يوسف حسين: صوفي من أجل الشعب بقلم عبد الله علي إبراهيم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-24-2024, 11:22 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-05-2019, 05:21 AM

عبدالله علي إبراهيم
<aعبدالله علي إبراهيم
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 1974

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
يوسف حسين: صوفي من أجل الشعب بقلم عبد الله علي إبراهيم

    05:21 AM July, 04 2019

    سودانيز اون لاين
    عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
    مكتبتى
    رابط مختصر




    أوقفت قبيل 19 يوليو 1971 بأيام قليلة تاكسي طرحة من بحري إلى أم درمان. كنت في حالة شبه اختفاء من أعين أمن نميري بعد بدء هجومه على الشيوعيين ومنظماتهم في خطاب مارس 1971. فكنت أضع عمامة على رأسي متى وضعتها بان المستور، صلعتي، وانكشفت. ووجدت من ضمن الركاب رفيقنا يوسف حسين وهو في حالة اختباء كامل. طبعاً. سلمت عليه. ويبدو أنني سرحت في الأنس وخرج مني كلام "كبار كبار" في السياسة وغيرها. فقال لي يوسف بطريقته الجافة: "والله حقو تلبس العمة دي فوق خشمك المرة الجاية". وأصاب الرجل.

    إننا نستقبل عهداً ديمقراطياً قاتل من أجله الراحل يوسف حسين له عمراً طويلاً. والديمقراطية صنو الحزبية. وما أخشاه ألا نحسن للديمقراطية المنتظرة لأن جيلنا الثائر لم يتصالح مع الحزبية طوال مقاومته للإنقاذ. فوقف أداء الأحزاب وصفوتها منذ الاستقلال حجر عثرة دون أن يتواضع الجيل على زواج الحزبية والديمقراطية الكاثوليكي. فظللت طوال ثلاثين عام الإنقاذ، وقد تعاقبت أجيال الشباب علينا، أسمع كرهاً مخيفاً في الحزبية وتكريها فيها. وبدا لي كأن الجيل سيقيم نظامه الديمقراطي على غير عمد الحزبية. ولكنه لم يأت ببيانه على ذلك بعد.

    ومن هنا مدخلي على الرمزية السياسية للراحل يوسف حسين الكادر التنظيمي المتفرغ بالحزب الشيوعي منذ النصف الثاني من الستينات. وكانت أكبر عاهات الحزبية عند الجيل الحاضر هي التفرغ للحزب. وهذا فهم قاصر. فليس من مؤسسة تريد لنفسها حضوراً مبروكاً مستقراً في مجتمعها خلت من المتفرغين. وقال أحدهم مرة إنه لو غادر القساوسة الكنيسة لتلاشت المسيحية. ولولا الخليفة والمقدم والوكيل لتفرقت الختمية والقادرية والأنصار أيدي سبأ. ووددت دائماً من الكادر المتفرغ للحزب الشيوعي الكتابة عن حياتهم في سكة الخطر. وقلّ الكاتب بما فيهم الداعية الذي هو أنا. ولولا كتاب كامل محجوب، الذي تفرغ في الخمسينات للعمل في منطقة الجزيرة، المسمى "وتلك الأيام" لما وقفنا على خلفيات موكب مزارعي الجزيرة الذي اعتصم به الآلاف في ميدان عبد المنعم (الأسرة ألان) في 1953 ليضغط على الحاكم العام للاعتراف باتحاد المزارعين بقيادة الشيوعيين. ولربما لهذا قال البشير مرة إن المزارعين "تربية شيوعين". وقال شيوعي ماكر عن جماعة انشقت عن الشيوعي وكونت حزبها: "أها البتفرغ ليهو منهم؟"

    سميت المتفرغ للقضية مثل يوسف ب"الأفندي المضاد" لأنه نقيض الأفندي الذي ترعرع منذ عهد كلية غردون على أمن الوظيفة وامتيازاتها. وكتبت عن حيوات جماعة منهم فيهم عبد الله عبيد وأحمد شامي ومحمد عبد الرحمن شيبون ومحمد إبراهيم نقد وعمر مصطفى المكي وعن اليسر الذي اتخذوا به قرار التفرغ للحزب وهم شباب لم يطر شاربهم. ووصفتهم بجيل الفراشات استمطروا أنفسهم نحو لهب الماركسية والطبقة العاملة. وشهد الله لولا هذه الجماعة من المتفرغين، حلقة المتفرغين كما نسميها، لراح لحزب شمار في مرقة بعد مغامرته في 19 يوليو التي ذهبت بزبدة قياداته منذ الأربعينات. وعُرفت هذه الفترة الكارثية ب"فترة التجميع" التي لعب فيها المرحوم نقد بمعاونة طاقم المتفرغين مثل الراحل يوسف حسين والتجاني الطيب والجزولي سعيد وعبد الحميد جزيرة (لطول مكثه مسؤولاً عن منطقة الحزب بالجزيرة) والسنجك بتاع الرونيو وسليمان حامد دوراً رائداً شجاعاً استخلص فيه الحزب من براثن نميري السفاح. بل كان سعيهم المحموم إلا يعتقلوا هو واجبهم ليبقوا يلملمون شعث الحزب. وسمعت قصصاً تروى عن شجاعة رفاق فروع الأحياء في حفظ هذه الحلقة من المفرغين من أعين الأمن وكانت اسماؤهم يلعلع بها المذياع. ولم يمر أكثر من شهر من مذبحة الحزب في يوليو 1971 حتى استجمع الحزب نفسه. وحمل لنا بريد الحزب السري البيان الأول له بنحو شهرين من الهزيمة الكاسحة يكذب للناس من "فتنا وقالو للناس انتيهنا". ويعجز قلمي عن وصف السعادة التي غمرت الشيوعيين المعتقلين بالسرايا بسجن كوبر وهم يطالعون المنشور مغرورقي العيون. وكانوا اطمأنوا أن هتافهم في المعتقل: "عاش نضال الحزب الشيوعي. عاش كفاح الطبقة العاملة" حق لا أمان عذاب. دور المكن أبو الكلب.

    ليس من ناع ليوسف حسين لم يذكر زهادته. وهذه الزهادة في وصف الأفندي المضاد الوظيفي. سلك طريقاً غير طريق الأفندية المفروش بالامتياز والترقي ليشق طريقاً من المسكنة الاختيارية وصفت لواءها في كتابي "محمد عبد الرحمن شيبون: جمر الجسد، صندل الشعر" عن شباب اليساريين في الاربعينات والخمسينات. وكان هذه طريقهم لسودانية مبتكرة أحيوا بها سنن الزهادة الصوفية السودانية من تجريع الجسد الغصص ليخلو العقل والفؤاد لوجه القضية. ووجدتني أرثي لمن وصف الشيوعيين بالمروق من التقليد الثقافي السوداني. فالتفرغ، وقد عشته، كان سبيلهم إلى هذا التقليد. فقد أخذوا الشيوعية حقاً من مصدر مبتكر ولكنها لم تأت بكتلوج للكيفية التي سيجري تطبيقها في السودان. ووقع من اعتنقها وتفرغ لها على تقليد الزهادة الصوفية في حين درج الأفندي في نعماء الوظيفة الغربية المستوردة أيضاً. عانق الأفندي المضاد المتفرغ إرثاً في العيش على الكفاف طلباً للحق بينما خرج الأفندي إلى تقليد مستحدث عن منافع الوظيفة.

    إذا بقي من يوسف رمزاً للجيل وموعظة فهو سهره منذ شبابه إلى سبعينيته على قضية اعتقدها وأفرغ حياتها له. ومشي يوسف في السكة التي افترعها أستاذنا عبد الخالق محجوب. فسأله نميري في تحقيق صفيق بعد القاء القبض عليه عن كيف يعيش عمراً بغير وظيفة يطعم منها، بعبارة، لماذا أنت افندي مضاد؟ وقال أستاذنا: عشت بما تيسر.

    رحم الله يوسف حسين وأحسن إليه وزادنا الله من أمثاله ممن رهنوا حياتهم بمسألة لم يزغ بصرهم عنها خوضاً صعباً في وعثاء الحياة والسياسة.
























                  

العنوان الكاتب Date
يوسف حسين: صوفي من أجل الشعب بقلم عبد الله علي إبراهيم عبدالله علي إبراهيم07-05-19, 05:21 AM
  Re: يوسف حسين: صوفي من أجل الشعب بقلم عبد الله يوسف عبد الله 07-05-19, 06:15 AM
    Re: يوسف حسين: صوفي من أجل الشعب بقلم عبد الله العوض 07-05-19, 07:15 AM
      Re: يوسف حسين: صوفي من أجل الشعب بقلم عبد الله يوسف عبد الله 07-05-19, 09:05 AM
    Re: يوسف حسين: صوفي من أجل الشعب بقلم عبد الله بت الباشا 07-05-19, 03:00 PM
    Re: يوسف حسين: صوفي من أجل الشعب بقلم عبد الله عبد الله علي إبراهيم 07-05-19, 06:07 PM
      Re: يوسف حسين: صوفي من أجل الشعب بقلم عبد الله يوسف عبد الله 07-05-19, 06:39 PM
        Re: يوسف حسين: صوفي من أجل الشعب بقلم عبد الله العوض 07-06-19, 07:21 AM
          Re: يوسف حسين: صوفي من أجل الشعب بقلم عبد الله يوسف عبد الله 07-06-19, 08:23 AM
            Re: يوسف حسين: صوفي من أجل الشعب بقلم عبد الله العوض 07-06-19, 09:00 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de