هل كنت تعي ماتقول، يا سيادة الرئيس، حين قلت في خطابك أمام مجلس شورى حزبك: “خرجنا من أخطر الظروف الاقتصادية الحالية، ورفضنا الضغوط الخارجية من أجل تركيع بلادنا، ورفضنا بيع استقلالنا وكرامتنا بأي ثمن”.
لقد أضحكت السودانيين.. و شمتهم فيك.. فبالله عليك، لا تكذب يا سيادة الرئيس، فكل من في السودان يعلم أننا نغوص بسرعة في عمق أعماق أخطر أزمة اقتصادية ربما انتهت بنا إلى مجاعة مهلكة.. و ربما تلتها ثورة جياع منهوكي القوى لكنهم يستطيعون، مجتمعين، إسقاط سقف القصر الجمهوري القديم و الجديد على رؤوس كل اللصوص المرفهين فيه..
لا تكذب يا سيادة الرئيس!
حين نشرت كلمة على صفحتي في الفيسبوك بعنوان ( البشير يواصل الكذب على نفسو و علينا..!)، علق أحد القراء قائلا: " نعم هو خرج من الزنقة كان فاكر انو الشعب يثور عليه ويقلعوا من الحكم لكن الشعب ماثار عليه واتفكت زنقته.. و خرجنا قاصد بيها جماعته ونفسو " .. إن كذبك لم يتوقف عند حديثك عن تجاوز أخطر ظروف اقتصادية، إذ يتعداه إلى ادعائك أنكم رفضتم الضغوط الخارجية من أجل تركيع بلادكم.. و أنكم رفضتم بيع استقلالكم وكرامتكم بأي ثمن!
لا تكذب يا سيادة الرئيس!
أنتم لا تزالون تركعون أمام ترامب و شيوخ و أمراء الخليج الذين داسوا كرامتكم مرارا حتى لم تتبق لكم علاقة بالكرامة.. أما استقلال البلاد فقد مات مع رحلاتكم المكوكية إلى العديد من الدول لرهن الاستقلال بالروبل و باقي العملات!
لا تكذب يا سيادة الرئيس!
لقد بعتم استقلالنا و بعتم كرامتكم.. و بعتم أخصب أراضينا و لا تزالون تبيعون!
ماذا تركتم للسودان بعد بيع الاستقلالية و الأرض.. أما كرامتكم فلا شأن لنا ببيعكم لها.. و انبطاحكم أمام أصغر شيخ من شيوخ البترول..
لا تكذب يا سيادة الرئيس! و لا تتحدث عن الخروج من الأزمة الاقتصادية لأناس يعيشون أسوأ أيامها.. و هم يطاردون رغيف الخبز من فرن إلى آخر، دون الحصول عليه..؟
لا تكذب يا سيادة الرئيس!
و لا تخبرنا عن الخروج من الأزمة الاقتصادية..و نحن نعاني من ارتفاع أسعار سلع استهلاكية لا تفتأ ترتفع بجنون بين يوم و آخر.. بل و بين غمضة عين و انتباهتها.. و نحن صابرون، و لا أدري لماذا نحن صابرون!
لا تكذب يا سيادة الرئيس!
أرحنا من كذبك المتواصل علينا.. و لا تضاعف مآسينا بالمزيد من الكذب و المزيد من احتقار عقولنا!
العنوان
الكاتب
Date
لا تكذب يا سيادة الرئيس! لا تكذب! بقلم عثمان محمد حسن
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة