القيادة
بالتجمع الوطني الديمقراطية
أسمرا
|
|
|
|
|
|