|
Re: هذه المشكلة يتهرب منها كل الكتاب العمالقة (Re: يحيى ابنعوف)
|
يعجبني ويجذبني هذا المقال بطريقة ما .. وهو مقال يفضح تلك الأصوات الضحلة التي تعودنا عليها لسنوات وسنوات ,, وهي أصوات تنادي بالديمقراطية لمجرد مسمى الديمقراطية .. وأغلب من يتشدق بشماعة الديمقراطية يجهل الفوارق الجوهرية بين ديمقراطية الزيف والخداع التي يتلاعب بها الماكرون والمخادعون ،، وببين الديمقراطية الحرة السليمة التي يملك فيها الجماهير إرادة نفسها ،، وفي كل تجارب الديمقراطية بالسودان سابقاُ كانت تمارس نوعاُ من الديمقراطية المضللة المظلمة الفاقدة للأهلية والصلاحية .. وهي كانت مجرد مسميات لديمقراطيات زائفة تفتقد أدنى معاني الديمقراطية بالمعنى السليم .. بل كانت مجرد ديمقراطيات صورية تسلم مقاليد الحكم والسلطة للقوى الرجعية والطائفية في البلاد .. تلك القوى التي تظن انها تملك الأحقية والأولوية من منطلق المكانة الدينية والهيمنة السيادية ,, وفي كل التجارب السابقة نجد أن الإنسان السوداني المتخلف حضاريا وفكرياً كان هو السبب في ممارسة ذلك النوع من الديمقراطية الصورية المهلكة الهالكة .. وهي تلك العناصر الجاهلة والأمية في المجتمع السوداني التي كانت وما زالت تظن أن تقديس الرموز الدينية والبيوت الطائفية هي عين الديمقراطية حين ينادون بالديمقراطية ,, ويجهلون بطريق مفرطة بأن الديمقراطية هي تلك الصورة التي تجعل السلطة في خدمة الشعب ولا تجعل الشعب في خدمة السلطة ورموزها .. ومع الأسف الشديد ففي كل تجارب السودان كانت نتائج التجربة هي ذلك الفشل المريع ،، حيث القوى الفوقية والرموز الطائفية المسيطرة التي كانت توجد حالة من حالات ( الإقطاعية في القرون الوسطى ) ،، حيث الأسياد والأتباع .. صورة بدائية متخلفة للغاية .. وهي صورة مهينة لعقلية الشعب السوداني في القرن الحادي والعشرين ،، ولذلك فإن الإنسان السوداني المثقف الواعي المدرك لخفايا العواقب لا يفرح كثيراُ ولا يطرب كثيراُ حين ينادي المنادون بالديمقراطية لمجرد الديمقراطية ،، بل يتمنون أن يرتقي الإنسان السوداني في مستويات التفكير حتى تمارس في السودان تلك الديمقراطية الصحيحة التي تخدم البلاد وتخدم الشعب ولا تخدم فقط الرموز والطائفية ،، ولا يتمنى عقلاء السودان مواصلة مهازل الديمقراطية كما كانت تجري في السابق .. حيث الأسياد والأشراف في منصات الأصنام ،، وحيث الأتباع في منصات العبادة !.
| |
|
|
|
|