المليشيات الإلكترونية لحزب المؤتمر الوطني ، حاولت في أيامٍ سابقة طغت فيها روح الثورة وشرارة الحماس في نفوس المتضررين من عامة بسطاء هذه البلاد بسبب (تواتر) ضياع حقوقهم عند الصفوة الحاكمة وكذلك إرتفاع حدة عدم الإلتفات لما يصيبهم في معاشهم وضرورياتهم الحياتية المُلحة جراء القرارات والتوجهات التي لم تراوح أبداً مبدأ إستهداف المصالح التنظيمية والشخصية ، ظلت على الدوام تُروِّج لدعاية مفادها أن معظم أو كل ما ينادون بالثورة على الأحوال الإقتصادية والإنسانية والسياسية المتدهورة هم من السودانيين المقيمين خارج البلاد ، ولطالما إستفاضوا في أن يشرحوا للناس كيف أن أولئك المغتربين يتقلَّبون في منافيهم المُترفة وبين أيديهم أسباب الراحة والحياة الهانئة ، بينما يطلبون من أبناء الداخل من الغُبُش أن يخرجوا للشوارع متظاهرين ، معرَّضين بذلك حياتهم للخطر وأنفسهم للتهلكة ، وطبعاً موضوع الخطر والتهلكة هذا هو نوع من التهديد والوعيد المُغلَّف ، ليصيبوا بذلك هدفين بحجر واحد ، الأول هو إزكاء روح الكُره والشك في نفوس الناس تجاه نوايا إخوانهم من المتواجدين خارج البلاد وبالتالي تفكيك وتشتيت جهودهم المُتعلِّقة بالتعبئة الجماهيرية التي إنتظمت وسائل النشر الإلكتروني آنذاك ، أما الهدف الثاني فهو إرسال رسالة تخويف من القتل والموت والتنكيل للذين تساورهم أنفسهم بالتجاوب مع نداء الوطن والواجب في ملاحم التظاهر الشرعي والسلمي والدستوري من أجل إعلان رفض ميزانية العام 2018 والتي لم يتجادل إثنان في أنها شهادة عذاب وفقر وفاقة ومرض ووفاة يحملها كل من تم تصنيفه خارج دائرة المنتسبين للسلطة وأوليائها أوالمنتفعين الدائرين حول نعيمها المُسلوب من عامة البسطاء وأصحاب الحق الأصيل في الحصول على حياة معقولة أقل ما يمكن أن توصف به أن تكون كريمة وفيها من المواصفات ما يُمكِّن المنتسب إليها من حياة هادئة لا فاقة ولافقر ولا عجز عن تلبية الضروريات فيها ، ولما كان بعض المتابعين لتلك المساجلات التي جرت من الشباب واليُفع الذين ربما تم تغييب معظم تاريخ هذه البلاد عنهم عنوةً حتى يكونوا في وضع الإستعداد الدائم لأن يُخدعوا ويُضللّوا آثرت اليوم أن أهمس لشبابنا بالحقيقة المحضة ، والتي مفادها أن إخوتنا المغتربين المتواجدين خارج البلاد هم بلا شك أكثر الفئات تضَّرراً من ما يحدث الآن من إنهيار عام في منظومة الدولة السودانية بسبب وقوعها في شرك الحكم الشمولي ، فهم أولئك الذين سُدت أمامهم الأبواب من طالبي العمل من الخريجين والمهنيين والمختصين وأصحاب الخبرات والكفاءات ، الذين لم يستطع النظام (التمكيني) من إستيعابهم في منظومة التنمية القومية لأنهم أصحااب وجهة نظر (مُختلفة) ويُشكلِّون تهديداً سياسياً لنظام الحكم ومنهم من تم تشريده عنوةً بقانون الصالح العام وخطيئة التمكين السياسي ، ومنهم من عارضوا النظام فتم إعتقالهم ومطاردتهم والتنكيل بهم حتى هربوا لاجئين خارج البلاد حفاظاً على أرواحهم وحياة من يعولون ، لا تصدقوا ما يُقال فيهم فهم أكثر منا إحساساً بالوطنية والإنتماء العاطفي للوطن ، فالغربة والإبتعاد عن البيئة الأصلية يولَّدان الحب وعاطفة الحنين والإنتماء والولاء للمكان والزمان الذي حوى زكرياتهم ومراتع صباهم ومثوى من يُحبون ، هم مثلنا يتوقون إلى العودة لهذا الوطن وهو متمتِّع بدثار الحرية والمساوة والعدالة ، لا تستجيبوا إلى الدعوات التي تنادي بإنفصامكم عنهم ، فهم في ذلك لهم مآرب أخرى .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة