مع مرور السنوات تعود الشعب السوداني أن يواكب أغرب ألوان التخدير التي يجيدها هؤلاء الناس في السودان .. ومنذ أزمان ( الإنقاذ ) البائد كانت تجري تلك اللقاءات التلفزيونية المشبعة بالإغراءات الكاذبة من قبل المسئولين وصناع القرار والوزراء والمحللين إفكاُ وأكاذيب للأحوال .. بجانب المطبلين من الموالين للنظام .. وكان المشاهد السوداني في البدايات يقتنع بتلك الوعود حين يستمع لتلك الترهات الفارغة من هؤلاء المتسلقين والمبشرين زيفاُ .. كما كان يظن أن هؤلاء المتحدثين في تلك اللقاءات يقولون الصدق من منطلق الحقائق والمعارف الأكيدة .. ولكن مع مرور السنوات اتضح للمواطن السوداني أن هؤلاء المتحدثين من المسئولين وغير المسئولين في أجهزة الإعلام مجرد هياكل من البشر تماثل الطبول الجوفاء .. يجتهدون في بذل الأقوال فقط حتى يفرح المشاهد وينتشي !!.. حيث يشطحون في الكلام لمجرد الثرثرة الفارغة وتلميع صورة الأحوال .. والمواطن السوداني لا يحصد إلا تلك التباشير تلو التباشير في أجهزة الإعلام .. في الوقت الذي فيه أن حقيقة الأحوال في أرض الواقع لا تطابق تلك الأقوال !.. وتلك الظاهرة المقيتة الكريهة قد تفشت في السنوات الأخيرة بطريقة معهودة ومملة في أبناء وأجهزة الإعلام السودانية .. وهي ظاهرة من أقبح الظواهر التي تشين صورة المسئولين في السودان .. كان المواطن السوداني في سنوات ( الإنقاذ ) الأخيرة يجلس حول تلك الأجهزة الإعلامية جائعاُ وحائراُ ويستمع لهؤلاء الطبالين في أجهزة الإعلام ثم يقوم منزعجاُ ولسان حاله يقول : ( بالله عليكم أتركونا من تلك الوعود والتباشير الكاذبة !!! ) .
وفي هذه الأيام تجري تلك اللقاءات التلفزيونية في أجهزة الإعلام السودانية مع البعض من هؤلاء شباب الثورة بنفس الملامح والشبه .. والمشاهد السوداني الذي كان يتوقع المصداقية في مقولة هؤلاء حيث الإقرار بواقع الأحوال يصطدم بهول المفاجأة !!.. حيث هؤلاء الشباب يجارون العادة المعهودة في تلميع صورة الأحوال في البلاد زيفاُ .. ويبشرون بأن الأحوال قد تبدلت إلى الأحسن والأفضل .. وتلك التباشير تنافي الحقيقة في أرض الواقع جملة وتفصيلاُ .. فالصفوف هي الصفوف .. والغلاء هو الغلاء .. والأزمات هي الأزمات .. ومشكلة المواصلات هي نفس مشكلة المواصلات .. والتلاعب في الأسعار والأحجام والأوزان هو نفس التلاعب .. ولا جديد تحت السماء !!.. وهؤلاء مع الأسف الشديد يجتهدون بنفس المنوال ليلمعوا صورة الأحوال بعد الانتفاضة .. ويريدون أن يبشروا الشعب السوداني بأن الظروف قد تبدلت .. ولكن ذلك الشعب لا يحس إطلاقاُ بأن الظروف قد تبدلت !!.. فالعبرة ليست بالألسن والتباشير قولاُ .. ولكن العبرة بالأفعال التي تقترن بتلك الأقوال .. مع الأسف الشديد فإن صاحب المخبز يضحك على هؤلاء المبشرين بتحسن الأحوال قبل أن يضحك المواطن السوداني !!.. والأمنية الكبرى للشعب السوداني أن تصدق تباشير هؤلاء .. فذلك هو الهدف الأكبر لثورة الشعب .. والشعب لا يسعى من أجل المناكفات والسجال .. ولكنه يسعى فقط لتحقيق نوعاُ من العيشة السهلة الكريمة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة