من محن و احن هذا الزمان و هذا العصر الاغبر’ و المزدان بكل ما هو قبيح و مستهجن’ هو ما نراه من غياب للمهنية و الموضوعية في العديد من المناصب الحساسة و الاتيان باهل المصلحة و الولاء ’ بعيدا عن كفاية الاداء و التخصص و الخبرة ’ و التي اصبحت اثرا بعد عين ’ في زمن اخوان الصفاء و خلان الوفاء هذا! و لم تنجو وزارات سيادية هامة’ كالخارجية كمثال ’ من هذه الهجمة من ناس (ده زولنا) و ( دي بتنا ) و جماعة توصيات ( اخوكم ده شوفوا ليهو فرق معاكم’ انشاء قنصل) و يكون رد اهل الخارجية حاضرا و بسرعة( حاضر سعادتك) و ( جدا مولانا) و ( قنصل بس ّ! سفير طوالي و في اوربا كمان يا ستنا) و غيرها من اساليب و ردود الهوان المهني : من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت ايلام كما اصبحت الخارجية موئلا للمتمردين السابقين و الذين رفعوا السلاح في وجه الحكومة’ لا من اجل شعبهم و اقاليمهم كما يدعون’ و لكن طمعا لمنصب يشغلوه او امراة ينكحونها او تجارة يصيبونها ’ او سفارة يحلون بها هم و ابناءهم’ و تتساقط على اعتاب السفارات اوراق النضال والكفاح الكاذب و المتاجرة بدماء زكية و طاهرة قدمت روحها فداء لما امنت به’ قبل ان يبيعه هؤلاء بثمن بخس’ و دراهم معدودات! و ليس هذا فحسب , بل اصبحت الخارجية منديلا لكفكفة دموع من احيل للتقاعد’ و جبرا لخواطر المستقيلين’ و تهدئة لنفوس الايامى من الرجال و النساء من اهل التمكين’ و طبطبة على جروح من تخطته الوزارة او الولاية’ و هدية للخدمة الطويلة الممتازة’ و كذلك مخارجة من مثيري المشاكل و الجدل التظيمي ’ عملا بمقولة و نصيحة النابغة: فانك كالليل الذي هو مدركي و ان خلت ان المنتاى عنك واسع اقارع عوف لا احاول غيرها وجوه قرود تبتغي من تجادع حيث تقوم الحكومة ب (جدع) ذلك المشاكس بعيدا في محطات الواق واق و تبقيه هناك سنينا عددا’ او الي حين يبعثون او تحسن الحالة المزاجية لاهل الحكم و حاشية السلطان’ اي الاجلين اقرب’ و في الغالب الاعم ىفان من يسلك هذا الدرب لن يعود ابدا’ حتى تفتح ياجوج و ماجوج’ و سيعلم الناس عندها انهم لم يكونوا يعيشون هنا ’ الا معهم و هم لا يعلمون! كما اصبحت الخارجية و سفاراتها’ ماوئ و مستقر لصديقات اهل الحكم و اصدقاء ذوي الصولجان’ و اصبحت تمنح لشيخ بندر التجار في المدن’ و الخازندار في القرى و الارياف’ و اختلط الحابل بالنابل ’ خصما على المهنية ’ و اصبحت الخارجية اشبه ما تكون بوزارة الرعاية الاجتماعية و السعادة و جبر الخواطر و الضمان الاجتماعي ’ و اصبحت صندوقا ضخما للمعاشات و فوائد ما بعد الخدمة’ و ناديا للذكريات و دار ا للوثائق’ و كما اصبحت سجنا فخيما و مكندشا للمغضوب عليهم و المارقين و المفارقين ل(الجماعة) ’ و حقا فقد اصبحت الخارجية ب(شجرتها) الظليلة( وعاء جامعا) للمصابين و المصائب كذلك,.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة