لا فرق بين الأنظمة الآيدولوجية ؛ فداعش والحزب الشيوعي والاحزاب الدينية كلها تقريبا لا تنجح سوى عبر العنف السلطوي. وفي مقابل قوتها التنظيمية تفشل تنظيريا فشلا كارثيا. وذلك لسبب بسيط. فالتنظير للآيدولوجيا لا يمكن أن يكون أخلاقيا ، إذ تتصادم المثالية الأخلاقية بالسلطوية والشمولية المنبثة في قلب الآيدولوجيا. ترفع شعارات أخلاقية بلا فحوى مقنع كالعدالة والحرية والله ؛ حينما يستخدم الله كمفردة شاملة للخير ولكنها في الواقع محددة بشكل ضيق جدا عبر الانسان الذي يتبناها ليمثل الله الخير الذي يراه هذا الانسان فقط. يسقطون تنظيريا وينجحون تنظيميا وهنا يتحول هؤلاء إلى عصابات فقط حيث الفراغ الأخلاقي يخلق جماعة مصالح فقط تتدثر بقشرة من المصطلحات الرنانة..أليس هذا الفراغ المضموني والترابط العضوي هو التشكيل العصابي بكل ما تعنيه هذه الكلمة؟ نعم..هو كذلك ولا شك. ولذلك تفشل الأنظمة الحاكمة دائما وتحفر قبرها بيدها. وفي الواقع تبدو معالجات السياسيين للمفارقات الشاسعة بين الواقع والاطروحة السياسية الشعبوية أمرا شديد الصعوبة ومع ذلك يتم استخدام إعلام الدولة لتزوير الأخطاء وتحويلها لعمليات صائبة أو لها مبرراتها المنطقية ولكن في النهاية لا يصح إلا الصحيح ويسقط القناع وتنهار المنظومة. إزاء هذا تفشل الأنظمة قبل أن تشغل محركاتها ؛ تقف في البداية بروح وثابة وبأعين لامعة ثم لا تلبث أن تتهاوى منجرفة مع الواقع الذي لا يتحمل قانونا واحدا يسري على كل المواقف والملابسات والظروف والأشخاص. فلكل شيء منطقه الخاص والمنطق قانون يستنبط العلل المشتركة المفضية الى التنبوء بالصيرورة والسيرورة أو الفناء.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة