صدر اليوم حكم الاستئناف القاضي بالغاء حكم الاعدام عن المتهمة نورا في القضية المشهورة ، وهذا الاستئناف كما هو معلوم للكافة أحد طرق الطعن في الحكم الصادر بالاعدام ، وهناك ايضا امكانية الطعن في الحكم الصادر من محكمة الاستئناف. إن هذه القضية سيدي الرئيس أثارت جدلا كبيرا وخاصة من قبيلة النسويات ليس من باب العدالة وإنما من باب التحيز الأعمى ؛ رغم ان هذه المجموعات التي استغلها الاعلام العالمي لم تعرف حتى ابعاد القضية ولا وقائع الدعوى ولا ملابساتها ولم تتطلع على محاضر التحقيق ولا على ادلة الاتهام ولا على ادلة الدفاع. ورغم كل هذا الجهل بملف هذه الدعوى آلا أن هذه الحملة لتقويض العدالة عبر رفع الصوت العالي والاستقواء بالعالم الخارجي استمرت بشكل ينذر بانتكاسة للعدالة اذا خضع القضاء للضغوط الدولية. ولذلك نلتمس من رئيس القضاء ان ينشر على نطاق واسع الحكم الصادر من اول درجة ، كاملا بحيث تطرح الوقائع على الكافة بالادلة والبراهين. النافية والمثبتة للإدانة. فبقاء الحكم في ادراج المحكمة او لدى هيئة الاتهام والدفاع لا يخدم قضية العدالة والمساواة أمام القانون.. بل والثقة التي يجب ان تتمتع بها احكام القضاء في نفوس الجماهير. كذلك التمس ان لا تهدر العدالة باهدار المبادئ التي تم بناءا عليها تطبيق احكام مماثلة من قبل على العديد من المدانين الذين لم تتوفر لهم اي ظروف تغير من وصف الجريمة من قتل عمد الى قتل شبه عمد او تنفي احد اركان الجريمة كما تطلبها القانون. أخيرا ؛ فإن القضاء يجب ان يصدر عنه بيان واضح وصريح ومفصل يوجه الى المجتمع الدولي والى المنظمات المعنية لتفنيد حجج الطاعنين. وشرح الجوانب القانونية الجوهرية في الدعوى. ونشرها على اوسع نطاق لقفل هذا الباب. ربما يكون ذلك بعد اشهر قليلة بعد استنفاد جميع طرق الطعن في الحكم. وبشكل تفصيلي. إن فتح باب تأثر العدالة بمؤثرات خارجية يعني ان العدالة ستصبح عرجاء ، وذات سيولة تفقدها الصرامة التي توفر للجميع معرفة كافية بالراجح مما سيصدر من احكام ضدهم او معهم. أما حين تتأثر العدالة بمؤثرات خارجية ؛ فلن نأمن ابدا من عدم المساواة بين الجميع أمام القضاء. وهذا يعني نهاية العدالة بما لا نرجوه لها.
العنوان
الكاتب
Date
رسالة الى رئيس القضاء الموقر حول قضية نورا بقلم د.أمل الكردفاني
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة