هل امريكا تبتز دول الخليج مرة أخرى؟ .. أمريكا ظلت ف حرب باردة ضد ايران لسنوات طويلة أعقبت حرب الخليج والتي احتلت فيها العراق ، والتي حققت فيها كل مشاريعها الاستراتيجية ، اضعاف وتقسيم للعراق، الحصول على كل ثروات العراق والأهم من كل ذلك ان يخرج العراق من معادلة توازن القوى ف المنطقة فتصبح إسرائيل هي القوة الوحيدة ف منطقة الشرق الأوسط. ان أمريكا تلعب دورا أساسيا ف هدفها الثاني وهو خلق وتحقيق مشروع الفوضى الخلاقة التي بشرت بها كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأسبق ومستشارة الأمن القومي ، ومن منظور ، معاهد الدراسات الاستراتيجية والعسكرية الأمريكية تبقى إيران هي العقبة الكؤود أمام هذا الزحف الفوضوي، باعتبارها قوى اسلامية ناهضة وناشطة، تمكن الغرب من زرع كثير من نقاط الخلاف بينها وبين دول الجوار الخليجي ، وخلقت احلاف عربية لمناهضة إيران بزعم انها تحتل عواصم وبلدان عربية ، العراق واليمن وسوريا ولبنان بذراعها القوي هناك حزب الله . امريكا سبق وأن اوهمت دول الخليج بامتلاك العراق لسلاح نووي ، واقنعت حكامها بصور زائفة بأن قوات عراقية على الحدود السعودية الشمالية ف الخفجي زاحفة لتحتل الرياض ، وإذا سقطت الرياض تبقى بقية دول الخليج فريسة سهلة أمام الجيش العراقي . جاءت امريكا بقضها وقضيضها واحتلت العراق وابتزت دول الخليج ونهبت أمواله ، وقتها حكام الخليج اكتشفوا انها كانت كذبة أمريكية . لم تتعدل الرواية الأمريكية السمجة هذه المرة لكن الخصم مختلف ، والعقيدة لدى الجيش الإيراني مختلفة ، والإرادة السياسية لدى إيران تختلف ف منطلقاتها عن القيادة العراقية أظن أن امريكا هذه المرة ، تخطىء خطأ تسيء فيه تقديرها للامور وتجر نفسها لتجربة مماثلة لتجربتها ف فيتنام وتبقى كل منطقة الخليج هدفا مشروعا للاستهداف من قبل الصواريخ العابرة بعيدة المدى الإيرانية. دول الخليج ستعقد مؤتمرها القادم وأمريكا وحلفاؤها سيتواجدون ف الغرف الخلفية لصالات الاجتماعات الرئيسة وسترسم كثيرا من السيناريوهات التى تلعب فيها امريكا دورا أصيلا ، وذلك لتحقيق أحد الهدفين : الهدف الأول: حرب باردة ضد إيران، يستشرع فيها التواجد الغربي بصورة مكثفة ، وهي بخديعة حماية دويلات الخليج من الأخطبوط الإيراني، النووي والعسكري والشيعي. ودول الخليج عليها ان تدفع كلفة التواجد الأمريكي وحلفائه . الهدف الثاني : أن تحقق إسرائيل ومن خلال التواجد الأمريكي ف الخليج هدفها لضرب المفاعلات الإيرانية، وبذلك تكون إسرائيل هي القوة الوحيدة ف المنطقة ويتحقق من خلال ذلك اتفاقية القرن و التي تضيع فيها قضية العرب المركزية ( فلسطين ) . لان امريكا ايقنت ان الجهود السعودية والاماراتية ف إقناع الحكومات والشعوب العربية بالصفقة أصبح مستحيلا ف ظل الحراك الثوري الشعبي لاقتلاع الأنظمة الديكتاتورية العميلة للغرب ف المنطقة . اذا أقدمت الولايات المتحدة الأمريكية لضرب إيران سيكون الخليج العربي ودوله الخاسر الأول وسيدفع الخليج ثمنا باهظا أكثرها كلفة ثورة الشعوب الخليجية ع أنظمة حكمها. كما تجدر الإشارة إلى أن انسحاب الولايات المتحدة من سوريا سيكون عبارة عن صفقة مقابل صمت روسي تم التراضي عليه بتقسيم مناطق النفوذ وهذا سيزيد من عمر نظام بشار الأسد ف حكم سوريا . كيف لدول الخليج ان تنساق وراء هذه المسرحية الأمريكية أو الفيلم الامريكي والتي كانت مناظره حرق ناقلات النفط بالخليج والتي من المؤكد انها قد دبرت بليل بواسطة المخابرات الامريكية . لكن هل ف مقدور دول الخليج الوقوف ضد هذا المخطط الأمريكي والنأي عن الدخول ف حرب مفتوحة مع النظام والشعب الإيراني الجار الطبيعي والمسلم ؟ الايام القادمة ستكشف لنا المستور والمثير. . الباقر علي محمد
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة