الدوافع هي التي كانت تجمع الكل بنية الحرص ,, والمصلحة العامة العليا هي دائماُ كانت تمثل الحجة المقدسة .. وهي النقطة الهامة التي كانت تؤكد إخلاص الجميع بصدق نحو الوطن .. فهنالك لحظات كثيرة التقى فيها الجميع .. وقد تجرد فيها المخلصون من أبناء الوطن عن تلك المواقف والاتجاهات التي تفاصل البين .. وهي تلك الاتجاهات الجانبية التي كانت تمثل القضايا الذاتية والهامشية .. وهنالك تلك الخطوط الحمراء التي كانت ومازالت لا تقبل التجاوزات .. وتلك الخلافات في متن السفينة الواحدة قد تتحمل بالقدر الذي يؤكد سلامة الجميع .. ولكن إذا تجاوزت الخلافات تلك الخطوط الحمراء بالقدر الذي يصيب هيكل السفينة ويسبب الإغراق فإن الأمر يعني الهلاك للجميع .. ولا يحتمل المزيد من المناوشات .. وفي أوقات كثيرة كانت أصوات العقول هي الراجحة والسائدة في هذا البلد .. حيث كانت تلك الأصوات تلتقي عند المحك والمحن ناسية كل المسببات الهامشية التي تلدها أرحام الأهواء .. والعقلاء في هذا البلد كانوا يحرصون دائماُ أشد الحرص على سلامة الأراضي السودانية .. وكانوا يجتهدون بشدة بأن لا ينشطر ذلك الجزء الجيب من أرض الوطن .. ولكن عند منحنى من منحيات المسار تصدى هؤلاء الجماعة بجرأة غير مسبوقة في تاريخ السودان .. ثم اتخذوا تلك القرارات الانفرادية الغير مسئولة !.. وكما يصف الكثيرون فإن هؤلاء في لحظات طيش وبلادة وغباء نسوا وتناسوا تلك التضحيات الجسيمة من الأرواح والمقدرات التي قدمها الشعب السوداني منذ استقلال البلاد .. وكأنهم كانوا يملكون ذلك الحق في التنازل عن تلك التضحيات الكبيرة والجسيمة نيابة عن الشعب السوداني !.. وقد توالت قبلهم تلك الحكومات تلو الحكومات التي كانت ترحل أرصدة القضية للأجيال القادمة .. وتلك الحكومات كانت تفعل ذلك احتراماُ لتضحيات الشعب السوداني .. ولكن هؤلاء كانوا ومازالوا يظنون بأنهم يملكون الشعب السوداني ضمن إرث الإنقاذ .. ولذلك كانوا يتخذون القرارات المصيرية دون الرجوع للشعب السوداني ,, والشعب في عرف هؤلاء هو مجرد عدة ووسيلة لتحقيق الغايات عند اللزوم .. حيث الضرورة عند التضحيات ثم التصفيق والهتاف والتكبير والتهليل .. أما في غير ذلك فهو مجرد نكرة في نكرة !.. ولقد انفردوا بتلك الخطوة الخطيرة المصيرية دون مشورة للشعب السوداني .. وذلك لحاجة كانت تجيش في نفوسهم .. أرادوا أن يتملقوا تلك الدول العظمى بالقدر الذي يثبت أقدامهم لأطول فترة ممكنة .. ولكن كانت الصفعة قوية من تلك الدول التي استطاعت أن تشترط كما تريد .. وتنتزع منهم ذلك الجزء العزيز من أرض الوطن دون أن تعطيهم شيئاُ في المقابل .. لقد تنازلوا كثيراُ عن كبريائهم بمنتهى الخوف والجبن .. في حين أن الآخرين قد أبوا ورفضوا أن يتنازلوا قيد أنملة عن تلك المواقف العدائية !!.
هؤلاء كانوا بغباء شديد يريدون الرضا من الأعداء .. وفي سبيل ذلك تنازلوا عن الكثير والكثير دون فائدة .. تنازلوا عن تلك التضحيات الجسيمة من والأرواح والمقدرات لسنوات طويلة .. كما أنهم تنازلوا عن العزة والمكانة والكرامة .. وتنازلوا عن تلك الصيحة التي كانت تنادي بالفكرة الحضارية الجديدة .. وأخيرا ركعوا تماماُ ليقبلوا المداس !.. ومع كل تلك التنازلات الخائبة لم يناولوا شيئاُ في المقابل .. وقد جرى عليهم ذلك المثل الذي يقول : ( لا أموال اكتسبوها ولا عورات ستروها !! ) .. وهؤلاء الآن يدركون جيداُ أن محاكم الشعب لن تطالهم أبداُ فهي تلك المحاكم الأضعف في الحلقة .. ولكن سوف يحاكمهم التاريخ يوماُ بأوصاف كريهة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة