ما ذلتُ اعتِقدُ ومنذُ صِغري يافِعاً بأن المؤسسات الدينية هي نتاج إمتِداد لِقصُور الأفراد والمجتمعات بالأخذِ بذِمامِ أمرِ دينهم كفاحاً ، والركونُ لِرِجالِ الدين توكيلاً وإتِكالاً وتفويضاً متي ما إستَجَدَ طارئ مَشورة ، وألَمَ خَطبُ رأي ، وتشعَّبَ مفرقَ رؤية ..
لِذا كان افرادُها مطيةُ ترهيبٍ وترغيب .. إستغلتهُم السلطةُ السياسية لِخِدمةِ اهدافِها ، فكانت صكوكُ الغُفران ، والإنابة عن الآلِهة في عهود الظلام في العصور الوسطي ، وتوسطهم الوسطاءُ من رجالُ الدينِ بإسمِ الدين بإسدالِ عيناً وأُذناً- مسنودةً بأصابِعِ الإصغاءِ- واحدة لنقل نجوي الأفراد والمجتمعات ونقلها بالأُذن والعينِ الثانية الي السماء انابة وتَوَسُط ، حتي غاب الله عن أفئدة البشر وحلَّ الكهنوت محطةً وسطي بين البدايات والنهايات ، فسيطروا علي الناس هكذا ،
ثُمَّ أتَاهُم السلطان آخِذاً بتلابيبِهِم الي بِلاطِ قصرِهِ ترهيباً وترغيباً فأخذَ معه الناسَ و رجال دينهم بضربةَ لازِبٍ واحِدة ، وهذا مبحث آخَر اذهبُ فيه عَجِلاً ..
المَتن ...
نعم ..إحكامُ العَقل ..
أثَرُ البعيرِ علي الأرض يَدلُ علي وجودِها ومرورها وسيرِها وربما عدَدِها ، مدعومةً بتأكيدِ رَوَثِها ليناً طرياً فهو حساب الزمن الأني ، صَلِباً قوياً كانَ فهو طولةُ السبقِ في المُضِيَّ .. اما القمرُ والنجوم عنده كانت تعني الله سبحانة وتعالي هكذا فُطِرَ عَقلُ العرب ..
اتا رسولنا الكريم بخاتَمِ الرسالات ، فلم تَعُد بعدها الإنسانيةُ في حوجة ، إذ لم تَعُد الطُرُقُ الطُرُق ، ولا المِللُ والنِحَل ، المللُ والنِحَل الا ما جاء به محمد الرسول الأمي صلوات الله وسلامه عليه وعلي آلِهِ .. خاطَبَ الله تعالي العقلَ اولاً ، وتَنزَّل القبولُ مَكمَنَ القلب ووَقَرَ به وقد صِدقه اللِسان .. إذ يقول العارِفين ..
وقَدِم إماماً كُنتَ أنتَ أمامَهُ .. هذا لُطفُ التنزُلِ من براحِ العَقل الي سِعَة سَكِينَة المعاني والمقاصِد والبراحِ والسِعة ..
ما علينا ..
وأطِيعُوا الله .. وأَطِيعُوا الرسُولَ
وأُوليِ الأمرِ مِنكم ..
عندها قد أتي الرسولُ الكريم صلي الله عليه وآلِهِ وَسَلم بِكلامِ الله تأصيلاً وتنزيلاً ، جَسَدهُ ثم دَعَا صَحابَتِه لأخذِ مَعِينهُ فتَفَاوتوا وهو دَيدَن فِطرةَ الله في البشر وكَسب الكمال النسبي لِمِعراج السمو ، فالجانِب الإنساني في مقتضي التديُن نري فيه أمثلة كثيرة في مُخاصَصَة الرِسالة منها ، سألَ سلمان الفارسي !!! أهذا مقامٌ انذلكُمُ الله تعالي ام هو الحربُ والخديعة ؟ يجيبُ الرسول الكريم سلماناً بل هو الحربُ والخديعة يا سلمان ، فَتُطَاعُ إشارةُ سلمان ، ويَنصَرِف النبي لِبذُوق الجُهد الإنساني وإجتهاد البَشَر . نري ايضاً الرفضُ في خَلعِ الإحرام والإنصرافُ عن اداءُ العمرةُ ذاك العام حتي ما خلع الرسول الكريم إحرامهُ ، خلفهُ صحابته رضوان اللهُ عليهم اجمعين عن عدَم رضي مذعنين طائعين لا خيرة لهم و لا خيار .. يشيرُ إليهِم الرسول الكريم بان يناوِبوا نخلهم فأنتُم ادري بِشؤونِ دنياكم .
كان يبادِرهم بقوله لهم - أشيروا إليَّ - ادباً وتَنَزُلَ وشوري .. فيختار النبيُ ويُعصَمَ بالخِيرةَ فإذا عَزَمتَ - اي أنتَ يا مُحمَد - فَتَوَكَل علي الله . ويرتَفِعُ الصوتُ في مسجِدِ عمر الفاروق مِن أنه لا سمع ولا طاعة !! وتُصيبُ إمراءة في مَسجِدِ عُمر الفاروق رضي الله عنه وارضاه ويُخطئ عُمَر .
هذا الجدَل ، الطيب ، هو أساس الحُكم ، جَسَّدَ فيه النبيُ الكريم أخلاق النبوة بهذا القرآن ، وبسطهُ للبَشر للعلو والسمو ورفع المجتمعات والأفراد من حيثُ هم مِعراجاً لأخلاق النبي .. فكان خُلُقُ النبي الكريم القرآن ، فكيف لا نطيع النبي ؟ فطاعة النبي هي واقِعاً طاعة الله تعالي ... وقد اتي القرآن
وأطِيعوا الله وأطيعوا الرسول وأطيعوا الله والرسول واطيعوا الله ورسوله
إنتهي ...
مَخرَج ....
أولي الأمرَ مِنكم ..
أتت معطوفة من غير كلمة وأطيعوا الآمِرة فهو خياراً ظرفياً ،
فهمي أنا ليها انو خياراً ومقتضي ظرفياً حتي الطاعة للوالدين اتت مشروطة بما لم نؤمَر بِمعصية !!! . مافي شي في الدنيا دي متروك ساكِت كِدا ..
نتمَعَن القرآن ، نجِد فيه فجعَل عاليها سافِلها ، ففارَ التنورُ ، أتاها أمرُنا، فَصَبَ عليهِم حاصِباً من السماءِ ، صاعِقةُ عادٍ وثمود ، للبيان فقط وليس الحصر .
هذه كلها مجتمعات لها أولي أمر وقادة وصفوف اماميه .. إنَّ اللهُ تعالي يجتَثُ الباطِلَ إجتثاثاً ، ويستَبدِلَ اقواماً بأقوامٍ آخرين ولا يكونوا امثالهم ، أفي هذا مفسدة ؟ !!!!
فقولوا لي بِرَبِكُم ..
كيف تطالبوني بأن اطيع لي ولي أمر لم أخرُجَ عليه بالسلاح انما براي ولِسانَ حقٍ اعزلاً ، فقتلني !! سَفَكَ الدم الحرام حتي كرهت الارض الدم المسفوح ، وتَسَوَر علي الحرائِر من غيرِ إذن ، - لم يحدث هذا في الجاهلية اذ كرهَت قريش ان يقول العرب إنها تسورت علي بناتِ ونساءِ محمد - إذ لم يُؤذَنَ لهم وله ، وخانَ امانة بيعة الحُكم بالسَرِقة وولوغ الفساد ، وجعل اهلنا شيعاً يُقَربَ هذا ويبعِدُ ذاك ، حتي إنفَطَر وتفتَتَّ عِقدنا الإجتماعي المتراحِم المترابِط ، وتخبط في ادارة شؤون الناس حتي افقرنا واصابنا الضُرُّ والعوَز والفاقة ،
خرجنا عليه ، بجاءَ الحقُ وزُهِقَ الباطِلُ ..
تسقُط - بس .. في الواطة دي كَش تقع تنكَسِر .. نَخُمها نجعا نجيب غيرا ....
قولي والسلام
عادل الحكيم
عوجنا راي ، وعديلنا راي !!!
العنوان
الكاتب
Date
هذا قولي ... حُكم الخروج علي الحاكِم !!! بقلم عادِل الحكيم
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة