انا لست بإقتصادي، بل مواطن عادي، يُمارس الإقتصاد في حياته اليومية، كفرد في منظومة كبييرة إسمها النظام العالمي الجديد " العولمة"..
اول بوابات العولمة هي تحرير الإقتصاد Market Economy و وضعت اسس، وقواعد تبنتها مؤسسات، ومنظمات دولية، وإقليمية حول العالم، معروفة للجميع..
هناك وصفات، و روشتات، يتم صرفها، قبل الدخول في هذا السوق، والإلتحاق به..
المقولة المشهورة عندنا في العالم الثالث، وبالذات الدول التي تسيطر عليها الصراعات الايديولوجية، والدينية، بمختلف اشكالها، تتبنى خطاب معادي لسياسات السوق الحر، وتروج بانها ضد الفقراء، وصممت لتطحنهم، هي في الاصل افكار لأغراض بعيدة عن مصالح الفقراء " مجرد خم" للبسطاء وفرض النفوذ بمختلف اشكاله، ديني، او سياسي، او ثقافي..
العكس هو الصحيح، الحكومات في هذه الدول هي التي تطحن شعوبها، وتفرم طبقات المجتمع الدنيا، بآلة الفساد وسوء الإدارة، والتخلف..
فالغرب ابو البنك الدولي، و صندوق النقد الدولي، و العولمة، بشكلها العام، يعمل بكل يسر وسهولة، لدعم المحتاجين، و يوفر الخدمات الاساسية، و تشعر بأن كل آلة الدولة تعمل لأجل الفقراء والمحتاجين..
في امريكا تذكرة الباص العمومي تكلف الدولة ما يتجاوز الخمسة دولارات، وتبيعها للمواطن بواحد دولار وكسر من الدولار، والمعروف إستخدام الفقراء لهذه الوسائل بشكل اساسي، وحتي الاغنياء يمكنهم إستخدامها، وبذلك يوفر علي الدولة ما تنفقه في برامج إصحاح البيئة من تلوث، ويوفر في الوقت والجهد، الذي يمكنه ان ينتج فيه ليدفع ضريبة افضل للدولة..
فالفقير الذي لا يجد قوت يومه لأي سبب يجد ما يسد حاجته من اكل، وشرب، وفق ضوابط معروفة، بل ويُدعم في السكن ايضاً..
العاطل عن العمل يتم دعمه حتي توفر له فرصة عمل تناسبه وتسد إحتياجاته..
والجميع يتمتع برعاية صحية طالما لا يستطيع شراءها..
كل الخدمات الاساسية يتم دعمها بشكل منظم، و علمي حتي لا تخرج عن إطارها المحدد، والشريحة المستهدفة، ولم نسمع بأن البنك الدولي او صندوق النقد يقف ضد هذا..
كل ذلك يتم وفق لمنظومة معلومات، وسيطرة الدولة بشكل كامل علي تفاصيل شعبها، من الالف للياء، لذلك يسهل عليها ان تعرف من هو احق بالدعم، ومن هو عليه ان يدفع ضريبة اعلى، حتي تتحقق العدالة الإجتماعية..
كل مؤسسات الإقتصاد الحر لا تجبر الدول علي وضع قوانين، او برامج تحرم الفقراء، او تضع سياسات تضر بهم، وبدعمهم..
فالذي يجب ان نعرفه، المؤسسات الدولية، تقوم بدعم البنيات التحتية للإقتصاد، حتي في الدول المتقدمة، لتكون منتجة، لا لتشتري خبز، و وقود لتستهلكه وتنتظر الفرج من باب كريم..
الدول هي منوط بها حماية شعوبها من الفقر، والبطالة، والفاقة، و المرض..
فالإدارة المتخلفة تجعل من الدعم نفسه غول يلتهم طبقات المجتمع المطحومة، لصالح الإنتهازيين والحرامية، الذين يتخذون السلطة والنفوذ لتحقيق رغباتهم المريضة..
عندما تدعم الوقود فأنت لا تحدد من يقف علي طابور محطات الوقود فالكل " يلغف" غني، فقير، اجنبي، سفير،مدير، المهم تكية وشيخها ميت، وقس علي ذلك دقيق الخبز..
فيا للعجب السودان الدولة الفقيرة، تجود وتدعم كل من يقيم علي اراضيها، من اغنياء، وسفراء، واجانب، وشركات، و.. و... بل ويفيض الدعم ليتم تهريبه الي الدول المجاورة..
الذي لا مفر منه واول الطريق، هو بناء شبكة معلومات، تمكن الدولة من تحديد فئات المجتمع، ثم تدعم من يحتاج الدعم بشكل مباشر، دون ان ترمي له رغيفة خبز في محيط متلاطم الامواج ويعج بالحيتان..
قبل رفع الدعم لابد من دفع فاتورة الفقراء، من اكل وشرب، وسكن، ورعاية صحية، ولا يكون ذلك إلا بتوفر المعلومة الدقيقة، والصحيحة، بقاعدة بيانات محترمة، تؤهلنا لأن نستفيد من اموال طائلة مُهدرة في غير مكانها الصحيح..
نعم لرفع الدعم كلياً عن السلع، و بالمقابل يجب تحديد الفئات المحتاجة، والمعايير لذلك اولاً، قبل الشروع في ايّ عمل..
و اخيراً نقول الدفع قبل الرفع يا حكومة الثورة، التي فجرها جيل الشباب، بفضل وسائل العولمة، والمعرفة..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
خليل محمد سليمان
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست