sudandailypress.net في اضافة جديدة لاوضاع السودان السياسية المتأزمة والغموض الذي يحيط بمستقبل البلاد صدر للكاتب الصحفي فتحي الضو كتاب جديد بعنوان "بيت العنكبوت" اسرار الجهاز السري للحركة الاسلاموية السودانية وقد تناولت بعض مواقع الحوار الاعلامية السودانية وكلها تعمل من خارج البلاد مقدمة وملخص لمحتويات هذا الكتاب. فتحي الضو معروف انه عمل لفترة في صحافة السودان المحلية ثم هاجر الي دولة الكويت اثناء فترة حكم الرئيس السابق جعفر نميري وعمل ضمن مجموعة اعلامية متميزة علي الصعيد المهني ومناهضة الوضع القائم في السودان انذاك. وفي فترة لاحقة جمعت لحظة قدرية بين الكاتب فتحي الضو ومجموعة من الاعلاميين السودانيين الذين هاجروا من البلاد بعد انقلاب الجبهة القومية الاسلامية السودانية مطلع التسعينات في العاصمة المصرية وكان فتحي قادما حينها مع جمع من الاعلاميين والمهنيين السودانيين من دولة الكويت بعد الغزو العراقي. انضم الكاتب وبعض رفاقه الذين قدموا معه من الكويت منذ اللحظات الاولي لتواجدهم في العاصمة المصرية الي المجهودات الشاقة والعسيرة لتشكيل نواة لمعارضة اعلامية وسياسية لحكومة الجبهة القومية الاسلامية في الخرطوم انذاك. ثم هاجر بعد ذلك وبعد اكتمال البنيان السياسي والاعلامي وبعض العسكري للمعارضة السودانية الي دولة ارتريا التي عمل فيها مراسلا لصحيفة كويتية الي جانب انشطة اعلامية اخري وتصادف ذلك مع تحول العاصمة الاريترية اسمرا الي مقر لانشطة سودانية معارضة متعددة في فترة تميزت بحضور كبير من الساسة والاعلاميين وقدامي العسكريين وشخصيات عامة اخري مما اتاح له فرصة واسعة للتعرف عن قرب عن الكثير من الذي يدور في كواليس المعارضة التي تمت تصفية انشطتها بعد ذلك تدريجيا بموجب صفقة غامضة ومشبوهة وماتعرف باسم اتفاقية نيفاتشا التي انتهت بتقسيم البلاد واستفراد الاسلاميين بحكم الجزء الشمالي من البلاد والمجموعة الانفصالية بجنوب البلاد. هاجر الكاتب الصحفي فتحي الضو اخيرا وفي اطار البحث عن ملاذ امن له ولاسرته الي الولايات المتحدة الامريكية ولكنه ظل ينشط علي الاصعدة الاعلامية وتميز بحضور واضح من خلال التواصل مع الانشطة السودانية العامة في الكثير من بلاد المهجر محاضرا ومتحدثا عن اوضاع البلاد وعن اصدراته الاعلامية في هذا الصدد. الملامح الرئيسية لكتاب "بيت العنكبوت" الذي صدر لفتحي الضو عن دار جزيرة الورد المصرية توحي بان مادة الكتاب الذي لم يطلع الناس علي تفاصيله بعد تغوص فيما هو اعمق بكثير عن اوضاع السياسة الملموسة علي الارض وتتحدث عن وجود انتهاكات منهجية وماهو اقرب" للجريمة السياسية المنظمة" ارتكبت في السودان في فترات معينة وسنري اذا ما كان الكتاب سيقدم ادلة مقنعة تدعم ماذهب اليه في هذا الصدد بطريقة يكون لها تاثير علي مستقبل السودان والبلاد القانوني في لحظة معينة . الفراغ السياسي وغياب القانون يعتبر القاسم المشترك في معظم حالات انهيار الدولة المعاصر وتوجد نماذج حية في الدول التي تحولت الي مقابر جماعية ومسرح للحروب الدينية والطائفية في المنطقة العربية في مرحلة الربيع الزائف وفي السودان الوضع يختلف نسبيا بسبب الوجود الجديد "للقبلية السياسية" واحتمالات اخذ القانون في اليد في ساعة معينة واللجوء الي الانتقام وتصفية الحسابات وهو امر لانتمني حدوثه بل يجب ان يعمل الناس بكل جدية وعلي كل الاصعدة علي منعه وعدم حدوثه عبر تعبئة المجتمع والمنظمات السياسية والقوي الاعلامية والنقابية عبر مواثيق مكتوبة لضمان سيادة القانون بدلا عن الفوضي وسوء المنقلب والمصير.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة