انجيلا ميركل تلقن العالم درسا في الاخلاق والإنسانية الجنود المجهولة المعلمين والمعلمات "1-2"
بقلم: السر جميل
أقتبس عنوان المقال من إجماع الصحف العالمية، عن رد المستشارة الالمانية انجيلا ميركل عندما طالب القضاة فى ألمانيا مساواتهم بالمعلمين ؟! قالت: كيف أساويكم بمن علموكم ؟ هذا هو الرد الاخلاقي وقتها الذى تناقلته الصحافة العالمية والمواقع التربوية وصفحات التواصل الاجتماعي، درسا نبيلا فى المعاملة الانسانية الكريمة التى يجب على المجتمع أن يوقر بها المعلمين والمعلمات.
إلا أننا اليوم فى بلادنا الحزينة نعيش، عصر الجاهلية وهولاكو خان ! يعامل المعلمين والمعلمات فى المجتمع بدرجة مقززة من المهانة وعدم الإحترام والتقدير، تربي التكنولوجيا الحديثة أولادنا، قنوات فضائية يتعلمون فيها ما يضرهم ولا يصلحهم من مسلسلات مدبلجة وأفلام مترجمة وأغاني أجنبية وأخبار ودمار لايناسب وأعمارهم المبكرة، ومنصات تواصل لا إجتماعي تحرضهم على الفساد والعنف وتدربهم على العنترية والفتوة والضياع.
وصارت معظم الأسر بالمجتمع تهتم بتوفير هذه المظاهر لأبنائها كنوع من الرفاهية والرقي، بل تشكلت للبعض قناعة بأن التربية المدرسية والتعليم فى المدارس الحكومية خصوصا مضيعة للوقت، لأن ما يسمي بهذه الحكومة جعلت عاليها سافلها، وجعلت الناس على صعيد واحد كافرين بما شاهدوه من دمار لهذا الصرح بصورة ممنهجة ومؤلمة، بيئة مدرسية طاردة، معينات دراسية معدومة، مدارس من الرواكيب وأخري تحت ظلال الأشجار.
أما رواتب المعلمين والمعلمات لا تتجاوز ال 1700 جنيه ومدير المرحلة لا يتعدى ال 2000 مع كل الحوافز والبدلات ؟! وحتى البروفسيور الجامعي راتبه بالتحديد 5800 جنيه سوداني لا غير ؟! مع كل هذا العناء هناك ثلة من أبناء وبنات هذا الوطن أختاروا تربية أبنائنا فى المدارس الحكومية أي كانت فى الرواكيب أو تحت الشجر !! ومنهم من يوزع خارج قريته وآخر يقطع عشرات الأميال للوصول للمدرسة ؟!
مع علمنا المعلم والمعلمة جزء أساسي ومؤثر فى المجتمع لا علاقة له بنظام حاكم أو حزب متسلط، آثروا أن يكونوا شموع تنير لأبناء الآخرين طريقهم فى التربية والمعرفة رغم إلتزماتهم الأسرية مثل الآخرين ومعاناتهم المعيشية برواتب مذلة، فوق كل هذا ذهب توقير المعلم واحترامه وإجلاله وتقديره فى مجتمعنا، لماذا لا يغرس الآباء والأمهات فى قلوب أولادهم احترام المعلم والمعلمة وتقديرهم وتوقيرهم ؟! هذا أبسط ما نقدمهم لهم كمجتمع فمن القسوة أن يكونوا بين سندان الحكومة ومطرقة المجتمع، ولا عجبا نشاهد اليوم تلميذ من السهل عليه أن يعتدي على معلمه ومعلمته بالضرب فضلاً عن كلام بذيء وأسلوب جارح.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة