السودانية قد نجحت فى تحقيق أهدافها المشروعة. فالاعتقال فى اللغة السياسية أحيانا يعنى التمويه حتى لا يظهر الذى تم إخفائه. ففى عام ١٩٨٩ قام البشير بانقلاب عسكرى واعتقل الترابى والمهدى وسياسين اخرين. وبعد ايام قام الترابى بتأييد الانقلاب فى معتقله ومدح قادة الانقلاب فتم إطلاق سراحه. وبعد ايام قليلة اصبح الترابى المحرك الرئيسى والعقل المفكر لقيادة سياسات عساكر الانقلاب الذى سمى ثورة الانقاذ الوطني. اعتقال البشير اليوم لا يعنى بأن التغيير قد نجح فى السودان. فقد يكون اعتقاله اتفاق بينه ونائبه حتى يهدئ الأوضاع ومن ثم يعود للواجهة مرة أخرى او احد أركان نظامه سيحرك الحكم العسكرى ويفرغ الثورة السودانية من مضمونها الحقيقى. دليل على ذلك هو إعلان الجيش قيادة البلاد لمدة سنتين. هذه الفترة طويلة جدا وستوهلهم فى التلاعب بالتغيير. كان افضل أن يقول الجيش بأنه جاهز لتسليم السلطة الى الشعب خلال ٦ شهور او سنة واحدة فقط بعد الانتخابات. لقد حكم المشير سوار الذهب السودان سنة واحدة فقط (ابريل ١٩٨٥ الى مايو ١٩٨٦) بعد سقوط الديكتاتور نميرى. فكيف لهولاء العساكر أن يطلبوا سنتين فى الحكم. على الشعب السودانى أن يرفضوا ذلك ويطلبوا فترة حكم قصيرة لا تتعدى سنة واحدة حتى لا يذوق هذا القائد الجديد حلاوة السلطة ويرفض فى تسليمها للشعب. المهم أطاحة بالبشير كان اصعب وفى باب المستهيلات. اما هولاء الضباط، فاطاحتهم سهلة لانهم يمثلون الذيل وطالما الرأس دخل الجحر بسهولة فبكل التأكيد الذيل سيدخل إلى الجحر بصورة اسهل. لأن راس الحية هو الذى يقود الذيل. مبروك للشعب السودانى فى إنهاء حكم الديكتاتور. تداول السلطة احسن وافضل حتى يرحل الرئيس عزيزا ومكرما من شعبه. ولكن للاسف، روساء العرب والأفارقة يحبون الاستمرار فى الحكم مدى الحياة وهو ما يحرمهم من التكريم ويعرضهم للاهانة. كوات وول وول/ كندا [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة