الازمة السودانية الراهنة جعلت بلادنا في مصاف الدول التي أصبحت مضرب المثل في الفقر والعوز والأوبئة وبلادنا الضاربة في التيه وتعاني من ردة كبرى ، فإننا لم نكن نتخيل ان هذه البلاد العامرة بخيرات باطن الأرض وظاهرها يمكن ان تنحدر لهذا الدرك السحيق من الفوضى في الأسواق والأسعار وحالات السعار، والصور المجتمعية الشائهة، وثمة أصابع تعمل في الظلام لتشغلنا عن القضايا الأساسية التي تواجه شعبنا وهو في هذا المخاض الاليم، وأكمل الوصف إمام مسجد ودنوباوي وهو يقول ان البلاد وصلت مراحل صعبة في شظف العيش، وأن بعض المواطنين يقتاتون من الزبالة وبعض المرضى يقاومون المرض في منازلهم لاستحالة مقابلة الطبيب وبعد ذلك لثمن الدواء الذي بلغ أرقاما فلكية ليست في متناول أيادي المواطنين، وواصل بأن كثيرا من الطلاب في مرحلة الأساس والثانوي تركوا مقاعد الدراسة ليكونوا عوناً لأسرهم في كسب العيش، فهذا الواقع السوداوي و المأساوي قد جعل بلادنا تبقى في مؤخرة القافلة البشرية. *وكل صباح جديد نصحوا على كارثة جديدة تحمل في ثناياها خطوات من التضليل والضلال الذي لا يسوق الى الخلاص بل يقود الى المتاهة، فلم نكد نخرج من مشكلة حتى نجد أنفسنا أسري مشكلة أعتى مراساً، والحكومة التي عجزت عن أن تقدم حلولاً للازمات المتراكمة منذ ثلاثة عقود من الزمان، وبالمقابل من الضفة الاخرى نجد الاصابع التي تعمل في الظلام وتشيع العديد من القضايا التي تعمل على أن ننصرف عن القضية الأساسية التي تحتاج أن تتضافر الجهود لمواجهتها أو مواجهة النظام وتلك هي القضية الكبرى، فعلى سبيل المثال تبث فضائية سودانية 24 برنامج شباب توك وتطرح الابنة الرائعة وئام شوقي اسئلتها الذكية، وتواصل الابنة عزة أسئلة أكثر جرأة ولكن جهات ما ركزت الهجوم المنظم على وئام وتركوا أسئلة عزة وسرعان ما إنكشف المستور عندما عملت ذات الجهات المتآمرة على فتح ملف الأستاذ شوقي محمد علي، طالب معهد المعلمين العالي والمتهم في قضية حل الحزب الشيوعي ينسبوا إليه وئام وهي ليست ابنته فهي وئام شوقي حسين فمن ذا الذي يريد أن يصفي حسابات مع الحزب الشيوعي؟! ومن هو صاحب المصلحة في إشاعة الهوس الديني وتقديم المادة التي تساعده على الارهاب؟ كثير من الصور التي تسود المشهد السياسي تؤكد أن الذي تنطوي عليه الساحة السياسية ينذر بشر مستطير في ظل هذا السلوك السياسي الأليم.. رحمتك يارب.. وسلام ياااااااااوطن.. سلام يا الاستاذ محمود محمد طه المعلم الشهيد الذي جسّد في حياته مطابقة القول بالعمل ، وأظلنا الوقت الذي فارقنا فيه القول والعمل والفكر والسودان، فلتدم انت ايها الوطن.. داون داون يو اس ايه، لن تحكمنا السي آي أيه.. وسلام يا.. الجريدة الاثنين 1 أكتوبر 2018
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة