* إنقطع التيار الكهربائي، و بعد طول انتظار لعودة التيار تساءلت طفلةٌ في براءةٍ عابرةٍ ندية: " حمدوك بجيب لينا الكهربا متين؟!"
* ذاك شعور جميع السودانيين المتفائلين بقيادة حمدوك للحكومة الانتقالية.. و قد سمعوا عن خبرته و كفاءته الكثير..
* كل العيون تحدِّق في حمدوك معانقةً الأملَ الذي أطل من وراء اليأس الخانق للتطلعات الموؤودة طوال سنوات حكم الكيزان المرتبط بشريعةٍ يعرف قائدهم المدغمِس أنها شريعة مدغمَسة تنادت بها، و لا تزال تنادي، جماعة مدغمِسة.. و محتوى شريعتهم قيودٌ و جورٌ و استباحةٌ كاملةٌ لحقوق الانسان..
* قصارى القول أن الشريعة التي عشنا تحت قيودها لثلاثة عقود عجافٍ كانت مصدر خراب لبيوت معظم السودانيين.. و مرتعاً خصباً لكل كوزة أفَّاكة و كل كوز أفَّاك للتمرغ في نعيم الدنيا و بهرجها دون كبير عناء..
* لا غرابة في بُغض الشعب السوداني (المؤمن) لشريعةٍ تبالغ في هدر مقدراته المادية و المعنوية صباحَ مساءَ.. و لا عجب في أن يستشيط غضباً عند مجرد ذكرها.. و لا استغراب إذا ما ثار ضد كل منافق يدعو لعودتها شرعنةً للجور و الطغيان..
* و للشعب الحق في التعلق ببزوغ فجر الأمل في صورة حكومة تنقله من بؤرة جورِ تديُّن الحرامية إلى فضاءات فجر الأمل الصادق..
* صار حتى الأطفال يتعلقون بالأمل في شخص حمدوك:- " حمدوك بجيب لينا الكهربا متين؟!" * تلك هي الكلمة التي تحمل ثقة الناس في قائد مسيرة محفوفة بالمخاطر نحو السودان الجديد..
* بمقدور هذا الأمل أن يصنع المستحيل و يعبر بالطفلة و قريناتها و أقرانها إلى المستقبل المأمول إذا ما طبق الدكتور حمدوك، على أرض الواقع في وطنه السودان، مضامين إرشاداته و محاضراته التي أعانت بعض الدول الأفريقية في الحوكمة الراشدة أو ما قرُب منها..
* نعلم، يقيناً، أن الثورة المضادة تحيط بثورتنا الوليدة من كل جانب للحؤولة دون تطبيق حمدوك لنظرية الحوكمة الراشدة في السودان الجديد..
* و لأن عيون الشرفاء تحدِّق في أفق الحرية و السلام و العدالة، فإن الثورة المضادة لن يُكتب لها النجاح مهما استبسلت قياداتها في حياكة الدسائس و المؤامرات.. و مهما أعلنت عن نيتها في تمزيق دستور الثورة في تحدٍّ مستفِز لمشاعر الثوار..
* لقد صبر الشعب السوداني طويلاً على أذى هؤلاء المنافقين الموتورين.. و سوف يتحلى بالصبر الجميل مع ترتيبات لا بد من أن ترتبها الحكومة الانتقالية لتحقيق الآمال المرتجاة..
* و من الوعي النابع من ثورة ديسمبر المجيدة أن لا حدود لشكوك الشعب في أفعال الكيزان اليائسين.. و كلما تفاجأ الناس بمنغِّص من منغصات حياتهم اليومية المألوفة،مثل تواتُر انقطاع تيار الكهرباء و شخير مواسير المياه و شح الوقود و نحو ذلك، تسمع الجميع يقولون: " دي مؤامرة من مؤامرات الكيزان!"
* و كل الأزمات التي سوف تحدث سوف يرجعها الشعب إلى الكيزان.. حتى إن لم يتسبب الكيزان فيها.. و ما ذلك إلا لأن الكيزان قرناءٌ للأزمات.. و "كل قرينٍ إلى المقارنِ يُنسبُ"!..
* هذا هو واقع حال الكيزان في الشارع العام.. و مع ذلك يتعامَون عن واقعهم فيهددون بتحريك الشارع الذي لم تعد لديهم القدرة على تحريكه كما كانوا يفعلون..
* من المؤكد أنهم لن يتراجعوا عن وعيدهم و سوف يخلقون الأزمات في السلع و الخدمات ولأن معظم قطاعاتها ملك لهم.. و سوف ينحون ناحية التخريب و إثارة الأحقاد و الفتن بين المجتمعات السودانية..
* لذلك ينبغي علينا أن نحذر غدرهم..و هم يتأبطون كل شرور شريعتهم لوأد تطلعات الحكومة الانتقالية!
* نعم، علينا نحن واجب احباط مؤامراتهم و دسائسهم باليقظة و قراءة اتجاه ما يحبكون ووأده في مهده..
* و كلنا نعلم أن لا معجزات في حقيبة حمدوك و أنه لن يقدر على فعل كل ما نحلم به دون أن نعينه على ما ينبغي فعله.. علينا، فقط، المشاركة في الفعل بصورة ما.. و أقلها إفشال دسائسهم و ما يمكرون..
* حمدوك يحتاجنا بشدة كي يتمكن من العمل في بيئة تليق بتنفيذ مرادنا.. فنحن نحتاجه ليخدمنا خدمة منزهة من كل التشوهات التي أحدثها البشير، و لا تزال فلول نظامه تسعى لتواصل ما بدأه من تشوهات، في حياتنا الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية، بل و حتى في حياتنا الدينية..
* إن حاجتنا إلى حمدوك صنوٌّ لحاجته إلينا و الحاجتان مكملتان لبعضهما و ضروريتان لأقصى مدى لتحقيق السودان الجديد وفق ما هو مأمول..
* و على هذا الأساس، أعلمي يا صغيرتي أن حمدوك حيجيب ليك الكهربا.. و "حيطلع الشجرة و يجيب ليك معاهو بقرة يحلب و يسقيك...." و يسقي قريناتك و أقرانك!
* و الله المستعان..
العنوان
الكاتب
Date
كل العيون تبني عليك كون يا حمدوك!ا بقلم عثمان محمد حسن
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة