|
ستريبتو كوكاي بقلم علي بلدو
|
08:03 PM September, 30 2019 سودانيز اون لاين علي بلدو-السودان مكتبتى رابط مختصر
خواطر طبيب
منذ ولادته كان كثير البكاء و لاحظ ذلك الكثيرون منذ ايام السماية, كان يصرخ طيلة الوقت و كانت امه و ابوه يلبون طلباته كلها خوفا من النبيح. نشاء في طفولته صبيا شقيا , عالي الصوت, مرتفع الوتيرة و كان اقرانه في الحلة يهابونه بسبب صوته المخيف, و لذا كان ينهر اصدقائه ليستولي على اللعب و الماكولات و الحلوى في المدرسة تم تعيينه الفة من اول يوم و كان يمشي الطابور الصباحي , مما اغنى المعلمين من استجلاب مايكرفون و ساوند سيستم ظل اخلاصه لصوته ملازما له في المرحلة الثانوية في اركان النقاش و حلقات المنتديات و القوافل , و كما انخرط في الكديت العسكري و اصبح حكمدارا من اول هتافاته. لم يغير شئيا من سلوكه في الجامعة بل جذب اليه صوته و نبيحه مجموعة من اهل الذكر و التمكين و الذي اقنعوه بان يستوعب المرحلة و ينخرط في بناء الامة و شبابها الوطني , و لم يتردد خصوصا بعد ان امتلا جيبه و انتفخت اوداجه من الطيبات و نعم الله على عباده المخلصين. ذهبوا به الي شيخهم و كبيرهم الذي علمهم السحر و بعد ان اقسم بالولاء بصوته الجهوري , اخبره ذلك الشيخ بصوت خفيض انه سيعز اخوانه بصوته ذاك كما اعز حمزة الاسلام في ذلك العهد’ و هنا كبر و ههلل و منها اصبح كادر صوت في تلك الجماعة. ظل على مدى سنوات يتقدم المسيرات و المظاهرات و الندوات الجماهيرية , ظل يهتف في الطرقات و االاذاعة و التلفزيون, كان دوما في المطار للاستقبال و الوداع بصوته ذاك’ و في نفس الاثناء تضاعف رصيدهه البنكي و غير البنكي و نكح الاولى و الثانية و هناك اقوال حول الثالثة, دخل السوق و هو يقسم و يحلف بنرته القوية و اغتنى من اموال الغير و االذين (اكلهم حنك سااي) و صار بعدها عضوا برلمانيا كثير التصفيق و التهليل و الكواريك مرهبا منافسي و خصوم حزبه ’ ليصير بعدها عضوا في الشورى و المكاتب القيادية و تتصدر صورته القنوات و الصحف و يحل ضيفا دائما على الاذاعات و نجما للمجتمع. و ذات صباح بعد ان استيقظ مع عروسه الجديدة في عمارته الجديدة ايضا ’ اراد ان ينادي عليها الا ان صوته لم يخرج, حاول و حاول و لكنه لم يخرج, تسارعت ضرباته قلبه و ذهب برفقة بنيه لاقرب مركز خاص لطب الانف و الحنجرة و اخبروه بانه يعاني من التهاب سبببه بكتيريا اسمها ستربيتو كوكاي و اعطوه الدواء و لكن مرضه ازمن و تطاول شهورا, سافر للخارج للدول الصديقة و العدوة و لم يجد علاجا انفض الكثيرون من حوله, اصبح ينتظر المكالمات و لم يتم انتخابه او تكليفه باعمال جديدة, اقصوه بدعوى تجديد دماء الحزب بالشباب ليحل محله كادر عمره سبعون عاما! تناساه الناس و تجاهلته الصحافة و الاعلام, و علم حينها انه لم يكن صاحب فكر و لا مبداء و لا عقيدة, و ان تلك الستربيتوكوكاي هي وحدهها من تعرف انه مجرد ساوند سيستم و سكند هاند كمان!
|
|
|
|
|
|