يبدو أن هنالك خطأ.. تلك العبارة جاءت على لسان محاسبة بوزارة الخارجية الأمريكية.. لاحظت المحاسبة أن بعض مخصصات مساعدي الوزيرة تزيد على ما ستقبضه هيلاري كلنتون.. لكن رئيسها في العمل كان يدرك السبب.. قبل أن تصل السيدة كلنتون للمنصب قدمت تشريعاً لمجلس الشيوخ يقضي بزيادة مخصصات منسوبي وزارة الخارجية.. لهذا ووفقاً للقانون إن الوزيرة لن تستفيد مادياً من مزايا أي تشريع ساندته عندما كانت في غرفة المشرعين بالكونغرس.. روح القانون تستهدف التقليل من تضارب المصالح. قبل أيام كان هنالك نائب يقاطع رئيس الوزراء في البرلمان.. النائب المحترم لم يكن يشير إلى نقطة نظام.. أو يطالب باستجواب وزير، كان النائب يسأل عن زيادة الماهية.. الفريق بكري لم يعترض على الطلب "الهايف" إلا أنه ذكّر الرجل أن القلم في يد البرلمان الذي سيجير الميزانية.. لكن رئيس الوزراء حذّر الرجل من هجمة الإعلام.. لكن يبدو أن البرلمان لا يقيم وزناً للرأي العام.. حيث ذكر الأمين العام لصندوق الإسكان أنهم بصدد بناء (٥٠٠) شقة للنواب الكرام.. وأن الأسعار تبتديء من ٤٠٠ مليون وتقف عند حاجز المليار بالقديم.. وأن بمقدور النواب أن يختاروا مكان منزل الأحلام بين الخرطوم والأمصار. حقيقة لم تكن الـ( خمسمائة بيت) هى المكرمة الحكومية الأولى للسادة النواب.. قبل ذلك نال عدد مقدر من النواب سيارات بالأقساط المريحة.. وهنالك عدد من النواب في المجالس التشريعية يقبضون دعماً شهرياً راتباً يسمى دعم الوالي.. بل إن بعض الوزراء اشتكى من تسول بعض النواب وتقديمهم لمطالب شخصية تحت القبة.. بل إن هنالك نواب استفادوا سابقاً من الحصانة البرلمانية وحرروا شيكات طائرة وعابرة للأسواق.. لهذا يأتي السؤال ماذا نتوقع من برلمان يضع الأجندة الشخصية في أعلى قائمة الاهتمامات؟ لهذا كان البرلمان يصفق كلما هوت الحكومة بسوط على رأس الشعب.. لم نرَ استجواباً لرئيس الوزراء أو استدعاء عاجل لوزير نافذ.. كل التجاوزات تمر تحت سمع وبصر النواب.. أحد نواب مجلس الولايات هدد بالتوقف عن العمل لأن المجلس الوطني مستأثر بالسفريات الخارجية.. جيشنا يقاتل ببسالة في اليمن دون أن تمر المسألة على أهميتها عبر البرلمان.. عام كامل مر على الحوار الوطني وكل الملفات لم تتحرك إلى الأمام. في تقديري.. فقدت المجالس النيابية كثير من الهيبة.. بل في بعض الأحيان بدأ الناس يشعرون أنها باتت تشكل عبئاً على كاهلهم المثقل بالهموم وظلم الحكومات.. لهذا حينما أشهر والي الجزيرة طاهر ايلا البطاقة الحمراء في وجه النواب المنتخبين وجد المؤازرة من عامة الناس.. لم يحتج الأهل في البحر الأحمر على إقالة رئيس مجلسهم النيابي من إحدى غرف المؤتمر الوطني. بصراحة.. مطلوب من النواب في المركز والولايات أن ينتبهوا.. صورتهم في أذهان الناس باتت باهتة جداً.. من أين يسدد نائب أقساط عربة جديدة وبيت فاره وقد مضى نصف الزمن ولم يتبقَ من نهاية أجل البرلمان إلا عامين.. أخشى أن يقدم هؤلاء تشريعاً في نهاية المولد يسقط مديونية الشعب عليهم تحت بند مكافأة الخدمة الطويلة الممتازة في إرضاء الحكومة.. شيخ إبراهيم أحمد عمر.. أرجوك احفظ تاريخك.
assayha
العنوان
الكاتب
Date
هؤلاء في يدهم القلم.. اللهم صبرنا..!! بقلم عبدالباقي الظافر
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة