يتعرض البروفسور: "كلود ريللي" رئيس البعثة الفرنسية العالمة في السودان، والمدير المسئول لمؤتمر الدراسات النوبية الأخير في باريس 2018م ، لإشكالية في غاية الأهمية تتعلق بالتواريخ والأحداث، وصدق الرواية المنسوبة لماء يلي التسلسل التاريخي للملوك والملكات في مروي. حَيْث لا يزال لسؤ الحظ التسلسل الزمني المرَّوي يعتمد بشكل رئيسي على قائمة الحكام الذين تُعرف أسماؤهم من خلال النصوص المرَّوية أو المصرية أو اليونانية. وهنا يشير بروفسور "ريللي" الي تخلي "المرويين" -إشارة لفترة مروي- عن العادة "النبتية" -إشارة لفترة نبتة- في الاحتفال بالسنوات الملكية في النقوش الملكية في النصوص المرَّوية. [حيث اصطلح الكثير من الملوك لأرخة الأحداث ابتداء من تاريخ جلوس الحاكم ، فمثلاً يقال تم عمل ... في السنة ال.. من جلوس الحاكم, وتم غزو المنطقة الفلانية في السنه ال.. من جلوسه علي العرش](المترجم). لكن في مروي 550ق م. - 350م. لم يتم إتباع هذه الطريقة، وبالتالي فقد أصبحت التواريخ مطلقة ومضللة للعهود التي تعود للملوك: أركماني Arkmani أرنخماني Arenkhmani أماني ريناس Amani Renass أكنداد Akinidad تيقرايداماني. Teqorideamani
وبالتالي فقد أجهد المنقبون المؤرخون، والآثاريون أنفسهم فيما يُمكن لهم من توفير كورونولوجيا نسبية و "أرخة معقولة"، بناء علي ما توفر فقط من خلال: ١- شكل وتصميم ونوع العمارة المنفذة في المقابر الملكية. حيث يتم تصنيف الفترات وأقدميتها بنا علي نوع وحجم الاحجار والطوب المستخدم البناء. ٢- أو عن طريق التصويبات التي يمكن مقارنتها إجتهاداً من خلال ما توفر من النقوش والكتابات المكتشفة.
————————————————————— التصويبات المهمة في الورقة: ——————————— بُنيت وجهة نظر ورقة الفرنسي "ريللي" التي أبانها في إجراء بعض التصويبات لما إصطلح المؤرخون عليه قديماً. وذلك لما توفر له من نقوش تم فكها حديثاً. وبالتالي فكانت الحوجة لاهمية الكرونوجيا المقروءة في الجداريات ، وما يترتب عليها ضرورة أعادة تصحيح وقراءة تواريخ واحداث مهمة تعود لتلك الحقبة الذهبية من تاريخ "كوش" (السودان القديم)
التصويبات الحديثة المقترحة في هذه الورقة: ————————————————-
أولاً : يتم إعادة النظر في النقوش وتواريخ الأهرام المتسلسل بالارقام: N. 8 و 9 و 11. ويقترح أن [أديجالاماني وتابيركو] ليسا اسمين للملك نفسه ، بل هما اسمان لحكام مختلفين ، مدفونين على التوالي في beg N. 8 و Beg. N. 9. اما الهرم . Beg. N.11. فهو يعود الي الملكة (شانداكداخيت Shanakdakhete )، وهي ملكة يشهد علي صدقية قبرها الجدارية (F) الموجودة في معبد [النقعة Naga]. كما ويعزي الخطاء القديم في تنسيب الهرم ، لبعض الأسباب البيولوجية التي رأتها الورقة وفصلت فيها من قبل الأمريكي "جورج رايزنر J. Reisner" الذي قال ان الجثة المِحنة والمدفونه في الهرم تعود إلى الملكة "ناهيرقو Nahirqo". وهي زوجة "أديخلاماني" ووالدة "تابيركو" ووضعت فيه في عام 170 قبل الميلاد.
ثانياً : تتم إعادة النظر في العلاقة بين الكنداكة( أماني توري AmaniTore) ووزوجها الملك (ناتاكاماني Natakamani). و بفضل قراءة جديدة توفرت ومرسومة بالخط الديموطيقي Demotic graffito في معبد دكا ,بشمال أسوان (Dakka 17)، تبينت العلاقة بأن الكنداكة "أماني توري" هي أم الملك "نتكاماني" وليست زوجته وحبيبته المزعومة.. حيث وجدت أسماء الملكة الكنداكة اماني توري وابنها الملك نتكاماني منقوشة ومبينة علاقتهما ك(أم ملكة وأمير وملك وريث) . هذا بعد ان تمت اعادة قراءة للجدارية المنقوشة في المعبد الحدودي الذي إقامة العظيم الملك (أركماني Arkmani) في الفترة التي تم احتلال مصر فيها من قبل البطالمة المقدونيين ، حيث شُيد ذلك المعبد الذي مثل حدود كوش الشمالية التي لم يتجاوزها البطالمة مطلقاً. هذه القراءة الجديدة للنقش المرسوم بالخط الديموطيقي والذي كان يقرأ سابقاً بأسماء (ناياتال وعقرقامي) ، هما في الواقع أماني تور و ناتاكاماني. وبعيدا عن كونهن أزواج أو أشقاء ، كما اختلف حراكه سابقاً ، فقد جسدت رسوماتهم المنحوتة في معبد أمون بالنقعة ، العلاقة القوية والمقدسة التي يرفض أحدهما تنازله عن الآخر في الرسومات وفِي المقالات المنقوشة حولهم ، فقد كانت علاقة متوازية لم تيستصغر أحد فيهم الآخر كأمير لم يتوج ، أو كأنثى لا جدري منها، فقد جسدت تلك الحكايات حقيقة علاقة الأم والابن، وهي الشهادة الأولى والوحيدة الأقدم في العالم التي وضحت حتى الآن العلاقة بين الكنداكة ونظيرها الذكر.
صلاح العاقب الجمعة٢/نوفمبر/٢٠١٨م
العنوان
الكاتب
Date
فوضى الكرونولوجيا الملكية في مروي. وعلاقة الحب المزعومة لأماني توري ونتكماني
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة