*واضح بشكل كبير أن الحكومة الأمريكية عبر كل علاقاتها التاريخية بالسودان لم تجد أفضل من هذا النظام الذي يقوم بخدمة الإستراتيجية المزدوجة المتمثلة فى المصالح القومية الأمريكية ومصالح رأس المال الصهيوني العالمي ، وهذا النظام لايحل ولايربط إلا عندما يعمل بإتجاه مايخدم ويرضي الإستراتيجية الأمريكية ، ويتفادى جهد طاقته مالايرضي الولايات المتحدة الأمريكية .والتى عملت على عرض أموال طائلة عبر بعض الحلفاء العرب ، فخرجت علينا حركة الاسلام السياسي من قمقم الدعوة السلفية لتصبح قوى سياسية ومالية فترعرعت فى كنف الإتحاد الإشتراكي لتنجز المؤسسات المالية الربوية المرتبطة براس المال الصهيوني والخليجي وبرزت جماعة الإسلام السياسي التى أصبحت القوة الثالثة عشية إنتفاضة أبريل.
* وبالأمس القريب دخلت الولايات المتحدة على الخط لحماية النظام المأزوم ومحاولة مد أجله بضخ دماء جديدة تمثلت فى المعارضة التى أفصحت عن ماتقوم به من تماهي مع الدور الاميركي وهذا ما أذاعته حركة حق فى بيانها الذى كشف عن الإجتماعين اللذين عقدا فى المجمع الأمني الأمريكي فى سوبا ، ولازال أبناء السي إيه ومناصريها يهرولون لواشنطون وإنكشف المخبأ عندما ثبت لنا أن أميركا ليست مسيطرة على الحكومة فحسب بل قد ظهرت سيطرتها على المعارضة كذلك .إذ شهدت الأيام الماضية موسم الحج الى مقر الأجهزة الامنية الامريكية بسوبا ، والمعلوم للقاصي والداني أن أميركا ليس لديها تمثيل دبلوماسي على مستوى السفراء فى السودان ، بل إنها تصر على وضع السودان من ضمن الدول الراعية للإرهاب ، فأطلقت يد الاجهزة الأمنية الأمريكية لإدارة الشأن السوداني ، فإن كانت المعارضة لاتعلم بذلك فهذه كارثة ، وإن كانت تعلم ويممت وجهها شطر السفارة الأمريكية بسوبا فهذه فى أدنى الأحوال تسمى خيانة وطنية.
*وإن كانت بعض أجسام المعارضة تملأ الأرض ضجيجاً حول مقاطعة الإنتخابات ، ولما تمت دعوتها للحديث عن الإنتخابات لم تعلن رأيها بشكل قاطع ، مثال لذلك موقف قوى الإجماع الوطني : فهل هذا يمكن ان نعتبره نوع من الإحترام لرغبة الولايات المتحدة الأمريكية؟!وفى نفس الوقت خرج المجتمعين جميعاً من إجتماعاتهم في السفارة الأمريكية دون أن يصدروا بيانات للشارع السوداني لتنويره بماجرى داخل هذه الإجتماعات ، فيما عدا حركة القوى الجديدة (حق) التى أصدرت بياناً تشكر عليه ونزلت به للشعب السوداني وكشفت فيه المستور وأقرت فيه بأنها ذهبت مع آخرين للسفارة الأمريكية وناقشت أمراً داخلياً يخص السودان ، وبرغم أن الرئيس ترامب يعاني من معركة لازالت مستمرة تتهمه بأنه تعامل مع الروس ويواجه الآن أكبر أزمة ،فهل أميركا وطن ، وبلادنا مجرد حقل تجارب للأجهزة الأمنية الأمريكية وذلك برضاء الحكومة والمعارضة؟! للأسف الشديد !!وسلام ياااااااوطن..
سلام يا
( قال وكيل وزارة البيئة الإتحادية عمر مصطفى، إن البلاد اصبحت مقراً للتخلص من النفايات الإلكترونية للدول الصناعية، وأضاف: (أرخص موبايل في العالم موجود بالسودان)، فيما أرجع ذلك لغياب دور المواصفات والجمارك، فضلاً عن تزايد عمليات التهريب .) وأين توجد مقرات النفايات السياسية ياد.عمر مصطفى وسلملي على البيئة .. وسلام يا
الجريدة الخميس 9/5/2018
العنوان
الكاتب
Date
هل أميركا وطن وبلادنا حقل تجارب ؟! بقلم حيدر احمد خيرالله
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة