المرأة السودانية والثورة بقلم علاء الدين أبو مدين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-04-2024, 08:57 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-09-2019, 04:16 PM

علاء الدين أبو مدين
<aعلاء الدين أبو مدين
تاريخ التسجيل: 04-07-2014
مجموع المشاركات: 32

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
المرأة السودانية والثورة بقلم علاء الدين أبو مدين

    03:16 PM March, 09 2019

    سودانيز اون لاين
    علاء الدين أبو مدين-
    مكتبتى
    رابط مختصر




    لم يأتي دور المرأة السودانية البارز في ثورة 19 ديسمبر 2018 الجارية نتيجةً لصدفة، كما أنها ليست مفاجأة لكثيرين ممن يعرفون تاريخ المجتمع السوداني. فهي مشاركة للرجل السوداني في الحياة اليومية منذ عصور ما قبل التاريخ، وظل دورها متواصلاً بلا انقطاع في كل مراحل التاريخ السوداني.

    فالمرأة السودانية قد سبقت بعض الدول الأوربية في الحصول على الأجر المتساوي للعمل المتساوي للنساء، كما كانت أول إمرأة في العالمين العربي والأفريقي تتحصل على حق الوصول لكل المناصب في سلك القضاء وأيضاً كل المناصب في جهاز الدولة حسب مكتسبات ثورة اكتوبر 1964. لذلك فإن تواجدها المُميز في قلب مظاهرات ثورة 19 ديسمبر 2018 السودانية، مقارنة بأدوار شبيهة في المنطقة العربية أثناء موجة الربيع العربي، طبيعي للغاية. في هذا السياق تعتبر العازة محمد عبد الله، زوجة البطل علي عبد اللطيف، أول إمرأة سودانية متظاهرة في العصر الحديث، بل أول إمرأة على رأس مظاهرة سودانية. إذ لم تشارك في مظاهرة 1924 فحسب، بل كانت قائدة لتلك المظاهرة التي جابت مدينتي الخرطوم والخرطوم بحري في بواكير نهضة القوى الوطنية الحديثة عبر تنظيم جمعية اللواء الأبيض في عشرينييات القرن العشرين. في الواقع فإن دور المرأة السودانية متجذر في تراث السودان القديم لا سيما في عهد الممالك النوبية، ومن هنا جاء وصف المتظاهرات السودانيات اللواتي برزن في الحراك الحالي بـ "الكنداكة/الكنداكات" في إشارة لا يخفى معناها إلى لقب اتخذته ملكات نوبيات للإشارة إليهن في تلك العصور التاريخية.

    وقد أنشد فنان الحقيبة الراحل خليل فرح قصيدة في تمجيد العازة كأول من كساها بتلك الرمزية لتكون لفظة تعبر عن الوطن السوداني الكبير ثم صارت رمزاً وشفرةً للنضال من أجل السودان كبلد. وفي هذا تمجيد كبير لدورالمرأة السودانية برز في نمط الكثير من الشعراء السودانيون، خاصة شعراء البديرية والشايقية. تمثل هذا النمط في بذل مزاوجة مطردة بين معاني ودلالات لفظتي الوطن والمرأة، حبيبة وزوجة وأم وأخت. لكن قصيدة فرح المسماة عازة في هواك، والتي ابتدرها الشاعر قائلاً: "عازة في هواك، عازة نحنا الجبال، وللبخوض صفاك، عازة نحنا النبال"، قد تحور اسم (عازة) فيها تدريجياً من ناحيتي الكتابةً والنطق إلى (عزة) عند بعض المطربين السودانيين من الأجيال المعاصرة. رغم ذلك فإن الاستماع لأغنية عازة بصوت فرح، يوضح ومن خلال نطقه للكلمة أن عازة المقصودة إنما هي تلك التي تشير إلى رمزية دور زوجة البطل علي عبد اللطيف مُحوَّراً ومرتبطاً بالنضال الوطني والحض عليه، وليس محض اسم امرأة ما أوحت له بالقصيدة، ناهيك عما سمعناه في الثقافة الشفاهية عن تحول الاسم إبان الاستعمار الانقليزي المصري واتخاذه شفرةً تشير إلى السودان وإلى النضال الوطني في حذره من الأجهزة الأمنية وقتها.

    في التاريخ السوداني المعاصر يظهر دور المراة السودانية كمشارك أصيل، كما أن تمجيده مألوف في ثقافة الحضر السوداني ولحد ما في أغلب الريف السوداني. لا سيما دور المراة التحريضي كما هو معروف في بوادي كردفان ودارفور عبر دور (الحكامة) والنساء الشاعرات في غالب الريف والحضر، أو كما عبرت عنه أدوار نساء فارسات وشاعرات في عدة مواقع سودانية، حالهن كحال مهيرة بت عبود في شمال السودان على سبيل المثال. وتلك ثقافة تتصل عميقاً بالثقافتين النوبية والعربية وتبادلية الأدوار بينهما في معنى استمرار وبقاء القيمة الأكثر صلاحية للعصر المعين. وهكذا فإن ظهور ذلك الآن في القرن الحادي والعشرين، مقترناً بحراك 19 ديسمبر، يؤكد أن ثقافة وقيم الشعوب التي تتخلق عبر تفاعل آلاف السنين، تظل باقية وكامنة حتى تجد فرصتها المؤاتية في التعبير البليغ عنها. فلا غرو أن دور عازة محمد عبد الله في مظاهرة 9 أغسطس 1924 ترافق معه ترديد المتظاهرون حينها لقصيدة عبيد عبد النور التي تغنى بها الفنان الحاج محمد أحمد سرور والتي تقول في مطلعها "يا أم ضفاير قودي الرسن، واهتفي فليحيا الوطن، أصلو موتاً فوق الرقاب، كان رصاص أو كان بالحراب "، الشاهد أن هنالك تمهيد وتمجيد وتحريض تبلور لاحقاً في قيادة العازة محمد عبد الله لأول مظاهرة عسكرية سودانية لطلبة المدرسة الحربية احتجاجاً على اعتقال البطل علي عبد اللطيف و صالح عبد القادر و عبيد حاج الأمين وغيرهم من قيادات حركة وجمعية اللواء الأبيض. تماماً كما يحدث الآن من أدوار لهن على كل الأراضي السودانية، مؤكدين الدور التشاركي للمرأة السودانية مع الرجل السوداني كتفاً بكتف، وهما يخوضان معاً في لهيب التغيير ويستحضران قيم العمل الجماعي والفروسية والاعتداد بالنفس.


























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de